انتشرت حوادث قتل الفتيات في مصر في الآونة الأخيرة، حيث كانت البداية من مقتل الطالبة في جامعة المنصورة “نيرة أشرف”، على يد زميل لها أمام المارة ذبحاً في إحدى شوارع مصر.
الحادثة أحدثت ضجة كبيرة في الشارع المصري، وتحدث عنها الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، ولم تلبث حتى تلتها حادثة أخرى شنيعة، حيث قتلت فتاة تدعى أماني عبد الكريم لم تتجاوز التاسعة عشرة من عمرها على يد شاب رفضت الارتباط به.
بيد أن الشاب تربص بها وأطلق عليها رصاصة استقرت في منطقة الظهر فأرداها قتيلة، تلك الجريمة التي وقعت في مركز طوخ طبنشا التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، وقد قام القاتل بالانتحار عقب القيام بجريمته الشنيعة.
والحقيقة أن حوادث القتل المتكررة تتنافى مع عادات وتقاليد الشعب المصري، الذي امتاز بالشهامة والمروءة وخاصة تجاه السيدات، فكيف انتشرت تلك الجرائم في مصر؟ وما هو السبب الكامن وراء تغير عادات المصري للأسوأ ؟ وهل لنظام السيسي يد في ذلك؟!.
حوادث متكررة
لم يمر أكثر من ثلاثة أشهر على مقتل الطالبة نيرة أشرف، وما أحدثته القضية من إثارة للرأي العام، حيث أصدر القضاء حكمه تجاه قاتلها بالإعدام شنقاً، وحينئذ ظن الجميع في مصر أن هذا الحكم سيكون رادعاً، لمن تسول له نفسه تكرار تلك الحادثة الشنيعة.
لكن ذلك لم يحدث بل تكررت الحادثة أكثر من مرة كان آخرها اليوم، حيث أقدم شاب مصري في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية على طعن فتاة بسلاح أبيض، فقد لاحظ شهود عيان أن شابين يراقبان فتاة ويسيران خلفها وحاولا التحدث معها.
وقد حدث شد وجذب بين الفتاة والشابين انتهت بقيام أحدهم بإخراج مطواة من ملابسه، وقام بطعنها في رقبتها ورأسها وفر هارباً، لكن الأهالي استطاعوا ضبطهما والقبض عليهما لحين وصول الشرطة.
نُقلت الفتاة إلى المستشفى لتلقي العلاج وأصدرت الشرطة بياناً بشأن الواقعة، والتي قرت فيه الفتاة بأنها على علاقة مع أحد الشابين، والذي حاول سرقة هاتفها المحمول لكنها رفضت وتفاجأت بكونه قام بطعنها وفر هارباً.
ما السبب؟!
أثارت تلك الحوادث عدة تساؤلات في الشارع المصري حول هذا التغيير المخيف في نسيج المجتمع، الذي أصبح بعض أعضائه يميلون للعنف خاصة تجاه النساء، والحقيقة أن خبراء كُثر ارجعوا ذلك لرأس السلطة في مصر، والتي كرست للعنف بشكل كبير.
حيث أن السلطة نفسها تمارس العنف وأحياناً القتل خارج القانون أمام أبناء الشعب، كما أن السلطة نفسها قامت بتغييب القدوات، إما بتهجيرهم وفرارهم من بطش السلطة المفرط أو باعتقالهم في غياهب السجون.
علاوة على ذلك فإن السلطة المصرية بقيادة عبد الفتاح السيسي تفتح الباب على مصرعيه للأعمال الفنية التي تكرس للعنف في مصر، وتبعد كل ما هو ديني أو أخلاقي وما هو يحافظ على النسيج المجتمعي.
الخلاصة أن النظام أحد أهم أسباب انتشار الجريمة في مصر، حيث أنه يكرس للعنف ويقوم به في بعض الأحيان، كما أنه يعمل على هدم كل الثوابت الاجتماعية ويهمش المؤسسات الدينية والأخلاقية، ويقوم بتغييب القدوات الإجتماعية الصالحة في غياهب السجون.
اقرأ أيضاً : مع اتهام السيسي للثوار.. من المتسبب في تفاقم ديون مصر؟!
اضف تعليقا