يحاول محمد بن سلمان ولي العهد السعودي إيهام الشعب بإنجازات وهمية كي يخفي قمعه المفرط تجاه المعارضين السياسيين الذي ينكل بهم منذ اعتلاءه سدة الحكم في المملكة.
دشن محمد بن سلمان مشاريع بمليارات الدولارات ووعد الشعب بنقلة نوعية ستضاهي الدول الأوروبية المتقدمة وذلك عبر مشاريع استمدها من أفلام الخيال العلمي وألعاب الفيديو.
بعد مرور أعوام لم يجن السعوديون سوى خيبات الخسارة علاوة عن تدهور في حالة المملكة الغنية بالنفط التي باتت تلجأ إلى الاستدانة لتفادي عجز الموازنة الذي يستمر لسنوات.
سلطت صحف غربية الضوء على فشل ولي العهد وتراجع المملكة عن كثير من المشاريع والمخططات بسبب الخسائر الفادحة التي تسبب فيها محمد بن سلمان والتي أثقلت كاهل المملكة.
لا يملك المال الكافي
أكدت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن حكومة بن سلمان ترفض الإعلان عن تقليص حجم الإنفاق على المشاريع خوفًا من تضرر سمعة المملكة وقدرتها على تنفيذ المشاريع الضخمة، لكنهم بالفعل يقومون بتقليص حجم بعض استثماراتهم، فـ”ليس هنالك ما يكفي من المال لكل شيء”.
من جهة أخرى، كشف الخبير في شؤون الطاقة “سايمون واتكنز” في مقال لموقع Oil Price الدولي أن السعودية لا تستطيع رفع مستوى انتاجيتها من النفط لأنها ببساطة “لا تمتلك المال الكافي”.
وكالة بلومبيرغ كشفت أيضًا في تقرير اقتصادي لها عن نتائج أرامكو في الربع الأول من هذه السنة، انخفاض صافي الدخل بنسبة 14% إلى 27.3 مليار دولار في مقارنة بالعام السابق، فيما انخفض أسهم أرامكو حتى الآن هذا العام إلى 9.2%.
الإفراط في التفاؤل
بالرجوع للوراء قليلاً، فقد خرج محمد بن سلمان للإعلام لأول مرة في النصف الأول من عام 2016، وكان حديثه جازماً ومتفائلا جداً بالتحول الاقتصادي، أن المملكة لديها قدرات كبيرة وقادرة عن الاستغناء عن النفط وخلق وظائف جديدة وزيادة دخل الفرد وخلق حالة طفرة اقتصادية جديدة.
كذلك تم تقديم بن سلمان كصاحب مشروع تنموي ورؤية اقتصادية بالمقام الأول، مع أن العارفين بالحد الأدنى من المعرفة الاقتصادية والسياسية أن هذا مستحيل وليس فقط شبه مستحيل، أي أن الدولة لا يمكن أن تستغنى عن مداخيل النفط تمشية أمور الدولة والتي في الغالب تختصر في أمرين رواتب الموظفين وتشغيل مؤسسات الدولة.
هذا في حال أن أسعار النفط في أحسن أحوالها كما هو سعر السوق الآن فوق 70 دولار للبرميل الواحد، أما في حال نزول الأسعار فإن الدولة معرضة لأزمات مالية.فضلا عن عدم وجود أي مداخيل حقيقية للدولة غير النفط.
لذلك واجهت رؤية محمد بن سلمان أزمات كان أولها هو طلب الحكومة السعودية 16 مليار دولار من دولة الكويت لتمويل المشاريع وعلى رأسها نيوم، ثم إعلان نيوم عن توقيع اتفاقية مع أهم المؤسسات البنكية والمالية في السعودية لأجل الحصول على تسهيلات مالية بقيمة 10 مليارات ريال.
الخلاصة أن محمد بن سلمان وحكومته باتوا يتراجعون عن بعض مشاريعهم الضخمة التي دشنت دون دراسة وتم إهدار أموال المملكة فيها فدفعها ذلك إلى الاستدانة.
اقرأ أيضًا : الرياضة تخفي السمعة الملطخة.. هكذا يفكر محمد بن سلمان
اضف تعليقا