جاء محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بحقبة جديدة تختلف عما قبلها من حكام المملكة لكن الاختلاف هنا ليس في تطور الدولة أو ازدهارها بل هي حقبة جديدة من الذل والخنوع وضياع هيبة المملكة أرض المقدسات.
أجمع المراقبون على أن دور المملكة العربية السعودية قد بدأ بالتقلص شيئاً فشيئاً حتى بات يندثر بالكلية بعد صعود ولي العهد لسدة الحكم ولا سيما بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية.
جاء رد المملكة على العدوان الغاشم من قبل الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة فاتراً أقرب منه إلى الخيانة وهذا ما يضمره ولي العهد السعودي الذي يسعى للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
علاوة على ذلك فقد اتضح أن السعودية فتحت أبوابها بشكل علني وعبر الاجتماعات السرية لشخصيات صهيونية شاركوا في تلك المذبحة وقد استضافتهم المملكة من قبل ورحبت بهم ولا زالت تفعل ذلك.
علاقة غرامية
كانت أول زيارة رسمية لوزير إسرائيلي للرياض في سبتمبر الماضي عندما دنس وزير السياحة الإسرائيلي السابق وزير الخارجية الحالي حاييم كاتس بلاد الحرمين بعد مشاركته في مؤتمر منظمة السياحة التابعة للأمم المتحدة.
علّقت هيئة البث الإسرائيلية على تلك الزيارة قائلة إن العلاقة الغرامية بدأت تتبلور إلى علاقة مستقرة بين الرياض وإسرائيل وقد دعا كاتس لتدمير غزة بالكامل في جلسة مجلس الوزراء يوم 8 أكتوبر بقوله: “نحن بحاجة لتوجيه ضربة لم يسبق لها مثيل منذ 50 عامًا وتدمير غزة”.
كاتس لم يكن الوحيد فقد زار شلومي كرعي، وزير اتصالات إسرائيل المملكة قبل عملية طوفان الأقصى بأيام لذلك كانت تلك العملية المباركة ضربة قوية لمروجي التطبيع في الوطن العربي.
حاخام السعودية الأكبر
الأمر لم يقتصر على المسؤولين والوزراء فقد فتحت المملكة أبوابها للحاخامات أيضًا وعلى رأسهم الحاخام يعقوب يسرائيل هرتسوغ وهو ليس زائرًا للمملكة بل ضيف دائم فيها، وقد سمّى نفسه حاخام “الجماعة اليهودية في السعودية”.
لبس هرتسوغ عباءة السلام طوال إقامته في المملكة لكن خلال العدوان البري على غزة، ظهر الحاخام وهو يرتدي الزي العسكري الإسرائيلي ويحمل السلاح بجانب وزير دفاع الاحتلال في إشارة واضحة لاستعداده للدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي.
علاوة على ذلك فقد ظهر في مقطع آخر وهو يروّج لأحد جنود الاحتلال الإسرائيلي ويصفه بأنه يحمل “رسالة نور وأمل وانتقام”.. هؤلاء جميعاً تستضيفهم السعودية في الوقت الذي تقبض فيه على المعتمرين الذين يدعون لأهل غزة.
الخلاصة أن محمد بن سلمان مناصر المحتلين المغتصبين يلهث وراء التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي على حساب دماء الشعب الفلسطيني كما أنه يستضيف قتلة الأطفال والمحرضين عليهم في بلاده.
اقرأ أيضًا : تمكين المرأة.. أكذوبة محمد بن سلمان التي روج لها الإعلام السعودي
اضف تعليقا