تسببت دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة عائلة آل نهيان التي تعتبر العائلة الأغنى حول العالم بفعل العمليات المشبوهة وغسيل الأموال في تحول حياة كثير من الشعوب العربية والإفريقية إلى مأساة حقيقة.
يأتي على رأس ضحايا الإمارات الشعب اليمني التي قامت بقصف أبنائه وحصار أطفاله حتى ماتوا جوعاً، وكذلك الشعب المصري التي دعمت قاتلاً متعطشاً للدماء فقتل 5000 شخص بيوم واحد على مرآي ومسمع من العالم.
أما في ليبيا فسخرت كل الأدوات القذرة في يد الانقلابي خليفة حفتر والذي ارتكب جرائم حرب في حق أبناء الشعب الليبي.. لكن كان لتدخل الإمارات السافر في كل هذه البلدان دافعاً واضحاً فدخولها اليمن السعيد من أجل الاستحواذ على مقدراته وهو البلد الغني.
أما تدخلها في مصر للاستحواذ على ريادتها الإقليمية بالإضافة لموقعها الاستراتيجي أما ليبيا فهي دولة غنية بالنفط.. لكن تدخل الإمارات في تنزانيا كان بدافع مختلف يدل على جنون العظمة الذي أصيب به حكام تلك الدولة الخليجية ألا وهو الصيد والمتعة.
مأساة الماساي
منذ عشرات السنين تجمع عدداً من القبائل النيلية التي تعيش على رعاية الماشية بدولة تنزانيا بشرق وسط قارة إفريقيا واتخذوا من ذلك الموقع موطناً وتمت تسميتهم بقبائل الماساي.
عاش الماساي بسلام في تلك المناطق حتى ثمانينيات القرن الماضي حين عمد حكام الإمارات إلى الخروج في رحلات ترفيهية بتلك الأماكن الغنية بالحيوانات والطيور وكانت هذه اللحظة بداية المأساة الحقيقية.
في عام 1992 أسس نائب وزير الدفاع الإماراتي العميد محمد عبد الرحيم العلي شركة تدعى OBS في مقاطعة بيوليندو على مساحة 400 ألف هكتار والتي عمد لتحويلها محمية تابعة للإمارات.
وبمجرد أن تأسست الشركة قامت الشرطة التنزانية بطرد القبائل وتهجيرها من أراضيها، وفي عام 1993 زار حاكم إمارة دبي الحالي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تلك المحمية مع حاشيته وتم رصد تجاوزات عديدة قام بها المسؤول الإماراتي من قتل لحيوانات معرضة للانقراض ونقل بعضها إلى الدولة الخليجية.
فقامت القبائل بمحاولة إبلاغ السلطات بتلك التجاوزات لكنها استمرت في تهجيرهم وظلت الشركة الإماراتية تعمل حتى عام 2017.
رشوة وفساد
في عام 2017 قام وزير السياحة التنزانية بإنهاء امتياز الشركة الإماراتية التي ظلت على مدار ثلاثة عقود من العمل لا تقيم الرحلات السياحية لتنزانيا ولا تملك موقعاً إلكترونياً مما يدل على أن الشركة كانت وهمية وأن الغرض من إنشائها هو تهجير تلك القبائل فقط.
علاوة على ذلك فقد تم اعتقال مدير شركة OBS لكن الشركة ظلت نشطة بسبب تقديم الإمارات ملايين الدولارات للجيش التنزاني والحكومة علاوة عن استثمارها في البنية التحتية بالدولة الإفريقية ولا عزاء للقبائل المهجرة.
وطبقاً للأرقام الأولية فإن عدد ما يقرب من 80 ألف شخص من قبائل الماساي قد اضطر بشكل جبري على ترك أرضه وموطنه من أجل متعة ورفاهية حكام الإمارات.
الخلاصة أن حكام الإمارات تدهس الشعوب بالقوة من أجل رفاهيتها أو قضاء وقتاً ممتعاً وهم يقتلون الحيوانات المعرضة للانقراض على أراضي الشعب الإفريقي المسكين الذي يهجر قسرياً بعدما عاش في تلك البقعة عشرات السنين.
اقرأ أيضاً : كيف لعبت الإمارات دوراً بارزاً في تقسيم الصومال؟
اضف تعليقا