تداولت مواقع التواصل الاجتماعي لقطات صادمة تظهر قيام جنود الاحتلال الإسرائيلي بإعدام الشهيد الأردني ماهر الجازي، منفذ عملية إطلاق النار في معبر الكرامة، الذي يربط الأردن بفلسطين. 

يظهر الجازي ممددًا على الأرض بعد انتهاء الاشتباك، دون أن يُبدي أي حركة تُذكر. وفي اللقطات المصورة، يُلاحظ أحد جنود الاحتلال وهو يقترب من الجازي، ثم يقوم بوضع مسدسه على رأسه ويطلق النار مباشرة، لينفذ عملية إعدام بدم بارد.

وتُسمع في الخلفية أصوات شهود عيان، من بينهم سائق أردني كان موجودًا في المكان، وهو يصرخ قائلاً: “يا الله ذبحوا الزلمة.. ذبحوا الزلمة اليهود.. الله أكبر عليكو”، معبرًا عن صدمته إزاء هذا الفعل الوحشي.

نفذ الشهيد ماهر الجازي عملية إطلاق نار استهدفت عناصر من قوات أمن الاحتلال في الجانب الفلسطيني من معبر الكرامة، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم على الفور. وفقًا للتحقيقات الأولية، استخدم الجازي مسدسًا كان قد أخفاه قبل عبوره الجسر من الأردن إلى الأراضي المحتلة. وبعد وصوله إلى الموقع، أطلق النار على الجنود، الذين تبيّن لاحقًا أنهم مستوطنون من سكان مستوطنات مقامة على أراضي الضفة الغربية.

العملية أثارت حالة من الاستنفار لدى قوات الاحتلال، التي سارعت إلى إغلاق كافة المعابر البرية مع الأردن، بما في ذلك جسر الملك حسين. كما قام جيش الاحتلال بتشديد الإجراءات العسكرية على الحواجز المؤدية إلى مدينة أريحا، واحتجز عددًا من العمال والسائقين المتواجدين في المنطقة، دون الكشف عن هوياتهم.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية الأردنية أن العملية التي نفذها الجازي كانت “عملاً فرديًا”، وأوضحت في بيان لها أن الجازي، الذي ينحدر من منطقة الحسينية في محافظة معان جنوب الأردن، كان يعمل سائق شاحنة لنقل البضائع بين الأردن والضفة الغربية. وأضافت الوزارة أن التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الجازي نفذ العملية بمفرده، ولا توجد دلائل على تخطيط جماعي أو تعاون مع جهات أخرى.

وأوضحت الوزارة أنه يتم التنسيق مع الجهات المعنية لاستلام جثمان الجازي، تمهيدًا لدفنه في الأردن. كما أكدت أن جميع السائقين الأردنيين الذين تم التحقيق معهم عقب العملية قد تم الإفراج عنهم، وأن أكثر من 100 شاحنة أردنية عادت إلى المملكة بشكل متتابع بعد الحادث.

بعد تنفيذ العملية، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع الطرق المؤدية إلى مدينة أريحا، وأقامت حواجز عسكرية جديدة على مداخل المدينة. وشدد جيش الاحتلال إجراءاته العسكرية في المنطقة، بينما بقيت المعابر البرية بين الأردن وفلسطين مغلقة، مما عطل حركة البضائع والنقل عبر الجسر.

من جهة أخرى، أثارت لقطات إعدام الجازي استياءً واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات شديدة لممارسات قوات الاحتلال التي تستمر في تنفيذ إعدامات ميدانية ضد الفلسطينيين والعرب، دون محاكمة أو تحقيقات.

اقرأ أيضًا : مظاهرات ضخمة في أوروبا تندد بجرائم الاحتلال الإسرائيلي