دعا الرئيس اليمني “عبد ربه منصور هادي” ما أسماهم بالإخوة “الحوثيين” للجوء إلى طاولة المفاوضات ومراجعة الحسابات والابتعاد عن مشاريع إيران التدميرية والعودة إلى لملمة جراح الوطن الممزق وجعل الولاء لليمن فقط، ولم يصدر تعليق من الجانب الأخر على هذه الدعوة لكن اللافت للأمر هو تغير حدة الخطاب للرئيس اليمني المدعوم من معسكر السعودية والتي هي أهم أسباب تأجج الصراع لوقت طويل باليمن.

 

أحداث ملتهبة 

خرج آلاف اليمنيين في فبراير 2011 ضد نظام “على عبد الله صالح” وبعد مرور نحو عام دخلت الأطراف اليمنية في مؤتمر يمني للحوار وفقاً للمبادرة الخليجية وبعد مرور أكثر من عام تغير المشهد اليمني بمجمله فسيطر الحوثيون على صنعاء في سبتمبر 2014 وفرضوا شروطهم ومشاركتهم بالقوة في إدارة المؤسسات الحكومية ووصلوا إلى دار الرئاسة.

في أعقاب هذه الخطوة، اتضحت ملامح الحرب بين القوات الشرعية المدعومة من “هادي” وجماعة الحوثي المتحالفة مع قوات “صالح”، وحينها استعان الرئيس “هادي” بالسعودية بعد أن تمكن من الفرار من صنعاء.

في 26 مارس 2015 انطلقت ما تسمى عملية عاصفة الحزم بقيادة السعودية التي شكلت تحالفاً يضم دول أخرى أهمها الامارات.

 

عاصفة الحزم 

بعد استيلاء الحوثيون على مقر الحكومة في صنعاء بعد مناوشات مع القوات الحكومية استمرت لأيام وأسفرت عن سقوط 270 شخصا، وقع الفرقاء السياسيون في اليمن، بمن فيهم الحوثيون، على اتفاق السلم والشراكة، وهو اتفاق تم برعاية الأمم المتحدة في دار الرئاسة اليمنية في 22 سبتمبر/أيلول 2014، والذي قام على أساس نتائج “الحوار الوطني”.

نص الاتفاق على أن يجري الرئيس اليمني “عبد ربه هادي منصور” محادثات سعياً وراء تشكيل حكومة كفاءات تتضمن جميع ألوان الطيف السياسي اليمني في غضون شهر، ولكن تقدمت ميلشيات الحوثي في صنعاء في ظل أحداث متسارعة وقاموا بإخضاع القبائل حتى سقطت صنعاء بالكامل واستولى الحوثيون فعلياً على عليها في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2015 بعد اقتحام القصر الرئاسي ومحاصرة مقر الرئيس “عبد ربه منصور هادي” والتحفظ عليه.

نجح “هادي” في الفرار واستعان بالسعودية التي كونت تحالفاً من عشر دول تقوده السعودية مستهدفاً ما أسماه التحالف “معاقل الحوثيين”.

وعد ولي العهد “محمد بن سلمان” وزير الدفاع آنذاك، أن ينهي الحرب في وقت قصير فأعلن العمليات العسكرية في اليمن، قبل أن تصطدم أحلامه بواقع مرير فرضه الحوثيين بعد أن استهدفت مناطق حتى داخل حدود المملكة بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، إضافة لذلك تخسر 200 مليون دولار يومياً بسبب الحرب.

 

وهم يتبدد 

الأيام القليلة التي تحدث عنها “بن سلمان” طالت وامتدت حتى دخلت عامها السابع ولم تحقق السعودية أي من أهدافها في الحرب على اليمن، بل وتواجه الآن خطراً أكبر يهدد أمنها وحدودها ومنشآتها، فنستطيع أن نجمل أهداف السعودية في حربها على اليمن في 4 نقاط هي حماية الحدود الجنوبية وتحصين نفسها من الهجمات وإعادة حكومة هادي وتقليص النفوذ الإيراني فجميعها فشلت في تحقيقها السعودية فأي منهما تحقق؟!، الإجابة لا شئ.

وهنا تحولت المملكة من مركز المهاجم إلى مركز المدافع علاوة على ذلك بحثت المملكة الكبيرة عن الخروج بشكل يليق من هذه الورطة قبل أن يصعد الحوثيون ويقصفون المنشآت الحيوية وأهمها أرامكو وهنا انتقل الخطر إلى الداخل والتهديد طال الاقتصاد النفطي. 

 

الأخوة الأعداء 

بالعودة إلى تصريحات الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور فهي تدلل على وضع “بن سلمان” المحرك الرئيسي للرئيس اليمني، فقد تبدد الوهم واصطدم الأمير المدلل بالواقع المرير وهو الآن يسعى للخروج من أزمة اليمن بأي ثمن، فبعد كل هذه الخسائر المادية يتمنى “بن سلمان” أن يصل إلى فقط نقطة الخروج وقد يستخدم هادي للمرة الأخيرة كي يأخي أعداءه ويستسلم بشكل يليق به وأبيه.