قبل ما يقرب من 8 أعوام وبالتحديد في 25 مارس عام 2015 أعلنت دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات التدخل في الأراضي اليمنية بحجة أنها أصبحت تهدد أمنها القومي، علاوة عن إعلانها محاولة إنقاذ الرئيس هادي عبد ربه منصور الذي حاصرته جماعة أنصار الله الحوثي.

وبعد ذلك التاريخ بشهر تقريباً، أعلنت المملكة العربية السعودية عن انتهاء عاصفة الحزم بعدما تم تدمير الصواريخ البالستية التابعة لجماعة أنصار الله الحوثي، والمدعومة من دولة إيران العدو اللدود للإمارات والسعودية.

لكن الأيام كشفت أن إعلان دولة السعودية ذلك ما هو إلا بروباغاندا إعلامية، حيث استطاعت جماعة الحوثي فيما بعد ضرب أهداف في الداخل الإماراتي وكذلك بالأراضي السعودية ما جعل ولي العهد يتمنى الخروج من تلك الحرب الخاسرة بأي طريقة.

وبين هذا وذاك، تم سحق الشعب اليمني وتم تدمير ذلك البلد الذي كان يُسمى باليمن السعيد، بعدما وضعت الإمارات عينها عليه فاستنزفت موارده وحولته من بلد غني إلى دولة يموت شعبها جوعاً.

 

إطالة أمد الحرب

تعمدت دولة الإمارات على وجه الخصوص إطالة أمد الحرب الدائرة في اليمن، بعدما قامت بقصف المدنيين في مدينة صعدة، وقد أدى ذلك إلى تدمير البنية التحتية لتلك المدينة والمدن المجاورة لها وقد قضى عدد كبير من أبناء الشعب اليمني في ذلك.

لكن يبقى السؤال.. في الوقت الذي يسعى فيه محمد بن سلمان إلى الخروج من تلك الحرب الخاسرة لماذا يسعى بن زايد وإخوته لإطالة أمد الحرب؟!.. الإجابة تكمن في مدى استفادة الإمارات من الوضع الراهن في الأراضي اليمنية.

سعت دولة الإمارات إلى استغلال موارد اليمن المادية منها والبشرية، حيث عمدت الدويلة الخليجية على إذلال الشعب اليمني، الذي بات فقيراً بفعل الحصار التي فرضته أبوظبي عليه بالتعاون مع الرياض.

عمدت الإمارات إلى تجنيد الكثير من أبناء الشعب اليمني كمرتزقة للقتال في صفوفها داخل اليمن وحتى خارجها، وباتت تجند الفرد اليمني بمبلغ 300 دولار شهرياً وأعلنت الانسحاب من اليمن مراراً وتكراراً لكنها تركت أكثر من 200 ألف عنصر مسلح “مرتزقة” تابعاً لها.

علاوة عن ذلك، فقد أرسلت بعضاً منهم للقتال بجانب الانقلابي خليفة حفتر في دولة ليبيا ضد حكومة الوفاق، واستخدمتهم في استمرار زعزعة أمن الدولة الليبية، وكلما انطفأت نار الحرب في طرابلس قامت الإمارات بإشعالها من جديد عن طريقهم.

حصار حتى الموت 

طمعت الإمارات في مقدرات اليمن كما طمعت في الموارد البشرية، ووضعت أيديها على النفط والذهب والأراضي الزراعية وغيرها من مقدرات البلاد.. إضافة لذلك، فقد سيطرت على الجزر اليمنية مثل جزيرة سقطرى وكذلك الموانئ كميناء الحُديّدة.

عند ذكر ميناء الحُديّدة، نتذكر مأساة الشعب اليمني الذي وصفها البعض بأنها أكبر مجاعة في التاريخ الحديث، بعدما أغلقت الإمارات ذلك الميناء والذي يعد المنفذ الوحيد لأبناء اليمن في فترة عام 2018 للإمداد بالغذاء.

أغلقت الإمارات الميناء ومنعت الغذاء عن أبناء اليمن لفترة طويلة حتى مات الشعب جوعاً، علاوة عن انتشار الأمراض مثل الكوليرا وقتل عدد كبير من الأطفال في تلك المجاعة إلى أن تم فتح الميناء.

أما الآن فقد منعت الإمارات المساعدات عن الشعب اليمني من جديد رغم تعهدها أمام الأمم المتحدة، وكذلك بدأت بدعم بعض العصابات المتمردة بالداخل اليمني مثل المدعو مختار النوبي الذي قتل المواطنين وقام بإلقاءهم في الطرقات دون رادع والذي تمده الإمارات بالمال والسلاح كي يفرض الأتاوة على أبناء الشعب.

الخلاصة أنه أصبح 80% من الشعب اليمني أي ما يقرب من 30 مليون نسمة عرضة للموت جوعاً اليوم بسبب طمع الإمارات في أراضيهم ومقدراتهم، كما أنها تسببت في مقتل العديد من اليمنيين من القصف تارة ومن الجوع تارة ومن الأمراض بفعل منع الدواء تارة أخرى.

علاوة عن ذلك فإنها استغلت أبناء الشعب بحفنة من الدولارات وأرسلتهم للحرب أو بمعنى أدق للموت كي تمرر أهدافاً خبيثة في المنطقة.

اقرأ أيضاً : كيف حول النظام الإماراتي القضاة إلى مرتزقة يحكمون بأمره؟