“إن الفرح الصافي هو الثمرة الطبيعية لأن نرى أفكارنا وعقائدنا ملكا للآخرين ونحن بعد أحياء، إن مجرد تصورنا لها أنها ستصبح – ولو بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض – زادا للآخرين وريا، ليكفي أن تفيض قلوبا بالرضا والسعادة والاطمئنان”
” سيد قطب “
كثيراً ما أظن السعادة كامنةً في الرغبة والإرادة بأن نكونُ سعداء، والرغبةُ التي تبدأُ منا نحنُ، لكنها تلك المصمِّمة والعازمة، أي أنها إرادةٌ ذاتُ بأسٍ وقوة، ومن مظاهرها الحركة والدأب وعدم الاستسلام لكل ما لا يجعلنا سعداء فرحين. أرى الحزنَ والتعاسة كالنوم والاسترخاء في المنحدر، كثيراً ما يشبه الخلودَ إلى الكسل والتواني.
عندما يخيّمُ البرد والصقيع على الأجساد الحيّة فإنها ترتعشُ، كأنها بذلك تنتفضُ تحت وطأة البرد، لتستمد الدفءَ من ذاتها -إن لم تجد ناراً- بالحركة الدائبة الموّلدة للحرارة، وإلا فإنها ستتجمّد وتموت، أما الجوامد فإنها لا تغالبُ البرد، تتثلّجُ فوراً. فكذلك السعادة، نحتاجُ أن نكافح لنفوز بها، إنها كالرزق لا بدَّ من الخروج والضرب في فجاج الحياة لكسبه، وكما أن الرزق يتطلبُ الارتزاق، فكذلك السعادة تتطلب “الاستسعاد”، إذ القعود لا يعني سوى الفاقةَ والحزن، فالفكرةُ إذن تكمنُ في “شجاعة الرغبة” حتى ننال من السعادة نصيبنا الأوفى.
“لا الأشياء ولا الوقائع الحقيقية هي التي تفصل بين سعادتنا وتعاستنا، إنما هي التصورات التي يقدمها لنا وعينا المتأرجح وحسب، وكل يوم تتبين إلى أي حد تلك التصورات خادعة وكاذبة، إن سعادتنا لا ترتكز على شيء راسخ، وكم لنا من شكاوى لا مبرر لها غالباً، وأين الغرابة في ألا يكترث الحكيم بالسعادة أو بالشكوى … وأن يكون الأجلاف الحمقى وحدهم من يمكنهم التمتع بالسعادة”
” فلادمير بارتور “
منها أن لا نركن إلى العجز، فالضعفُ كالماء المنتن الراكد الذي تنبتُ في أحشائه كلُ طحالب الفشل والخسارة والبؤس.
فمن القوة العزم على التغيّر ومبارحة حالتنا التي لا نرضاها، بالدعاء، ومخالطة الناس، والفعل الجميل في كل ما نقدر عليه.. وهذا من فضائل الإقدام التي لا تحصى، فلنقْدمْ، ولنقتطعْ نصيبنا من السعادة..
أخيراً..
أرض الله واسعة، وفم الإنسان وشره لا ينتهي لهذا خلق باب البدائل في الوجود كونه واسع لا يضيق ومفتوح لا ينغلق، وإنسان اليوم كما أنه اختار أن يحيا ويفكر ناسياً فبامكانه ان يحيا ويفكر ذاكراً أو يأتي من بعده إنسان آخر قرة عينه في الذكر فلا حياته تنسى ولا فكره ينسى!
” وَنَرِثهُ مَا يَقُول وَيَأْتِينَا فَرْدًا .!”
اضف تعليقا