منذ اندلاع ثورات الربيع العربي ومع مطالبات شعوب المنطقة بنيل الحرية والإرادة وقد طفت على السطح علاقة النظامين السعودي والإماراتي والتي أطلق عليها البعض “محور الشر”.

محور الشر الذي قام بدعم الانقلاب في مصر عبر الجنرال عبد الفتاح السيسي وكذلك قام كل من محمد بن زايد ومحمد بن سلمان بالتدخل العسكري في دولة اليمن حيث تشريد ملايين من الشعب العربي الشقيق وفرضا حصار على  البقية حتى ماتوا جوعاً.

وبدا أن هؤلاء متفقين على أهداف محددة في المنطقة العربية لكن في الأونة الأخيرة طفت على السطح خلافات في عدد الملفات والتي أظهرتها الأحداث الملتهبة التي يمر بها الشرق الأوسط.

لعل أهم الأحداث التي تمر بها المنطقة هي الصراع المسلح في السودان بين المجلس الانتقالي بقيادة عبد الفتاح البرهان وميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي والتي خلفت آلاف القتلى والجرحى وتسبب في نزوح الملايين.. فما هي علاقة الإمارات والسعودية بذلك؟!.

تأجيج الصراع 

كشفت تقارير عن تأجيج الإمارات للصراع الدائر في السودان من خلال دعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي” قائد ميليشيا الدعم السريع والذي استولى على جبال عامر التي تحوي ثروة السودان من الذهب.

التقارير أظهرت أن الذهب السوداني يخرج بالأطنان من البلاد العامرة إلى الإمارات عبر شركة الجنيد التي يرأسها شقيق حميدتي ولذلك قامت بتأجيج الصراع ودعمت حميدتي بالسلاح.

أما السعودية فهي تدعم رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان والتي ترى فرصته في حسم الصراع كبيرة كونه يتحكم في الجيش السوداني النظامي لكنها إعلامياً تحاول أن تلعب دور الوسيط الذي يسعى لحل الأزمة.

 

حرب بالوكالة

تحدثت صحيفة فورين بوليسي حول الصراع المشتعل في السودان مشيرة إلى أنه يمتد إلى أبعد من كونه صراع بين فئتين من شعب السودان والذي يعتبر حرب بالوكالة نظراً لتواجد السعودية والإمارات هناك عبر النفوذ الإقليمي.

كما تطرقت الصحيفة إلى محاولة السعودية لعب دور الوسيط بين الفريقين في حين أن أي هدنة يتم الاتفاق عليها يتم نقدها أحياناً من الفئة المحسوبة على السعودية وهي قوات الجيش التابعة للمجلس الانتقالي.

وقالت الصحيفة أن الوضع في السودان قد يحاكي الحالة الليبية حيث الفئات المتفرقة المدعومة من فئات خارجية وقد وصلت ليبيا إلى تلك الحالة بفعل تدخل الإمارات ودعم حفتر أما الآن فإن الوضع يتكرر مع دعم الإمارات حميدتي في السودان.

الخلاصة أن السعودية تدعم البرهان وتنتظر حسمه للمعركة والإمارات تدعم حميدتي بكل قوة حيث المصالح الاقتصادية والنفوذ الإقليمي الذي ترفض السعودية أن يسلب منها لصالح أبوظبي.. وبين هذا وذاك فهناك بلد تضيع وشعب يموت ويهجر ويفقد كل شئ بسبب مصالح محمد بن زايد ومحمد بن سلمان.

 

اقرأ أيضًا : عملية نجوم السماء.. الإمارات بين استهداف الإسلاميين والتحريض على قطر