وقعت أكثر من 100 لاعبة كرة قدم محترفة على رسالة تطالب الفيفا بإنهاء اتفاق الرعاية مع شركة النفط السعودية المملوكة للدولة أرامكو، متهمة السلطات السعودية بـ “انتهاكات وحشية لحقوق الإنسان”.

وكان الفيفا قد وقع صفقة رعاية في أبريل/نيسان الماضي لمدة أربع سنوات مع شركة أرامكو، المملوكة للدولة بنسبة 98.5%، للبطولات الكبرى بما في ذلك كأس العالم للرجال في عام 2026 وكأس العالم للسيدات في عام 2027.

لكن النشطاء اتهموا المملكة العربية السعودية باتباع سياسة “الغسيل الرياضي” – باستخدام استثماراتها في الرياضة للتغطية على سجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان، متهمين الفيفا كذلك بمساعدة النظام السعودي على تطبيق هذه السياسة التي تضرب بالقيم والمبادئ الإنسانية عرض الحائط.

أصدر النظام السعودي مؤخرًا أحكامًا بالسجن لفترات طويلة على عدد من النساء، عبر محاكمات سرية، بسبب استخدامهن لوسائل التواصل الاجتماعي للدفاع عن معتقلي الرأي والمطالبة بمزيد من الحقوق للنساء في المجتمع السعودي.

في وقت سابق من هذا العام، حُكم على مناهل العتيبي، 30 عامًا، بالسجن لمدة 11 عامًا بعد استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي للدعوة إلى إنهاء القواعد التي تنص على أن المرأة بحاجة إلى إذن أحد أقاربها الذكور للزواج أو السفر، كما حُكم على طالبة جامعة ليدز، سلمى الشهاب، بالسجن لمدة 34 عامًا بسبب التغريد لدعم حقوق المرأة.

في الرسالة المُشار إليها، قالت النشاء إن الفتيات اللاتي سيصبحن لاعبات المستقبل يستحقن ما هو أفضل بكثير من الهيئة الحاكمة للرياضة من “تحالفها مع هذا الراعي الكابوسي”.

وقالت الموقعات: “لقد أنفقت السلطات السعودية مليارات الدولارات في مجال الرياضة لمحاولة صرف الانتباه عن سمعة النظام الوحشية في مجال حقوق الإنسان، لكن معاملته للنساء تتحدث عن نفسها… ولأننا نقف إلى جانب مواطني المملكة العربية السعودية الذين تنتهك حقوقهم الإنسانية، نرسل هذه الرسالة… لا نريد أن نكون جزءًا من التغطية على هذه الانتهاكات”.

وأضافت الرسالة “نحث الفيفا على إعادة النظر في هذه الشراكة واستبدال أرامكو السعودية برعاة آخرين تتوافق قيمهم مع المساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان والمستقبل الآمن لكوكبنا… إن الشركة التي تتحمل المسؤولية الكبرى عن أزمة المناخ، المملوكة لدولة تضطهد النساء بشكل منهجي، ليس لها مكان في رعاية لعبتنا الجميلة”.

في العام الماضي، تعرض الفيفا لانتقادات بسبب خططها لجعل حملة  Visit KSA، الهيئة السياحية في البلاد، راعيًا رئيسيًا لكأس العالم 2023 في أستراليا ونيوزيلندا.

وقال نشطاء سعوديون إن رسالة لاعبي كرة القدم “تحدثت بصوت أعلى من أي حملة علاقات عامة على الإطلاق”.

وقالت لينا الهذلول، الباحثة في منظمة القسط لحقوق الإنسان: “ما دامت سلطات المملكة العربية السعودية تفشل في احترام حقوق المرأة وحريتها، فإن سمعتها السيئة ستستمر في إعاقة أي طموحات نبيلة قد تكون لديها… شكرًا لهؤلاء النساء على الوقوف مع النساء الشجاعات في المملكة العربية السعودية”.

للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا