تولى محمد بن سلمان الحكم رسمياً في عام 2017 بعد إزاحة ابن عمه الأمير محمد بن نايف عبر انقلاب مكتمل الأركان استغل فيه سلطات أبيه الملك وبعض الموالين له في الحكم ومن ثم قام بحبس الأمير وغيره من أبناء العائلة المالكة.
قام محمد بن سلمان باستخدام القوة الضاربة الأمنية وبطش بالمعارضين في داخل المملكة وخارجها وعلى رأسهم الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي الذي أرسل إليه فرقة الموت لاغتياله في قنصلية بلاده بمدينة اسطنبول التركية.
اهتزت أركان العالم بفاجعة خاشقجي خاصة بعد الطريقة الوحشية الذي أمر بها محمد بن سلمان لقتله ومن هنا بدا للعالم الوجه الحقيقي لولي العهد الذي سيأخذ المملكة إلى حكم استبدادي فاشي دموي.
لكن محمد بن سلمان حاول عبر علاقاته تفادي تلك الصورة، فأقام علاقات مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومن بعده لجأ إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يتستر على جرائم النظام السعودي.
داعم للديكتاتور
للمرة الثانية خلال عام واحد استقبل الرئيس الفرنسي ماكرون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي عاش عزلة دولية لمدة سنوات بعد اغتياله للصحفي جمال خاشقجي وتقطيعه وإخفاء جثته.
أظهر ماكرون حفاوة تجاه بن سلمان المنبوذ دولياً بل وقام بدعمه وأصر على استقباله رغم دعوات ومطالبات المنظمات الحقوقية برفض استقبال القاتل في أوروبا لكن ماكرون لم يصغ لتلك المطالب.
علاوة على ذلك فإن ماكرون يلعب دور المتستر على جرائم محمد بن سلمان داخل الدولة من القمع وأحكام الإعدام التي تتم خارج القانون وتكميم الأفواه والتنكيل بالمعارضين في السجون.
ملاحقة المعارضين بالخارج
لم يكتف ماكرون بمساعدة محمد بن سلمان عبر إخفاءه سجل المملكة السيئ عن طريق استقبال ولي العهد بل وفر لمحمد بن سلمان الإمكانات التي تجعله يلاحق المعارضين في الخارج ومسلمي أوروبا.
يقوم محمد بن سلمان بترويع المواطنين السعوديين الذين فروا من بطشه إلى أوروبا عبر تتبعهم وقرصنة هواتفهم وكذلك التجسس على عليهم عبر برامج خاصة ومن ثم يقوم بابتزازهم وتحويل حياتهم إلى جحيم.
لذلك وقعت عشرات المنظمات الحقوقية بيان مشترك أكدت فيه تشجيع الرئيس الفرنسي لمحمد بن سلمان على ارتكاب المزيد من الجرائم بعد تعمده إخفاء سجل السعودية السيئ.
وضمت قائمة المنظمات التي قامت بالتوقيع منظمة سيفيكوس، والمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان (ESOHR)، وهومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنية، ومؤسسة حقوق الإنسان، والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب (OMCT)/ كما تضمنت المنظمات: القسط لحقوق الإنسان، ومركز الخليج لحقوق الإنسان، ومنّا لحقوق الإنسان، والديمقراطية في العالم العربي الآن (DAWN)، والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان (FIDH).
اقرأ أيضًا : كيف يستخدم محمد بن سلمان الإسلاموفوبيا لترسيخ حكمه؟
اضف تعليقا