إبراهيم سمعان
كشفت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” عن الجهود المكثفة التي يبذلها النظام المصري لإقناع الأردن بالقبول بالرؤية الأمريكية الإسرائيلية لتسوية القضية الفلسطينية المعروفة باسم “صفقة القرن”.
كما كشفت الصحيفة النقاب عن الزيارة السرية التي قام بها جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره للشرق الأوسط، للقاهرة الشهر الماضي؛ لبحث سبل إقناع الأردن بالصفقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأردن رافض للصفقة؛ لأنه يعتقد أنها تفرض شروطا غير عادلة والتزامات إضافية على بلاده، بينما هي في صالح إسرائيل تماما.
ولفتت الصحيفة إلى الجهود التي يبذلها الأردن لموازنة الضغوط التي يتعرض لها من المحور المصري السعودي الإماراتي، موضحة أن الملك عبد الله يسعى إلى فتح قنوات مع تركيا في إطار الوقوف مع الفلسطينيين، كما يحاول أيضا إقناع عباس بهذا الشأن.
وإلى نص المقال:
كشفت مصادر دبلوماسية مصرية، الجمعة، أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي يبذل جهودا مكثفة لإقناع الأردن بالانضمام إلى محادثات صفقة القرن حول فلسطين وإسرائيل. وأوضحت المصادر أن الأردن لديه موقف معارض للرؤية الأمريكية الإسرائيلية المقترحة لتسوية القضية الفلسطينية. وأضافت المصادر أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يعتقد أن الصفقة تفرض شروطا غير عادلة والتزامات إضافية على بلاده بينما هي في صالح إسرائيل تماما.
كشفت مصادر رفضت الكشف عن هويتها “بُذلت هذه الجهود خلال زيارة سرية إلى القاهرة قام بها جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره البارز في وقت سابق من هذا الشهر”. التقى كوشنر باللواء عباس كامل مدير المخابرات المصرية العامة ومدير مكتب الرئيس عبد الفتاح السيسي، في وجود القائم بالأعمال الأمريكي بالقاهرة ومسؤولين مصريين بارزين لديهم اهتمام مباشر بصفقة القرن. تناولت اجتماعات كوشنر في القاهرة الموقف الأردني وموقف الرئيس محمود عباس الذي يرفض الاستجابة للرؤية الأمريكية.
أضافت المصادر أن الجهود المصرية للتأثير على الموقف الأردني تتجه نحو إقناع الملك عبد الله بإعلان مشاركة الأردن في مشروع المنطقة الاقتصادية “نيوم” بقيادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي يريد من الأردن الانضمام للمشروع في نفس الوقت الذي أعلنت فيه الرياض رسميًا عن اتفاق مع القاهرة يضمن الحصول على ألف كيلومتر مربع في جنوب سيناء مخصصة لهذا المشروع الضخم.
يجري الضغط على الأردن من قبل دول الخليج للقبول بالصيغة، كما تم تقديمها سواء من الولايات المتحدة أو من السعودية. يبدو مشروع نيوم جزءا من صفقة القرن لتدويل البحر الأحمر، في حين أن الأردن يرحب بصيغة تشاركية، لا توجد صفقة واضحة تتعلق بتأجير السعودية لأراضٍ أو مرافق أردنية أو حتى الحصول على حق استخدامها.
يبدو أن الأردن يبذل في المقابل جهودا لتحقيق توازن في صالحه وتخفيف الضغط الإقليمي من محور السعودية ومصر والإمارات من خلال فتح قنوات مع تركيا في إطار الوقوف مع الفلسطينيين، وتحاول عمان أيضا إقناع عباس بهذا الشأن.
يوم الثلاثاء، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزير الدفاع صدقي صبحي برئيس وزراء الأردن هاني الملقي، الذي قام بزيارة مفاجئة للقاهرة استمرت عدة ساعات، وناقش جميعهم موقف الأردن من مشروع نيوم وصفقة القرن، في محاولة لتغيير الموقف السلبي للمملكة الأردنية الهاشمية.
جاءت زيارة الملقي بعد ساعات قليلة من زيارة محمود عباس القصيرة إلى عمان برفقة الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، ورئيس المخابرات العامة للسلطة في الضفة الغربية ماجد فرج، والعضو في اللجنة المركزية لفتح حسين الشيخ، أكد المسؤولون الفلسطينيون أن اللقاء بين عباس والملك عبد الله ناقش تنسيق المواقف المشتركة حول حضور مؤتمر الدول المانحة لبحث سبل تحسين الوضع الإنساني في غزة واختراق موقف الرئيس الأمريكي بشأن صفقة القرن.
تم الإعلان عن مشروع نيوم من قبل بن سلمان في أكتوبر الماض، وسيقع في أقصى شمال غرب المملكة على الحدود مع الأردن، ومن المقرر أن يشمل أراضي داخل مصر، عبر جسر، وإسرائيل، مع انضمام الأخيرة عند الاتفاق على المسائل الإقليمية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
اضف تعليقا