تضيف التقنيات الحديثة إلى حياة البشر مزيد من الراحة والرفاه خاصة أنها صنعت من أجل هذا السبب فسهلت العديد من المهام التي صعبت من قبل وخلقت فرص جديدة للشعوب.
لكن تلك التقنيات عندما توضع في يد ما لا يملك رحمة ولا شفقة فإنها تشكل خطر كبير على البشرية أجمع وهو ما حدث في دولتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
يحكم هاتين الدولتين شخصان لا يختلف على إجرامهما اثنان في العالم كله حيث جرائم القتل خارج القانون والتعذيب الممنهج وحبس المعارضين والتنكيل بهما.. وعلى ما يبدو فإن ذلك لا يكفي.
يقوم محمد بن زايد ومحمد بن سلمان بمحاولة امتلاك أحدث التقنيات الحديثة من أجل توظيفها في قمع المعارضة ولا سيما تقنيات الذكاء الاصطناعي الذي أحدث ضجة في العالم أجمع.. فكيف يتم ذلك؟!.
الذكاء الاصطناعي
قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن دولة الإمارات حولت نعمة الذكاء الاصطناعي إلى نقمة بسبب استخدمها للتقنية في قمع المعارضين وتدمير حياتهم والتجسس عليهم.
كما أكدت الصحيفة ذاتها أن أبو ظبي باتت تتنافس مع الرياض من أجل شراء رقائق نفيديا عالية الأداء وهي الضرورية لبناء برامج الذكاء الاصطناعي وقد سبب ذلك مخاوف حقوقية على حياة المعارضين في البلدين.
السعودية اشترت ما لا يقل عن 3000 من رقائق نفيديا h100 وهو المعالج البالغ قيمته 40 ألف دولار، في حين ضمنت الإمارات الوصول للآلاف من تلك الرقائق وأطلقت عليه دليل الذكاء الاصطناعي التوليدي “فالكون” لاستخدامه في التجسس ما دفع منظمة العفو الدولية إلى التعقيب عن ذلك قائلة “إن البرامج المطورة في السعودية والإمارات تفتقر إلى الإطار الأخلاقي”.
تجسس لا محدود
الحديث عن استخدام الذكاء الاصطناعي في قمع المعارضين أعاد إلى الأذهان قضية برنامج التجسس “بيغاسوس” التي هزت العالم بعدما كشف سيتزن لاب الكندي البرنامج على عدد كبير من الهواتف لأشخاص معارضين ومسؤولين حكوميين.
استوردت الإمارات البرنامج الإسرائيلي من شركة إن إس أو والتي أدركتها الحكومة الأمريكية في القائمة السوداء بعد تلك الفضيحة وقد استخدمته أبوظبي في التجسس على المعارضين ومحامي الصحفي جمال خاشقجي وآلاء الصديق ابنه المعتقل محمد الصديق وكذلك مسؤول تركي كبير وأمير دولة قطر.
خطورة البرنامج تكمن في أنه بمجرد أن يضغط الضحية على الرابط المرسل إليه يقوم بالاتصال بالكاميرات ويبدأ بتسجيل كل المكالمات ويمكن المخترق من الدخول إلى الصور والفيديوهات وكذلك يحدد مكان الضحية بسهولة.
الخلاصة أن الإمارات والسعودية لم يكتفيا ببرامج التجسس اللاتي استوردها من الاحتلال الإسرائيلي بل يقومون بتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل مزيد من القمع في الداخل والخارج.
اضف تعليقا