قال الخبير العسكري الإسرائيلي “يوآف ليمور”، في تحقيق له بصحيفة “إسرائيل اليوم”، إن الحدود مع قطاع غزة من 3 جبهات، باتت تشهد عمليات تسلل ومحاولات اختراق فلسطينية على مدار الساعة، رغم الجهود التي تبذلها قوات الاحتلال الإسرائيلية على طول هذه الحدود لحفظ أمنها.
وأضاف الكاتب الإسرائيلي -وثيق الصلة بجنرالات جيش الاحتلال-، في تحقيقه المطول بصحيفة “إسرائيل اليوم”، إنه “منذ فشل القوة الإسرائيلية الخاصة في خانيونس في مثل هذه الأيام العام الماضي، فقد غدت حدود غزة بالنسبة لإسرائيل منطقة حساسة ومثيرة للشبهات أكثر من الفترات السابقة، ومن يزور حدود قطاع غزة من الجانب الإسرائيلي سيكتشف أن حماس باتت أكثر حذرا ويقظة”.
ولفت “ليمور” إلى أن “هذه الاحتياطات الأمنية التي باتت تقوم بها حماس على طول الحدود؛ جعلت من العمل الإسرائيلي في دول مجاورة أكثر سهولة ويسرا من العمل في قطاع غزة؛ لأنه عقب كل عملية إسرائيلية فاشلة تصبح غزة أكثر ريبة وشكوكا، وبات هذا الأمر يرى بالعين المجردة، فالحركة تنشر المزيد من المواقع العسكرية على طول الحدود الشرقية والجنوبية والشمالية للقطاع”.
وأوضح “ليمور” في التحقيق الذي قام موقع “عربي21” بترجمته، الأحد، أن “حماس باتت تبذل جهودا أمنية حثيثة للحصول على مزيد من المعلومات الحدودية، كجزء من تحضيرها للحرب القادمة، وما يلزمها من بنية أمنية معلوماتية هامة من حيث العثور على نقاط الضعف الإسرائيلية لاستغلالها، كما حصل مع إطلاق صاروخ الكورنيت في المواجهة التي قتلت أحد المستوطنين، شهر مايو الماضي”.
وأشار “ليمور”، الذي زار حدود غزة في الآونة الأخيرة عدة مرات، إلى أن “هدفا آخر يتمثل بالإظهار لـ(إسرائيل)، أن غزة لم تعد هدفا سهلا للاختراق، وحرمان (إسرائيل) من تنفيذ عمليات مشابهة في المستقبل، وعدم بقائها متفوقة في الناحية الاستخبارية”.
وأضاف أنه “في كل الأشهر السابقة تبدو غزة جبهة مركبة خاصة، تسير دائما بين خطي التصعيد والتسوية، مع ظروف اقتصادية سيئة، وجهود حثيثة تبذلها حماس لمنع اندلاع حرب شاملة؛ لذلك يسعى الجانبان إلى الحفاظ على حدود آمنة، من خلال عدم تكرار عمليات التسلل، وتنفيذ العمليات المسلحة، خشية أن تتسبب هذه المحاولات بالذهاب إلى تصعيد عسكري غير مرغوب فيه، خاصة من خلال المسيرات الأسبوعية”.
وأشار إلى أن “هذه المسيرات الحدودية انطلقت منذ مارس/آذار 2018، حيث تقودها حماس، وتتحكم في مسارها، وتمنع المسلحين من الاقتراب من الحدود، لكنها في الوقت ذاته لا تمنع حصول احتكاك نسبي بين المتظاهرين والقوات الإسرائيلية، لذلك تبدو الحركة حريصة على إنهاء أيام الجمعة من المسيرات دون سقوط قتلى، وحد أدنى من المصابين، ما يتطلب مهنية وسيطرة قوية على الميدان”.
وختم بالقول إن “هذه المسيرات الأسبوعية تتخللها مشاهد من الاحتكاك بين المتظاهرين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، تشمل إلقاء القنابل الحارقة وأدوات قص الجدار الفاصل، مع العلم أن هذه المظاهرات ليست التحدي الوحيد على الحدود مع قطاع غزة، لأن هناك محاولات من مسلحين فلسطينيين يسعون لاختراق الحدود بهدف تنفيذ عمليات مسلحة”.
يذكر أن الفلسطينيين يشاركون في مسيرات العودة قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة و”إسرائيل”،منذ مارس/آذار 2018؛ للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع.
ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف؛ ما أسفر عن استشهاد أكثر من 300 فلسطيني وإصابة الآلاف بجروح مختلفة.
اضف تعليقا