تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة في الشهر الجاري، وبالتحديد في يوم 27 من أغسطس /آب بيوم المرأة الإماراتية، كما يدعي الإعلام الإماراتي أن بلاده أصبحت نموذجاً ومثال يحتذى به في تمكين المرأة في جميع المجالات.
وكذلك احتفى الإعلام الإماراتي بانخراط المرأة الإماراتية في القوات المسلحة بالدولة الخليجية، حيث أشار إلى دور الجنديات الإماراتيات في تأمين الفعاليات التي تنظمها بلادهم، موضحاً أنهم يتمتعون بالكفاءة.
لكن تقريراً صدر عن مؤسسة كارنيغي أشار إلى أن الحديث المستمر من جانب الإمارات حول تمكين المرأة، ما هو إلا دعاية للترويج ولا تمت للواقع بأي صلة، بما في ذلك أمر انخراط النساء الإماراتيات في الجيش.
علاوة على ذلك فإن محمد بن زايد وحاشيته يروجون لأنفسهم بأنهم قادة منفتحين، في حين أنهم يخفون وراء ستار تمكين المرأة آلة القمع والوحشية ضد النساء المعارضين لهم، حتى أن بعضهم قتل بسبب التعذيب والإهمال الطبي، والبعض الآخر يواجه الموت البطيء، وجزء فر خارج البلاد نحو المجهول خوفاً من البطش والقمع.
وهم تجنيد المرأة
أشارت مؤسسة كارنيغي إلى غياب الموضوعية لدى الإعلام الإماراتي، حول الاحتفاء بدور المرأة في الجيش الإماراتي، وإلى التغني بالرائد طيار مريم المنصوري، التي نفذت ضربة جوية ضد جماعات تنظيم الدولة الإرهابية في سوريا عام 2014.
وأوضحت المؤسسة ثمة فجوة واضحة بين بين تصريحات الإمارات العلنية وبين السياسات الفعلية، التي تنتهجها الدولة الخليجية، بيد أن عدد النساء المجندات في الجيش في تناقص مستمر.
فقد أكدت التقارير أن سلاح الجو الإماراتي لا يضم غير 4 نساء فقط، كما تمت الإشارة إلى الصور الجماعية لفرج تخرجي من كلية خليفة بن زايد الجوية، يظهر عدد لا يتخطى المائتين إمرأة.
كما تشير التقارير إلى عدد النساء الموجودات في الحرس الرئاسي الإماراتي الذي يتخطى 12000 فرد هن 30 إمرأة فقط، حتى النساء العاملات بالتمريض بالجيش تقلص عددهم من 150 إمرأة تعين سنوياً إلى 75 فقط.
إخفاء الجريمة
تخفى الإمارات خلف شعار تمكين المرأة، كماً كبيراً من الوحشية والهمجية التي تواجهها النساء المعارضات للنظام الإماراتي، بيد أن بعضهم مات من التعذيب والإهمال الطبي كـ علياء عبد النور التي تعنتت معها السلطات، ومنعتها من العلاج حتى توفيت.
وقبل أن توافيها المنية توارد أنباء عن محاولاتها هي وبعض المعتقلات معها بإقدامهم على الانتحار بسبب التعذيب النفسي الذي تمارسه السلطات تجاههم، ولا تفرق السلطات الإماراتية بين المعارضات من ناحية التعذيب، سواء كانت أميرة في القصر أو ناشطة أو حتى من العوام.
فقد كانت تعاني علياء مرض السرطان ومع ذلك تعنتت معها السلطات، ومنعتها من العلاج بعد أن حكم عليها بالسجن 10 سنوات بسبب أنها ساعدت اللاجئين السوريين النازحين.
وكذلك تواجه مريم البلوشي وأمينة العبدولي مدة عقوبة 5 سنوات بتهمة تمويل الإرهاب بسبب مساعدتهم للعائلات السورية، ويخشون أن يلقوا نفس مصير علياء بسبب الإهمال المتعمد والتعرض للتعذيب المستمر.
كما تعاني البلوشي من مرض تليف الكبد وحصى في الكلى، ورغم ذلك تحتجزها السلطات في ظروف غير آدمية بسجن الوثبة.
أما من هرب من هذا المصير الشنيع فيعيش منفياً في بلاد أوروبا، ولا يسلم من ملاحقة الأمن الإماراتي حتى في الخارج ويتعرضون للتجسس بشكل دوري مثل المواطنة هند البلوكي التي سلطت الضوء على واقع الجحيم التي تعيش فيه النساء في الإمارات.
الخلاصة أن الإمارات تحاول أن تتوارى وراء ستار تمكين المرأة وهي تنكل بالنساء المعارضات وتكمم الأفواه.
اقرأ أيضاً : الإمارات ترتكب جريمة غسيل أموال جديدة في بريطانيا
اضف تعليقا