إبراهيم سمعان

تلعب الإمارات دورًا مهمًا في الهجوم الذي يشنَّه التحالف العربي بقيادة السعودية للسيطرة على مدينة الحديدة اليمنية، ولكن على الرغم من أنَّ الرياض وأبو ظبي عضوان في هذا التحالف إلا إنهما لا يسعيان لتحقيق نفس الأهداف.

تحت هذه الكلمات نشرت صحيفة “لا كروا” الفرنسية تقريرًا عن الأجندة الإماراتية في اليمن والدور الذي تلعبه أبو ظبي في الحرب التي تسبَّبت في سقوط نحو 10 آلاف قتيل و50 ألف جريح ناهيك عن تدمير البُنَى التحتية وتشريد الملايين من سكان هذا البلد أحد أفقر دول المنطقة.

وقالت الصحيفة إن الإمارات هي جزء من تحالف تقوده السعودية، يقاتل منذ عام 2015 في اليمن ضد الحوثيين الشيعة المدعومين، على الأقل أيديولوجيًا، من قِبل إيران، عدو الرياض اللدود وحلفائها، مشيرة إلى أن أبو ظبي هي ثاني أكبر قوة عسكرية، بعد أول مصدِّر للنفط، وقبل البحرين والكويت.

وأضافت “وبالتالي فإنَّ هذه الدولة تلعب دورًا أساسيًا في الهجوم الذي شنَّه التحالف للسيطرة على ميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر، والذي ترسل من خلاله المساعدات الإنسانية لليمنيين، ووفقًا للتحالف تمدّ إيران من خلاله المتمردين الحوثيين بالأسلحة”.

وأوضحت أنه كعلامة على الدور القيادي لدولة الإمارات في هذا الهجوم، يقوم وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، بالتعليق على العمليات العسكرية في الحديدة بشكل مستمر، ومن ضمن ذلك تغريدة يوم 12 يونيو على حسابه بتويتر قائلًا: “إنَّ تحرير المدينة والميناء سيخلق واقعًا جديدًا وسيجبر الحوثيين على المفاوضات”.

 

ما هي أهدافهم؟

الغرض المعلن للائتلاف العسكري بقيادة السعودية، هو سحق وطرد التمرّد الحوثي، حتى يتمكن الرئيس عبد ربه منصور هادي، المقيم في الرياض، من العودة إلى منصبه واستعادة السيطرة على كامل اليمن، تكتب “لاكروا”.

لكن الباحثين لوريان هيو وكريستوف ستييرنون يشيران خلال تقرير “حرب اليمن المنسية”، الذي نشرته مجموعة البحث والإعلام حول السلم والأمن (GRIP)، إلى أنّ السعودية فقط هي من تسعى لتحقيق الأهداف التي وضعها التحالف العربي عندما بدأ التدخل عسكريًا في اليمن.

وتؤكّد الصحيفة أنَّ لدولة الإمارات أهدافها الخاصة، وهي عبارة عن عدة أمور؛ إذ يُشتبه في أنهم مؤيدون لاستقلال جنوب اليمن، ففي يناير الماضي، دعموا عملية “المجلس الانتقالي الجنوبي” الانفصالي (TCC) للسيطرة على عدن- حيث تقيم حكومة هادي- والتي بَقِي رئيس وزرائها بنهاية المطاف في منصبه بعد تدخل السعودية.

يشار إلى أنّه اندلعت اشتباكات في يناير بمدينة عدن، بين قوات الحكومة اليمنية الشرعية والمعروفة بقوات الحماية الرئاسية، وأخرى انفصالية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المعروف بالحزام الأمني، مطالبين بمغادرة حكومة رئيس الوزراء أحمد بن دغر، باعتبارها غير كفء وفاسدة.

من ناحية أخرى، لا يروق للإمارات التقارب بين حكومة عبد ربه منصور هادي، وحزب “الإصلاح اليمني”، المنتسب إلى جماعة “الإخوان المسلمين”، التي يطالب فرعها بإصلاحات اجتماعية وسياسية.

كيلي إف ثورنبيري، أخصائية شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة “جيمس تاون فاونديشن” البحثية الأمريكية المعنية بإعداد تقارير وتحليلات لصانعي السياسات والقرار بالولايات، أكدت أنه “بالنسبة للإمارات العربية المتحدة، يمثل الإخوان تهديدًا، ربما أكثر أهمية من الحوثيين الشيعة”، فاستراتيجية الإمارات مختلفة عن السعودية التي ترى أن المعركة ضد الحوثيين هي أولوية في اليمن.

في الوقت نفسه تريد الإمارات “رفع مكانتها الجيوسياسية”، كما تقول كيلي ثورنبيري، من خلال زيادة السيطرة على طرق الشحن الاستراتيجية في المنطقة، ولذلك حريصون على أن يكون لهم وجود عسكري كبير في جزيرة سقطرى اليمنية.