تفرض دولة الإمارات العربية المتحدة قبضة أمنية صارمة على مواطنيها والمقيمين على أراضيها من الأجانب وهو ما تسبب في القضاء تماماً على أي حالة معارضة لنظام محمد بن زايد.

تعتقل الإمارات أساتذة الجامعات والمفكرين والإصلاحيين وتتهمهم بالإرهاب أو محاولة قلب نظام الحكم وهو ما تفعله أغلب الديكتاتوريات حول العالم، لكن نظام أبوظبي تحول من تلك الحالة إلى وضع أسوأ بكثير.

أصبحت دولة الإمارات تحت قيادة بن زايد أشبه بمجموعة من قطاع الطرق الذين يحتجزون المارة مقابل الاستيلاء على أموالهم ولذلك أصبح الأجانب لا يأمنون على أنفسهم في بلاد أبناء زايد.

تحتجز الإمارات عدد من المدراء الأجانب بطريقة غير قانونية وتصدر في حقهم أحكام طويلة الأمد، كما أنها تعرضهم للتعذيب النفسي والمادي من أجل انتزاع اعترافات لهم بجرائم لم يقوموا بها.

الإفلاس الأخلاقي

سلطت مجلة “فوربس” البريطانية الضوء حول بدء مجلس النواب البريطاني التحقيق في احتجاز الأجانب وخاصة رجال الأعمال منهم في الإمارات والتي وجه لها اتهامات بخرق القوانين.

انضم للشهادة في مجلس النواب “ماثيو هيدجز” وهو أحد رجال الأعمال الذين قضوا فترة اعتقال في دولة الإمارات وتم الإفراج عنه والذي أكد في شهادته الآتي “لقد تعرضت للاعتقال التعسفي والتعذيب والحكم عليّ بالسجن المؤبد في الإمارات بتهمة التجسس لصالح المملكة المتحدة”، “الموقف هناك هو أنك مذنب أولاً وعليك إثبات براءتك (..) أنت تقاتل ضد نظام يركز بالكامل على سحقك.”

بالرجوع للوراء قليلاً في عام 2018 إبان اعتقال هيدجز، تحدثت صحيفة التلغراف البريطانية حول الواقعة وقالت إن دولة الإمارات احتجزت المواطن البريطاني في غرفة ليس بها شبابيك كما وأنها قامت بمنحه مرتبة للنوم بعد أكثر من أسبوع قضها بالكامل على أرضية الزنزانة.

يضاف إلى ذلك أنهم لم يسمحو لزوجته بزيارته إلا زيارة واحدة طيلة فترة اعتقاله علاوة عن تعرضه للتعذيب النفسي وتهديده بشكل مباشر وهو ما وصفته صحيفة التليغراف بالإفلاس الأخلاقي للإمارات.

اعتقال وابتزاز 

هيدجز لم يكن الوحيد الذي تعرض لتلك المأساة فقد أشارت مجلة فوربس البريطانية إلى حالة رجل الأعمال البريطاني تشارلز ريدلي الذي تم الاتصال به من سجنه في الإمارات والذي يقضي حالًا عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً.

ارتبط اسم ريدلي بمشروع عقاري كبير في إمارة دبي يسمى The Plantation  والذي كان مدعوماً من بنك دبي الإسلامي الإماراتي ورغم ذلك تم إدانته باحتيال مزعوم بقي في السجن بسببه.

كذلك تم اعتقال صديق ريدلي “ريان كورنيليوس بنفس التهمة وقد تعرض للابتزاز حتى اضطر إلى دفع 500 مليون دولار لتغطية غرامة القرض الخاص بالبنك وبعد ذلك فرضت عليه الإمارات 500 مليون دولار آخرين كغرامة.

الخلاصة أن الإمارات تبتز رجال الأعمال على أراضيها وقد أصبحت بيئة خطرة على المستثمرين في الشرق الأوسط بعدما تحولت الحكومة إلى قطاع طرق يعتقلون ويعذبون ويستولون على الأموال بطريقة خارجة عن القانون.

اقرأ أيضًا : فضيحة جديدة.. لماذا يحاول محمد بن زايد التجسس على الجزائر؟