تولى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحكم في المملكة العربية السعودية في عام 2017 وقد تحكم في جميع مقدرات المملكة وأصبح الرجل الأول فيها على الرغم من وجود أبيه الملك سلمان على كرسي العرش.
سبق لمحمد بن سلمان أن تولى حقيبة وزارة الدفاع في أكبر البلاد الخليجية وقام بتهور منقطع النظير بتوريط المملكة في حرب اليمن ضد جماعة أنصار الله الحوثي وادعى بن سلمان أنه يستطيع أن يجتث ميليشيا الحوثيين في أيام.
لكن تلك الأيام امتدت لسنوات ولم يستطع ولي العهد أن يخرج من تلك الحرب التي تكبد فيها الخسائر مرات ومرات وبات الآن يتوسل لجماعة الحوثي للقبول باتفاق يحفظ ماء وجهه.
وعند الحديث عن الخسائر فإن المملكة لم تخسر معدات أو أسلحة أو جنود فقط في تلك الحرب فقد خسرت هيبتها وريادتها في المنطقة إضافة عن فقدانها لمليارات الدولارات التي تسببت في هزة في الاقتصاد السعودي بسبب النفقات العسكرية المفرطة.
فساد ومصالح شخصية
أكدت تقارير أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كبد المملكة نفقات مرهقة للغاية بالنسبة للملف العسكري فقد سجلت المملكة نفقات عسكرية تقدر بـ 75 مليار دولار في العام الماضي.
يضاف إلى ذلك أن عدد من مراكز الأبحاث وعلى رأسهم معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام SIPRI أكد وجود شبهات في تلك الصفقات وأنها يتم تدويرها من قبل ولي العهد وحاشيته للحصول على عمولات خاصة.
كما احتلت المملكة المركز الخامس عالمياً في ترتيب الدول الأكبر إنفاق في العالم بالنسبة لشراء الأسلحة حيث شكلت وحدها 3.3% من إجمالي الإنفاق العسكري وتساوت مع الدول التي تمتلك قوى نووية غير أنها لم تستطع حتى ردع ميليشيات الحوثي.
الرشاوى
بالعودة إلى الوراء قليلاً، في لقاء لولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، استعرض أمام ابن الملك الشاب عدد من الأسلحة والطائرات وهو يلقنه أسعارها ويستهزأ بأنه يمتلك أموالاً طائلة وتلك المبالغ الضخمة لا تمثل له، فقد أكدت تقارير أن غرض الرئيس الأمريكي حينئذ هو فرض الجباية على ولي العهد وليس البيع.
تحدث الكاتب الأمريكي مارتن لونغمان عن الرشوة المالية التي يقدمها آل سعود للرئيس الأمريكي حينئذ دونالد ترامب والتي يعارض فيها قرار الكونغرس الذي يمانع تسليح المملكة.
وأشار لونغمان إلى أن كل مرة يحاول فيها الكونغرس تقليص تسليح المملكة يتدخل ترامب كي يستمر تسليح آل سعود بحجة مواجهة الخطر الإيراني ولفت الكاتب إلى أنها ضريبة وجباية يدفعها الملوك كي تستمر الحماية.
الخلاصة أن محمد بن سلمان وحاشيته ينفقون كم هائل على الملف العسكري واستيراد الأسلحة في حين أنها جباية على المملكة للولايات المتحدة كما أنهم وجدوا فيها فرصة جيدة لصناعة أموال طائلة على حساب الشعب السعودي.
اقرأ أيضًا : عصر الظلام.. كيف تدهورت أحوال المملكة الحقوقية والاجتماعية في عهد محمد بن سلمان؟
اضف تعليقا