لا ينفك ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن طرح أفكاراً لمشاريع ضخمة الواحدة تلو الأخرى، وقد تحدثت تقارير عالمية عن أسباب عديدة تدفع ملك السعودية المستقبلي لطرح تلك المشاريع.
فالبعض منها ذهب إلى أنه يريد بذلك التحسين من صورته وسمعة النظام السيئة في ملف حقوق الإنسان وخاصة بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول المدينة التركية، علاوة على ذلك التنكيل بالمعارضين والتجسس عليهم وإصدار أحكام قاسية بحقهم.
والبعض الآخر تبع رواية النظام أنه يريد تنويع مصادر الاقتصاد وتحويله من اقتصاد نفطي إلى اقتصاد متعدد المصادر، لكن اللافت للنظر في الآونة الأخيرة هو حجم الأموال المهدرة التي تكبدتها المملكة في مشاريع طرحها ولي العهد ثم فشلت وانتهت من حيث بدأت.
إضافة لذلك، هل هناك اتفاق في أروقة المملكة مع وجهة نظر ولي العهد في البدء بالمشاريع الضخمة كمشروع نيوم أم أن قوة ولي العهد وتنكيله بالمعارضين هو السبب في سكوت أصحاب المستويات العليا في الدولة الخليجية خاصة بعد إهداره الملايين من مقدرات المملكة.. فهل يدفع ولي العهد الشاب المملكة الغنية بالنفط إلى حافة الإفلاس؟!.
شاه إيران في السعودية
كشفت مصادر داخل العائلة الملكية الحاكمة في المملكة العربية السعودية عن وجود قلق عام مما قد تؤول له الأمور في المستقبل والذي شبهوه بمصير شاه إيران.
بيد أن ولي العهد بات يشبهه بشكل كبير لأن مخططات التطوير والتنمية بات منفصلة عن الواقع ولا يملك أي شخص سعودي حتى من المقربين إلى بن سلمان أن يقول له أنه عليه مراجعة نفسه وهذا ما حدث بالضبط مع الشاه.
كان شاه إيران حاكماً مستبداً لكنه كان يميل للطابع الغربي فاتجه لإحداث إصلاحات حداثية كلفت الجمهورية الإيرانية الكثير، وهو ما تسبب له في أزمة فيما بعد حتى تمت الإطاحة به في عام 1979 أثناء الثورة الإسلامية.
والآن يكرر محمد بن سلمان نفس السيناريو حيث أنه يفرض حكماً مستبداً في المملكة وينكل بالمعارضين ويهدر الأموال في مشاريع حداثية ضخمة قد تمتد لوقت طويل وتستنزف أموال المملكة وهو ما أقر به بن سلمان نفسه عندما أكد على أن المرحلة الأولى ستقوم على أموال صندوق الثروة السيادي السعودي لكن المراحل الأخرى فستقوم على أموال مستثمرين من خارج المملكة.
جنون المال
وصف بعض خبراء الهندسة المعمارية الأمير الشاب بالطائش والمجنون وذلك لاندفاعه في البدء في المشاريع غير المدروسة والتي كلفت السعودية الكثير مثل المشروع الشمسي والشاطئ الفضي بمدينة نيوم.
وعند الحديث عن مشروع نيوم يطرح سؤالاً هاماً هل هذا المشروع ذا جدوى أم درب من الخيال؟!، حيث أن ولي العهد نفسه تحدث عن آلية استثمار في المشروع على ما يبدو أنا لا تسير على ما يرام.
فقد قال محمد بن سلمان أن تمويل المشروع في المرحلة الأولى سيكلف المملكة 1.2 تريليون ريال سعودي “320 مليار دولار” وهذه المرحلة ستمتد إلى عام 2030 وسيكون الداعم لها هو صندوق الاستثمار العام.
لكن الأهم أن ولي العهد أقر أن النصف الآخر أو المرحلة الأخيرة من المشروع سوف يتم تمويلها من قبل حكومات وصناديق سيادية أخرى بالمنطقة، وهي من وجهة نظر اقتصادية مغامرة كبيرة وعلى يبدو أنها غير محسوبة.
حيث أن ولي العهد لا يعرف أن المرحلة الأولى سوف تجدي نفعاً وتشجع المستثمرين على استكمال المشروعات علاوة على ذلك فإن ما تم منذ الإعلان عن المشروع إلى وقتنا هذا يدل على المستثمرين لديهم بعض المخاوف من الاستثمار في مشروع السعودية في الصحراء “نيوم” وهذا لا يبشر بخير على مستقبل اقتصاد المملكة.
الخلاصة أن بن سلمان يجازف بكل مقدرات المملكة في مشاريع خيالية ووهمية، وقد انتابت الأوساط السعودية المقربة منه مخاوف من أن يدفع البلاد إلى هاوية الإفلاس أو أن يصبح مصيره كمصير شاه إيران.
اقرأ أيضاً : مذيعة أمريكية تسخر من المملكة.. كيف جعل محمد بن سلمان من السعودية أضحوكة العالم؟!
اضف تعليقا