كشف موقع Middle East Eye البريطاني عن مؤامرة خطيرة جمعت بين إسرائيل والإمارات بهدف تقسيم سوريا إلى كتل متفرقة تحت سيطرة متعددة الأطراف، وإبقاء نظام بشار الأسد كواجهة رمزية تحت الهيمنة الإماراتية.

تضمنت الخطة تعزيز علاقات استراتيجية مع الأقليات الكردية والدروز، وقطع علاقات سوريا مع إيران وحزب الله، مما يعكس تنسيقًا إقليميًا ودوليًا لإعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة.

ومع ذلك، تحطمت هذه المخططات بسبب انهيار القوات الموالية للأسد وسقوط النظام في قبضة المعارضة المسلحة، مما غيّر مجرى الأحداث في سوريا وأحبط مكائد محمد بن زايد العدو الأول للثورات العربية بالمنطقة.

التآمر الإماراتي-الإسرائيلي

سعت الإمارات وإسرائيل، وفقًا للتقرير، إلى تحويل سوريا إلى ساحة نفوذ مشترك يعزز مصالحهما الإقليمية. ركزت الخطة على إبقاء الأسد كواجهة للنظام، مع تحجيم دوره السياسي والعسكري لصالح قوى تدعمها الإمارات.

هذه الخطة تضمنت إقامة علاقات عسكرية مع الأكراد في الشمال الشرقي والدروز في الجنوب، مما يضمن وجود تحالفات أقلوية تخدم أهداف إسرائيل في البقاء قوة مهيمنة في المنطقة. 

كما كانت الإمارات تستهدف توجيه الدعم المالي والسياسي للأسد مقابل تخليه عن علاقاته الاستراتيجية مع إيران وحزب الله. لكن انهيار قوات الأسد في معارك حماة وحمص، وسقوط حلب بأيدي المعارضة المسلحة، أدى إلى قلب الطاولة على تلك المخططات.

دور الإمارات في دعم الأنظمة القمعية 

منذ اندلاع ثورات الربيع العربي، لعبت الإمارات دورًا رئيسيًا في تقويض الحركات الديمقراطية ودعم الأنظمة القمعية في المنطقة وكما حاولت إنقاذ نظام الأسد في اللحظات الأخيرة، فعلت الشيء نفسه في مصر وليبيا واليمن، حيث كانت تقود جهود الثورة المضادة.

هذا التوجه يعكس سياسة الإمارات القائمة على التحالف مع الأنظمة الاستبدادية ومحاربة أي تغيير ديمقراطي يهدد نفوذها الإقليمي. لكن في سوريا، كانت الإمارات تسعى لمنع أي فصيل إسلامي من الوصول إلى السلطة، حتى لو كان ذلك يعني التضحية بمستقبل البلاد واستمرار المعاناة الإنسانية للشعب السوري.

أما الاحتلال الإسرائيلي، فاستغل حالة الفوضى في سوريا لتحقيق مكاسب استراتيجية، كذلك استهدفت خطة تقسيم سوريا إضعاف التحالف الإيراني-السوري وإيقاف تسليح حزب الله عبر الأراضي السورية. 

وعندما فشلت محاولاتها للتأثير على مجرى الأحداث لصالحها، لجأت إلى تدمير البنية التحتية العسكرية السورية، بما في ذلك تدمير أسطولها البحري واستهداف مواقع استراتيجية مثل جبل الشيخ ومرتفعات الجولان هذا النهج يوضح مدى استثمار إسرائيل في الحفاظ على بقاء الأسد كحارس للمصالح الإسرائيلية، طالما كان يخدم أجندتها الإقليمية.

محاولات يائسة لإنقاذ بشار

مع اقتراب سقوط الأسد، كشفت مصادر أمنية عن تحركات دبلوماسية إماراتية وأردنية لإنقاذ النظام أو إعادة تشكيله بواجهة جديدة تخدم مصالحهما. قامت الإمارات، بالتعاون مع الأردن، بتشجيع الجيش السوري الحر على الدخول إلى دمشق قبل هيئة تحرير الشام، في محاولة للسيطرة على العاصمة. 

ومع ذلك، رفض رئيس الوزراء السوري محمد غازي الجلالي هذه المحاولات بعد نصيحة من أبو محمد الجولاني، قائد هيئة تحرير الشام. هذه التحركات توضح الدور المزدوج الذي تلعبه الإمارات في دعم أطراف متناقضة بهدف تحقيق مكاسب سياسية بأي ثمن.

الخلاصة تظهر المحاولات الإماراتية لتقسيم سوريا وإعادة تشكيل نظام الأسد كجزء من استراتيجيتها التوسعية في المنطقة، ومع ذلك، فإن فشل هذه الخطط يعكس محدودية قدرتها على التأثير في مسار الأحداث الإقليمية، خاصة مع تعقيد المشهد السوري وتعدد اللاعبين الدوليين والإقليميين.

في النهاية، تؤكد هذه الوقائع أن تدخل الإمارات في سوريا لم يكن إلا محاولة يائسة للحفاظ على نفوذها، لكنها أضافت مزيدًا من التعقيد إلى الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد.

اقرأ أيضًا : بعد مجازر صيدنايا البشعة.. مطالبات بالكشف عن أحوال المعتقلين في سجن الرزين الإماراتي