تنوعت جرائم دولة الإمارات العربية المتحدة بين القتل للمعارضين، والتنكيل بهم في السجون وبين زعزعة استقرار الأنظمة العربية، واتهام ثوار الربيع العربي بالإرهاب.

كما تحولت الإمارات من دولة ذات سيادة تقوم على القانون والعدل، إلى ما أشبه بالعصابة، وقد اشتهرت بجرائم غسيل الأموال وتم إدانتها بتهريب الأموال المشبوهة وحتى المخدرات.

وبعد أن ساءت سمعة الإمارات سعت لغسيل سمعتها من خلال القوة الناعمة، فقد استخدمت الرياضة تارة واستخدمت الدين تارة أخرى من أجل إخفاء جرائمها.

ومؤخراً صدرت دراسة في مجلة الأديان بعنوان “القوة الدينية الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة من خلال العلماء والمنظمات”، وقد كشفت تلك الدراسة عن استخدام الدولة الخليجية، لهم وترويجها لسلوكها السيئ على أساس أنه جزء من الدين وهو أبعد عنه.. فكيف استخدمت الإمارات العلماء والمنظمات لخدمة أهدافها الخبيثة؟!.

ذات الوجهين 

دائماً ما تحاول إظهار الإمارات نفسها إعلامياً أنها بلاد التسامح والإسلام المعتدل، حتى أطلق رئيسها محمد بن زايد على نفسه “زايد الخير”، ولكنها في الواقع تظهر بوجه مخالف لذلك الوجه.

بيد أنها تخفي خلف هذا القناع كل الشرور من قتل وتعذيب وتنكيل بالمعارضين وتجسس وتجارة مخدرات وغسيل أموال وغيرها، لذلك سعت لاستخدام التسامح كقوة دينية ناعمة. 

كما دعمت الإمارات بعض ما يدعونهم بعلماء الدين مثل حمزة يوسف وعبد الله بن بيه، وكذلك بعض المؤسسات التنظيمية مثل منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ومجلس لفتوى الإماراتي.

وعمدت إلى استخدام لغة للخطاب لتدعيم سلوكها مثل الإسلام المعتدل والتسامح، حتى أنها جعلت عام 2019 عام التسامح في الإمارات، وهي في الحقيقة لا تتسامح مع أي معارض، ولا تفرق في ذلك بين النساء والرجال والشيوخ والشباب.

علاوة على ذلك فكما استخدمت الإمارات القوة الصلبة والأموال وتوريد السلاح للجماعات الإرهابية لمواجهة الأحزاب السياسية الثورية، فقد استخدمت القوى الناعمة لهدمها فكرياً مثلما فعلت مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ودعمت حركة تمرد ومن قبلها عبد الفتاح السيسي للإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي.

مؤسسات وأفراد لخدمة الهدف

سخرت الإمارات كل المؤسسات التي دعمتها وكذلك الأفراد لخدمة أهدافها الخبيثة كالسيطرة على الحكم، والتي تترجم في الخطاب الديني لطاعة الوالي وعدم الخروج على الحاكم.

فقد أنشأت الإمارات مؤسسات اسلامية موازية للفكر الثوري مثل منتدى تعزيز السلم في المجتمعات الإسلامية، ومجلس الإمارات للإفتاء وفلسفة السلام، كما دعمت أشخاص دعوية مثل حمزة يوسف وعبد الله بن بيه.

وعبد الله بن بيه هو عالم وداعية موريتاني ويحمل أفكاراً صوفية وهو ينتقض في آراءه تيار الإسلام السياسي، وكذلك يناهض الأفكار الثورية أما حمزة يوسف هو داعية أمريكي ومريد صوفي وقريب من فكر بن بيه، وتدعمهم الإمارات لذلك الغرض.

علاوة على ذلك فكما تسعى الإمارات لمناهضة الأفكار الثورية وتصف الإسلام السياسي بالإرهاب، فهي على النقيض تماماً تجاه الاحتلال الإسرائيلي، فطالما تحدث علماء الإمارات عن التسامح مع الأديان لخدمة هذا الهدف.

الخلاصة أن الإمارات تستخدم وعلمائها ومؤسساتها الدينية كقوة ناعمة لمناهضة الأفكار الثورية، ومحاربة فكر تيار الإسلام السياسي، علاوة على ذلك فهي تستخدمهم لتبرير تطبيعها الإجرامي مع دولة الإحتلال الإسرائيلي.

اقرأ أيضاً : كيف تخفي الإمارات القمع والاستبداد وراء ستار تمكين المرأة؟!