إبراهيم سمعان

كسر محمد بن سلمان الأربعاء 24 أكتوبر الصمت حول مقتل المعارض الصحفي جمال خاشقجي في السفارة السعودية بإسطنبول، وذلك خلال انعقاد المؤتمر الدولي حول الاستثمار في الرياض “دافوس الصحراء”، الذي امتنع العديد من رجال الأعمال في الغرب عن حضوره بسبب هذه القضية التي يشتبه بأن ولي العهد يقف وراءها.
ووصف محمد بن سلمان الجريمة بأنها “حادث مؤلم لكل السعوديين”، و”عمل دنيء” ووعد بتحقيق العدالة، وفيما تطالب الدول الغربية الحلفاء للمملكة بتحقيق شفاف، يرى المحلل والكاتب الفرنسي بيير كونيزا، وهو مسؤول كبير سابق في وزارة الدفاع، أنه إذا كان هناك تهديد لولي العهد، فسيأتي من الداخل.

وقال كونيزا لـ”راديو فرنسا الدولي”: على الرغم من رد الفعل القوي للغربيين على قضية مقتل خاشقجي، فإن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان سيفلت من العقاب، والمملكة لن تعاني كثيرا بشأن علاقاتها مع القوى العظمى”.

وتابع “يمكن أن يقوم (بن سلمان) بتصحيح وضعه، وهذا لا يعني أن الغربيين والأمريكيين على وجه الخصوص سيطلبون رأسه، لكن من ناحية أخرى التهديد قد يأتي من الحاشية”.

وأكد أن السعودية، كانت تسير على نظام توافقي، لكن منذ وصول محمد بن سلمان جعل كل شيء لنفسه، كما أن قضية خاشقجي تأتي بعد سلسلة طويلة من الإخفاقات التي تعرض لها ولي العهد، ومنها الحرب في اليمن عندما كان وزيرا للدفاع، والحظر المفروض على قطر الذي يضر تماما بالسعودية.

ولم يندهش المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع، من رد فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ بداية القضية، مبينا أنهم يعرفون ممارسات محمد بن سلمان جيدا، فلماذا غض الغربيون الطرف عن الانتهاكات التي يرتكبها وفتحوها حول قضية خاشقجي؟.

وتابع إذا كان هناك تفسير، فهو أولاً، لأنه صحفي في صحيفة أمريكية، ولا يستطيع ترامب التخلي عن الصحفي الأمريكي، الصحافة قوية بما فيه الكفاية وواشنطن بوست لا تزال وسيلة الإعلام الرئيسية المعارضة لترامب، وأعتقد أنه يجب عليه، فيما يتعلق ببقية سكان الولايات المتحدة، أن يظهر موقفا حازما.

وأكد الكاتب الفرنسي أن عائلة الصحفي الراحل يجب أن تتابع القضية في محاكم الولايات المتحدة، “إذا كنت أحد أفراد عائلة خاشقجي، سأقدم شكوى إلى المحاكم الأمريكية. لأن هذه العدالة قد أظهرت الكثير من صلاحياتها خارج نطاق الولاية القضائية أنها وسيلة لربط ترامب تجاه علاقاته المستقبلية مع المملكة السعودية، والتي لا يمكن أن تقاوم العدالة”.

ولم يستبعد الرئيس الأمريكي نهائياً أن محمد بن سلمان كان على علم بعملية قتل الصحفي جمال خاشقجي، وقال في لقاء مع صحيفة “وول ستريت جورنال” إن “الأمير يدير على نحو متزايد الشؤون الحكومية”.

وأضاف “هو صاحب الكلمة، وإن كان هناك من يكون على علم فهو”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه “يريد تصديق محمد بن سلمان”، وأبقى الباب مفتوحاً حول من المسؤول عن العملية.