ينتهج محمد بن زايد الرئيس الإماراتي القمع كأداة للتنكيل بنشطاء الرأي وذلك عبر قانونين واهية يبتكرها نظامه من أجل تحقيق تلك الغاية وإبعاد كل معارضيه من الساحة السياسية.

قبل أكثر من عقد قام عدد من إصلاحي ومفكري الإمارات بالتقدم بعريضة إصلاحية للنظام الإماراتي والذي كان يرأسه الشيخ خليفة بن زايد شكلياً لكن عملياً كان محمد بن زايد يدير كل شئ.

قام محمد بن زايد بالتنكيل بهؤلاء الإصلاحيين في قضية عرفت إعلامياً بـ إمارات 94 ليصدر أحكام جائرة في حق النشطاء.. وبعد عشرة سنوات وبعدما انقضت مدة محكومياتهم قام محمد بن زايد بتكرار الواقعة.

يحاكم الآن عدد من النشطاء في قضية إمارات 87 بتهم واهية أيضًا وهو ما سلطت عليه منظمات حقوقية الضوء بسبب استخدام الإمارات لقانون الجرائم الإلكترونية من أجل تقييد الحريات والتنكيل بالمعارضين.

غموض القانون

سلطت الحملة الدولية للحرية في الإمارات (ICFUAE) الضوء على قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب في دولة الإمارات، مؤكدة أنه يقيد الحريات العامة في الدولة الخليجية.

ونوهت الحملة على حالة المدافع الحقوقي ناصر بن غيث والذي حوكم بالسجن جوراً لمدة 11 عامًا وهو ما يظهر أن قانون الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب أنه تم تعريفهما بشكل غامض.

وأكدت الحملة أن بن غيث لم يفعل شيئاً سوى التعبير بسلمية عن رأيه لكن أنه حتى مجرد التعبير عن الرأي يمكن تفسيره على أنه جريمة أو عمل إرهابي بالنسبة لدولة الإمارات.

تهم زائفة

بالرجوع إلى في يناير الماضي فقد أعرب تسعة خبراء من الأمم المتحدة عن قلقهم إزاء تهم الإرهاب “الزائفة” الجديدة الموجهة ضد المجتمع المدني في محاكمة “الإمارات 87”.

كما اعتبر الخبراء الأمميون أن هذه الاتهامات خطوة تراجعية عميقة، خاصة وأن الإمارات حاليا عضو في لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن الدولي في حين أن بعض المتهمين يتعرضون حاليًا للاختفاء القسري والتعذيب، وأن هذه الإجراءات تنتهك الحق في محاكمة عادلة، والحرمان أو التقييد من الوصول إلى مستشار قانوني، والاعترافات القسرية، وعدم الوصول إلى الإجراءات القضائية.

ولذلك كرر خبراء الأمم المتحدة قلقهم إزاء التطبيق التعسفي لقوانين مكافحة الإرهاب وما ينطوي عليه من انتهاكات جسيمة للحق في حرية التعبير، لافتين إلى أن هذا القانون لا يبدو أنه “يلبي الحد المطلوب من الشرعية والضرورة والتناسب وعدم التمييز بموجب القانون الدولي”.

اقرأ أيضًا : أمطار أم استمطار.. منخفض المطيري يفضح حكام الإمارات