يضع محمد بن زايد الرئيس الإماراتي مقدرات البلدان العربية المحيطة نصب أعينه ولذلك يقوم بتأجيج الأزمات لتلك البلدان مثلما حدث في مصر والسودان وغيرها من البلدان العربية.

لكنه لم يكتف بإشعال الأزمات في تلك المناطق بل وضع مقدرات القارة السمراء نصب أعينه وخاصة من الدول الفقيرة التي تعاني الأزمات فيستغل محمد بن زايد تلك المواقف لابتزاز الدول والاستيلاء على مقدراته.

يدعم محمد بن زايد الحركات الانفصالية والمتمردين والمرتزقة في البلدان الأفريقية من أجل أن يلوذ بمقدارها من الذهب والنحاس والمعادن الثمينة والنادرة التي يقوم بتهريبها إلى بلاده بطرق غير مشروعة.

مؤخراً ترددت أنباء عن استحواذ شركة أبوظبي الدولية القابضة التابعة للصندوق السيادي على منجم هام في دولة زامبيا بعد تنافس كبير مع شركة جنوب أفريقية وهو ما يثير المخاوف من استحواذ سلطات بن زايد على موارد الدولة الأفريقية.

منجم موباني 

تحدثت صحيفة فايننشال تايمز حول أن دولة الإمارات تسعى للاستيلاء على منجم رئيسي لإنتاج النحاس في زامبيا في إطار سياسة أبوظبي لنهب مقدرات وثروات الدول الإفريقية.

وذكرت الصحيفة أن شركة أبوظبي الدولية القابضة (مملوكة للدولة) تريد الاستحواذ على منجم موباني، وتتنافس في ذلك مع شركة تعدين جنوب أفريقية وهذا المنجم يعتبر هو أصل ثمين في زامبيا، ثاني أكبر دولة منتجة للنحاس في أفريقيا، حيث ينتج المعدن المستخدم في خطوط الكهرباء والسيارات الكهربائية والطاقة المتجددة.

استغلت دولة الإمارات أن منجم موباني يواجه تكاليف تشغيل مرتفعة تثقل من كاهل دولة زامبيا الفقيرة وقد تسبب في تراكم الديون عليها وقامت أبوظبي بالاستحواذ عليه بمبالغ زهيدة لا ترقى لقيمة المنجم.

الاستحواذ على الذهب 

النحاس ليس المعدن الوحيد الذي وضعته الإمارات نصب أعينها بل طمعت من قبل في ذهب القارة السمراء في عدد من البلدان مثل بوركينا فاسو وزامبيا والكونغو الديمقراطية وأخرهم السودان.

بالرجوع إلى بيانات جمركية فإن الإمارات استوردت ذهبا قيمته 15.1 مليار دولار من أفريقيا حتى عام 2016 بعدما كانت 1.3 مليار فقط عام 2006 وكذلك كان الحجم الإجمالي 446 طنا بدرجات نقاء متفاوتة ارتفاعا من 67 طنا فقط عام 2006.

أما عن آخر محاولاتها في القارة السمراء فكانت بدولة السودان التي أشعلت فيها فتيل الحرب بسبب ضمان استمرار تدفق الذهب إليها من تلال عامر والتي يسيطر عليها حميدتي وميليشياته وقد دعمتهم الإمارات بكل قوة.

الخلاصة أن الإمارات تسعى للاستحواذ على مقدرات القارة السمراء وتستغل مواطن الضعف بتلك الدول الإفريقية والتي تعاني الفقر وتراكم الديون وبالتالي تقوم أبوظبي باستغلالهم وابتزازهم من أجل السيطرة على تلك المقدرات القيمة.

اقرأ أيضًا : كيف تصطف الإمارات خلف الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة؟