بدء الاحتلال الإسرائيلي يوم الجمعة الماضية عدوان جديد على قطاع غزة، وقام بقصف الأبراج والمنازل، ما أدى إلى وقوع عشرات الضحايا من المدنيين، وأغلبهم من النساء والأطفال.

وكذلك وجه الاحتلال ضربته الأولى نحو القيادي في حركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري وأردته شهيداً، ولحق به القيادي أيضاً خالد منصور، فما كان من حركة الجهاد سوى أنها أمطرت الأراضي المحتلة بالصواريخ.

وفي خضم الأحداث قامت مجموعة من الدول العربية والإسلامية بشجب وإدانة العدوان على غزة، مطالبين الاحتلال بالكف عن أعماله الإجرامية والدنيئة، لكن دولاً أخرى بعينها مطبعة مع دولة الاحتلال تجنبت الشجب وأصدرت بيانات خافتة لا تغني ولا تسمن من جوع.

علاوة على ذلك فإن الاحتلال الذي قام باستفزاز المقاومة وقتل النساء والأطفال يدفع جانب معيناً، ليقف في موقف المحايد ألا وهو السيسي رأس النظام المصري الذي سيقع على عاتقه تقويض المقاومة والسعي نحو الهدنة.. فلماذا قام الاحتلال بهذا العدوان؟! وهل سيطول أمد العدوان أم سيقصر؟ وكيف كشف هذا العدوان عن الوجه الحقيقي لحكام الدول العربية المطبعة؟!.

رد فعل مخزي

على الرغم من أن عدوان الاحتلال جاء مفاجئًا ومفجعاً، بيد أنه أودى بحياة الأطفال والنساء، إلا أن رد فعل الحكومات العربية المطبعة جاء مخزي للغاية.

حيث أن الحكام المطبعين تجنبوا إغضاب الكيان الصهيوني حتى بالكلمات، وجاءت البيانات الصادرة منهم خافتة، ولا تنم عن أي غضب وهبة للدماء العربية التي سالت.

وعلى رأس الدول المطبعة والتي تمادت في تطوير العلاقات مع الاحتلال مؤخراً جاءت الإمارات، التي تعمل كوكيل استثماري للاحتلال في المنطقة، كما تنوعت في المجالات بينها وبين الكيان الغاصب فأقامت الاتفاقيات الأمنية والتجارية والاقتصادية.

ولذلك جاء بيانها خافت جراء العدوان وأعلنت عن تخوفها تجاه التصعيد في قطاع غزة، وأكدت على ضرورة عودة الهدوء إلى قطاع غزة، وخفض التصعيد والحفاظ على أرواح المدنيين.

أما المغرب التي طورت علاقتها مع دولة الاحتلال، وقامت بإبرام اتفاقيات عسكرية وأمنية مع المحتل الغاصب، فقد دعت إلى تجنب مزيد من التصعيد واستعادة التهدئة لمنع خروج الأوضاع عن السيطرة، وتجنيب المنطقة مزيداً من الاحتقان والتوتر الذي يقوض فرص السلام.

والبحرين أحد أهم الدول التي عززت علاقاتها مع الاحتلال حذرت من التصعيد الذي سيعود بالضرر على الجانبين، فيما أعلنت السعودية عن تخوفها من تطور الأوضاع في قطاع غزة، في حين أن حكامها جعلوا من بلاد الحرمين الشريفين مرتعاً للحاخامات الصهاينة الذين يصولون ويجولون في الأراضي المقدسة بتصريح منهم.

أما مصر فقد تجنبت إدانة الاعتداء السافر من قبل الإحتلال، واكتفت بدعوتها لوقف التصعيد، على الرغم من أن السيسي يعد من المشاركين في حصار الفلسطينيين في غزة.

ولم يكتف هؤلاء الحكام بهذا الموقف المخزي، بل قاموا بتحذير رعايا في الأراضي المحتلة من الأوضاع هناك.

حرب استنزاف أم مناوشات

ضربة العدو جاءت مفاجئة بعض الشيء ولكن يبقى سؤال هل سيدوم هذا الاحتلال لأمد بعيد، ويدخل الاحتلال والمقاومة في حرب استنزاف أم ستنتهي الحرب خلال أيام؟!.

وعلى الأرجح فإن حالة الاحتلال الداخلية، لا تسمح بخوض حرب استنزاف بيد أنه على وشك خوض الانتخابات الخامسة خلال ثلاث أعوام، علاوة على ذلك فإن يائير لابيد رئيس الوزراء المؤقت ليس له من الخبرة العسكرية، كغيره من قادة الاحتلال لذلك فلن يخوض تلك الحرب أمام المقاومة.

وبالتالي فإنهم سيدعون السيسي من خلف الكواليس لإبرام هدنة مع المقاومة في خلال أيام إلا إذا طرأ جديد، وطورت المقاومة من ردها هنالك لكل حادث حديث.

الخلاصة أن ردة فعل الدول المطبعة جائت مخزية، كعادة حكامها الذين يناصرون الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية من أجل مصالحهم الشخصية، وقد كشف هذا العدوان عن وجههم الحقيقي.

اقرأ أيضاً : وسط تواطؤ عربي.. كيف تحرض حكومة الهند على المسلمين؟!