في سبتمبر عام 2020 وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي اتفاقية ابراهام، التي ترسخ للتطبيع بين البلدين، ومنذ ذلك الحين تعمل الإمارات وبشكل علني على طمس الهوية الفلسطينية لصالح الصهاينة.
وقد استخدمت الإمارات في تلك اللعبة أسلحتها المعهودة كالمال والإعلام، الذي أصبح يسوق لدولة الاحتلال على حساب الفلسطينيين، حتى بات يظهر قتلة الأطفال في ثياب المظلومين، وأصبح يصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب.
وأخيراً وليس آخراً.. عمدت الإمارات إلى الاستثمار في قرية فلسطينية، استولى عليها الاحتلال قبل 60 عاماً، وسعت لبناء ملعب كرة يحمل اسم “خليفة” على أنقاض مجزرة راح ضحيتها 50 فلسطينياً، دعماً لدولة الاحتلال المزعومة وتهميشاً للفلسطينيين الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم.
على أنقاض المجزرة
أكدت وسائل إعلام عبرية أن شركات حكومية إماراتية قد اتفقت مع وزير التعاون الإقليمي بدولة الاحتلال عيساوي فريج، على إنشاء ملعب كرة يسمى خليفة على غرار ملعب الإمارات ببريطانيا.
الملعب الجديد سيقام على أنقاض قرية شهدت مذبحة بحق الفلسطينيين راح ضحيتها نحو 50 شخصاً، والتي رفضت دولة الاحتلال الاعتراف بارتكابها.
المجزرة كانت قبل 56 عاماً تقريباً، ووقعت بالتحديد في اليوم الأول للعدوان الثلاثي على مصر في أعقاب تأميم قناة السويس، في قرية كفر قاسم بوسط الأراضي المحتلة، وقد ارتكبت شرطة حرس الحدود الإسرائيلية المجزرة ضد فلسطينيين عُزل، وراح ضحيتها 49 شخص منهم 23 شباب لم يبلغوا الثامنة عشر من عمرهم.
ويشير بعض المؤرخين إلى أن شرطة حرس الحدود الإسرائيلية، قامت بالمجزرة من أجل دفع بقية الفلسطينيين للهجرة عبر ترهيبهم، على غرار ما حدث في مجزرة دير ياسين التي وقعت في عام 1948.
وفي نهاية العقد الخامس من القرن الماضي تم تقديم المسؤولين عن المجزرة للمحاكمة، إلا أنه قد تم تبرئتهم جميعاً من التهم المنسوبة!.
ليست المرة الأولى
ملعب خليفة ليست هي المرة الأولى التي تسعى فيها الإمارات للاستثمار في المجال الرياضي بدولة الاحتلال، بيد أنه قبل أكثر من عام تقريباً، تم الإعلان عن إلغاء صفقة استثمار إماراتية بنادي إسرائيلي بسبب شبهة الفساد.
حيث أعلنت لجنة تابعة للاتحاد الاسرائيلي لكرة القدم، عن أن مستثمر إماراتي سعى للاستثمار في نادي يدعى بيتار القدس، وقد تم سحب طلب نقل الملكية منه.
وقد تحدثت الأوساط العبرية أن المستثمر لم يكشف عن هويته الحقيقية، واختار اسم مستعار لإتمام تلك الصفقة، وكان يدعى عادل العتيبة لكن بعض الصحف العبرية قالت أنه كان حمد بن خليفة آل نهيان، أحد أفراد الأسرة الحاكمة في الإمارات.
وقد أكدت تلك الصحف أن شبه الفساد تدور حول العقد الذي أبرمه آل خليفة، والذي أكد فيه إمتلاك بعد الأصول، واتضح أن ذلك غير صحيح، كما أن الوسيط بينه وبين النادي كان أحد أكبر المحتالين في دولة الاحتلال، ويدعى نحشونوف وقد حوكم بتهم الفساد في قضايا مالية، وانتقل للعيش في الإمارات وحصل على الجنسية الإماراتية.
الخلاصة.. أن دولة الإمارات العربية تريد أن تدخل عالم الإستثمار الرياضي بدولة الاحتلال، وذلك على أنقاض القضية الفلسطينية التي أصبحت تحاربها بالمال تارة وبالإعلام تارة، وقد اختارت تلك المرة بناء ملعب للكرة على أنقاض الشهداء الفلسطينيين العزل.
اقرأ أيضاً : بعد توغل منصور بن زايد في المدينة… هل تصبح مانشستر الإمارة الثامنة؟
اضف تعليقا