تحدث ولي العهد متفاخراً بقوة قواته العسكرية وصرح قائلاً “نستطيع أن نجتث الحوثي في أيام قليلة”، ولم يكن يعلم محمد بن سلمان أن الأيام ستدور ويتمنى أن يخرج من تلك الحرب التي ورط فيها المملكة.
محمد بن سلمان الذي شغل منصب وزير الدفاع آنذاك واجه الويلات في تلك الحرب الخاسرة، وكما يقول المثل العربي “أسد عليّ وفي الحروب نعامةٌ”، فلم يستطع ولي العهد الذي صعد للحكم سريعاً غير أن يحاصر ويقتل أبناء الشعب اليمني من المدنيين والأطفال.
بلغة الحرب، فإن محمد بن سلمان لم يستطع أن ينول من ميليشيا الحوثي بل والمفاجأة.. أن السعودية هي من زودت جماعة أنصار الله الحوثي بالصواريخ الباليستية التي دمرت مناطق ومبان سعودية حتى وصل مداها إلى مطار الملك خالد الدولي في قلب العاصمة الرياض.
علاوة عن ذلك، فإن السعودية بقيادة وزير دفاع فاشل والذي أصبح الآن رئيساً للوزراء، ارتكبت مجازر في حق الشعب اليمني متذرعةً أنها تقضي على التواجد الإيراني والمتمثل في جماعة أنصار الحوثي.. فكيف سلمت السعودية الصواريخ إلى ميليشيا الحوثي؟!.
بين الحرب الأهلية والربيع العربي
بالعودة للوراء قليلاً لحقبة سبعينيات القرن الماضي فقد نشبت حرب أهلية بين الشماليين في اليمن، والذين تمركزوا في العاصمة صنعاء ضد الجنوبيين الذين احتلوا مدينة عدن، حيث أمطر الطرفان بعضهما البعض بالصواريخ الباليستية.
استمر الوضع إلى منتصف التسعينات حيث انتهت الحرب بانتصار الشماليين والذين نقلوا الصواريخ الباليستية إلى العاصمة صنعاء، لكن الحرب كانت قد انهكت كاهل البلاد، لذلك سعى رئيس اليمن على عبد الله صالح إلى تطوير منظومة الصواريخ واستطاع بالفعل شراء صواريخ من عدة دول وعلى رأسها كوريا الشمالية.
في عام 2011 عصف الربيع العربي بعلي عبد الله صالح الذي استعان بالحوثيين في بداية الأمر، وتم الاتفاق في نهاية عام 2012 بإخضاع منظومة الصواريخ في البلاد تحت إدارة النظام الجديد بقيادة عبد ربه هادي منصور.
رفضت الألوية تسليم الصواريخ وقامت بتخزينها في جبل عطان تحت الأرض، وقامت بحمايتها بطبقة سميكة من الصخور، في الوقت ذاته تصاعد دور حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي ينتمي في مرجعيته لجماعة الإخوان المسلمين.
دعم الحوثيين
سعت السعودية ومن ورائها الإمارات إلى تضييق الخناق على جماعة الإخوان المسلمين في كل أراضي المنطقة ولا سيما اليمن، لذلك قدمت الرياض الدعم الكامل للحوثيين ضد حزب التجمع للإصلاح.
ولم تلبث جماعة الحوثي وقد انقلبت عليهم واستولت على صنعاء في عام 2014 بعدما سيطرت على كامل الأسلحة اليمنية بمساعدة من آل سعود وآل نهيان، ومن هنا اضطرت السعودية لإعلان عاصفة الحزم.
قامت السعودية بدك الأراضي اليمنية وعلى رأسها جبل عطان الذي يحمل في باطنه الصواريخ الباليستية ومن ثم أعلنت أنها دمرت 80% من قوة الحوثيين في اليمن، لكنها لم تكن تعلم أنه محمياً بطبقات من الصخور السميكة، وبعد ذلك بشهرين فقط قامت ميليشيا الحوثي بالرد بقوة وقصفت مناطق في السعودية.
تطورت الجماعة الإرهابية سريعاً وقصف المملكة بصواريخ وصلت مداها لمدن مكة المكرمة وجدة ومدينة الطائف، وفي نوفمبر 2017 استهدفت جماعة الحوثي أهداف حيوية في العاصمة الرياض ومنها استهدفت بشكل دقيق مطار الملك خالد الدولي.
الخلاصة أن السحر انقلب على الساحر وأن السعودية بقيادة بن سلمان بعدما حاولت العبث بمستقبل اليمن، انجرت لحرب خاسرة فيه بكل “سذاجة عسكرية”، وباتت اليوم تتمنى الخروج من اليمن بأقل الخسائر بعدما فشل قائدها في إيجاد أي حل للخروج من تلك الأزمة.
اقرأ أيضاً : نظمي النصر.. مدير فاشل لمشروع من وحي الخيال
اضف تعليقا