ربى الطاهر
تلك الجميلة التي تتقن سبع لغات والدبلوماسية المثيرة للجدل.. إنها رئيسة كرواتيا كوليندا جرابار كيتاروفيتش، والتي نالت إعجاب واحترام جماهير عريضة على مستوى العالم، ومنها الشعوب العربية التي تتحدث عنها بكل تقدير وإعجاب بشخصيتها، وبساطتها، وحبِّها لوطنها، ومكافحتها للفساد بكل صورة، وبما اتخذته من قرارات تؤكِّد نزاهتها ونظافة يدها.
أهم قراراتها
من قراراتها التي نالت استحسان الكثيرين أنها باعت طائرتها الرئاسية الخاصة، و35 سيارة لنقل الوزراء وأودعت عوائدها لخزانة الدولة، ورفضت كوليندا بيع مؤسسات القطاع العام الإستراتيجية وخفضت راتبها إلى 30 % ليتساوى مع متوسط مرتبات عامة الناس، وألغت علاوات وحوافز الوزراء والسلك الدبلوماسي، وقلّصت من النفقات الدبلوماسية في الخارج؛ للحدّ من الإسراف وتوفير العملة الصعبة، وقالت: “لن نقترض من صندوق النقد الدولي ولو متنا جوعًا”.
تخفيض الضرائب
وقد أصدرت قرارًا بإلغاء الضرائب على المواطنين من محدودي الدخل، وتتبنَى كوليندا عددًا من السياسات لتحسين أوضاع المواطنين، رغم أنَّ كرواتيا من الدول التي يوصف فيها الدخل وعمر المواطنين ومستواهم التعليمي بالمرتفع، وتحتل مرتبة عالية بين دول وسط أوروبا من حيث التعليم والصحة ومستوى الحياة والديناميكية الاقتصادية، ويصفها صندوق النقد الدولي- رغم اقتصادها الناشئ والنامٍ- بأنها صاحبة اقتصاد يوصف بأنه ذو دخل مرتفع.
ويهيمن قطاع الخدمات ويليه قطاع الزراعة والصناعة على الاقتصاد الكرواتي، كما أنَّ لكرواتيا مكانة سياحية متميزة وتعتبر السياحة مصدرًا هامًا للدخل القومي هناك، وخصوصًا في فصل الصيف؛ فهي تحتل المرتبة الـ 18 من حيث الواجهة السياحية على مستوى العالم، مما يبشر كرواتيا بانطلاقة جديدة في ظل سياسات كوليندا.
رئيسة كرواتيا
بساطة وشفافية
وقد شوهدت كوليندا في صور عديدة تشهد ببساطتها وهي تقوم بطلاء جدران شقتها الصغيرة بنفسها، كما سافرت لروسيا لتشجيع منتخب بلادها على حسابها الخاص، واشترت تذكرة طائرة عادية، ولم تحجز بمقاعد الدرجة الأولى، وعندما وصلت لروسيا رفضت في البداية الجلوس في منصة كبار الزوار، وجلست وسط الجمهور الكرواتي بتذكرة مشجعة عادية مرتدية قميص المنتخب الكرواتي، وبعد إلحاح من مديفيديف رئيس الوزراء الروسي جلست في المقصورة الرئيسية، وشجَّعت منتخب بلادها، وبعد فوز منتخب بلادها على روسيا ذهبت للاعبي وطاقم فريقها واحتفلت معهم، وقد شوهدت وهي تحتفل وترقص من شدة فرحها، واحتفلت معهم بالتأهل لدور النصف النهائي في حدثٍ لا يتكرر في تاريخ الكرة الكرواتية.
سيرتها الشخصية
تبلغ كوليندا جرابار 46 عامًا، فقد ولدت في عام 1968 في رييكا كرواتيا، جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية ثالث أكبر مدن البلاد، وعاشت طفولتها في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت طالبة متفوقة تم اختيارها لبرنامج تبادل الطلاب وكان عمرها 17 عامًا فقط.
وبعدها انتقلت إلى لوس ألاموس نيو ميكسكو الأمريكية، وتخرجت من مدرسة لوس ألاموس الثانوية عام 1986.
والتحقت بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة زغرب، وتخرجت في عام 1992، وحصلت على بكالوريوس الآداب في اللغة الإنجليزية والأدب الإسباني.
وتجيد كوليندا لغات عديدة منها الإنجليزية، والإسبانية، والبرتغالية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، وقد تلقت دورة دبلوماسية مكثفة لمدة عامين في أكاديمية فينا الدبلوماسية نالت بها دبلومًا في عام 1996، وتخرجت من كلية العلوم السياسية في جامعة زغرب في قسم العلاقات الدولية.
وقد أهَّلتها دراستها تلك لتولي مناصب عديدة منها سفيرة بلادها في واشنطن ووزيرة لخارجية بلادها في عام 2003 ولمدة 5 سنوات، وتولت المنصب وهي متزوجة من جرابار كيتاروفيتش أحد أبطال التزلج وأشهر لاعبيه في كرواتيا، ولديها طفلان، كما قد حصلت على منصب الأمين العام المساعد لشؤون الدبلوماسية العامة في عام 2011، وكانت أول امرأة تشغل هذا المنصب.
وبعد ذلك تم ترشيحها لتولي منصب رئيس الجمهورية، وفازت لتصبح كوليندا الرئيس الرابع في تاريخ كرواتيا، وأول سيدة تتولى هذا المنصب.
إعجاب واستحسان
وقد عبر الكثير من الجماهير العربية في كل الدول عن إعجابهم بالرئيسة الكرواتية، وبما تنتهج من نهج البساطة والتلقائية، وبما اتخذته من قرارات كلها تصبّ في مصلحة الاقتصاد الكرواتي، وتسعى لتحسين ووضع المواطن البسيط هناك.
ففي مئات التغريدات عبر مواطنون عرب عن إعجابهم بتلك السيدة، وتمنيهم أن يكون لديهم هذا النموذج من الحكام.
فقد وصفها الكثيرون بأنها في قمة الشفافية والإنسانية، ووصفها آخرون بالجميلة المخلصة لوطنها.
وطالب المغرد مازن صلاح أن يحذو الجميع حذوها في انتهاج نهج الشفافية، وعدم الإسراف، وعدم إهدار المال العام، ومحاربة الفساد. وقال مغردون آخرون: إنها امرأة تفوقت على الرجال، وإنهم يحلمون بتلك النماذج المميزة لتولي المناصب في بلادنا العربية.
بينما أكد آخرون أنّ رئيسة كرواتيا أثبتت أن المرأة قادرة على النجاح وتولّي كل المناصب الرفيعة باقتدار ونزاهة واتقان، بل ويمكنها التفوق على الكثير من الرجال، ممن لا تتوافر بهم تلك الشروط، وتلك الميزات التي جعلت منها محبوبة للجميع.
اريد أن اعرف مصدر المعلومات اللوجودة في المقال؟!! لقد تم تكذيب معظم هذه المعلومات…. تأكدوا قبل النشر..