العدسة_ مترجم_ هادي أحمد

دائما ما كانت تتباهي الأنظمة العربية، أمام شعوبها، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية  إما بعدم التطبيع مع إسرائيل كالمملكة العربية السعودية على سبيل المثال، أو محاولة التزاكي على الكيان الصهيوني وخداع الشعب ورفع شعار أن التطبيع على مستوى الحكومات فقط كـ”مصر” أو أنه فى مصلحة الشعب.

فى 25 سبتمبر 1973، أخذ عاهل الأدرن الملك حسين إسرائيل، طائرته سرا، واتجه إلى إسرائيل للاجتماع برئيسة الوزراء الإسرائيلي جولدا مائير؛ لتحذيرها من احتمال قيام سوريا ومصر بشن هجوم واسع على إسرائيل وذلك قبل أيام من حرب السادس من أكتوبر.

وكانت حجة الملك حسين التي كشفها فيما بعد افتضاح أمر الزيارة واتهامه بالخيانة، قوله إنه “كان خائفا من حالة اللاحرب واللاسلم أن تؤدي بالأردن إلى مصاعب جدية”.

بعد ذلك بسنوات حطت طائرته فى إسرائيل بشكل علني، لتصبح بذلك الأردن هي الدولة صاحبة العلاقة الأقوى مع الكيان الصهيوني إما عن العلاقات المباشرة أو التنسيق لزيارات مع القادة العرب الآخرين، فيما بعد عن طريق نجل الملك عبد الله بن الحسين، الذي أكمل مسيرة والده.

السيسي ونتنياهو

ومؤخرا تحدثت تقارير صحيفة عبرية عن لقاء سري جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني ملك الأردن مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في مدينة العقبة الأردنية، في فبراير 2016.

” الملك عبد الله الثاني ” و ” نتنياهو ” و ” السيسي “

وكانت آخرحلقات الزيارات السرية من قبل القادة العرب إلى إسرائيل، زيارة كشفت وسائل إعلام إسرائيلية  أنها جرت فى نهاية سبتمبر الماضي لـولي العهد السعودي  الأمير محمد بن سلمان إلى اسرائيل، والذي تعلن مملكته مقاطعة إسرائيل.

لكن إعلان إسرائيل الدائم للزيارات السرية لهؤلاء القادة والمسئولين سواء من الدول التي تبرم اتفاقات سلام معها أو تدعي مقاطعتها في العلن وأمام شعوبها، جعل البعض يتساءل، لماذا تكشف إسرائيل الزيارات السرية التي تجمعها بالقادة والمسؤولين العرب ؟ وما الذي يدفع هؤلاء القادة للتقارب مع إسرائيل من الأساس؟

ويري مراقبون أن إسرائيل تسعى لتوجيه رسائل إلى الشعوب فى كافة أرجاء الوطن العربي أن التطبيع الذي ترفضونه قائم على قدم وساق، وأن العلاقات مع إسرائيل أصبحت علنية، وحكامكم يتقربون من إسرائيل فلا تتخذوا مواقف ضدها.

وتعتقد إسرائيل أن السلام مع الحكام العرب بلا جدوى، واذا لم يكن هناك سلام مع الشعوب العربية فلن تحقق شيئا، وهذا ما تحاول فعله منذ 1967.

كما يرى مراقبون أن هناك العديد من الدوافع وراء سعي الحكام العرب – خاصة الخليجيين فى الفترة الأخيرة – للتقارب مع إسرائيل، أبرزها التقاء المصالح الثنائية بين الطرفين فيما يتعلق بالملف الإيراني  ، وإحباط ثورات الربيع العربي ، وتبني دول مثل السعودية والإمارات لنفس مفهوم الإرهابي الذي تتبناه إسرائيل لدرجة جعلت وزير خارجية السعودية يعتبر حركة حماس حركة إرهابية.

وأيضا حاجة الدول الخليجية، لقوة إقليمية تحل محل الولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة بعد القضاء على داعش خوفا من ملء إيران لهذا الفراغ.

بالإضافة -وفقا للمراقبين- إلى التقاء المصالح الإسرائيلية السعودية فى سوريا (تأييد الدولة الكردية)، وأكبر  دليل على ذلك زيارة سفير المملكة السابق لدي العراق سامر السبهان لمدنية الرقة السورية، فضلا عن أن حرص ولي العهد السعودي على تولي الحكم، يدفعه للتقرب لاسرئيل للحصول على دعم الولايات المتحدة الأمريكية ، وأيضا تنويع صفقات السلاح بجانب روسيا وأمريكا.

” السبهان ” في الرقة السورية

علاقات غير مسبوقة

وفى السياق ذاته كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية الأربعاء الماضي على لسان سفير إسرائيل فى واشنطن أن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل ” لم تكن أفضل مما هي عليه الآن فى ظل وجود الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب “.

جاء تصريح السفير في أعقاب قرار ترامب الأسبوع الماضي ، برفض التصديق على الاتفاق النووي الإيراني، وهي الخطوة التي وصفها رئيس وزراء الكيان الصهيوني “بالقرار الشجاع”.

وقال السفير الإسرائيلي في حديث مع موقع “سيركا نيوز”  ذات التوجه اليميني، إن الدول العربية فى الشرق الأوسط ، مثل السعودية والإمارات يدعمون أيضا سياسة ترامب ضد إيران، مضيفا “عندما تكون إسرائيل والدول العربية على نفس الصفحة، فهذا يجب أن ينبغي أن يخبرك شيئا”.

وأشارت الصحيفة إلى أن السفير، اعتبر فى وقت سابق خلال المؤتمر السنوي لمنظمة إيباك اليهودية، معلقا على فوز ترامب بالرئاسة، أن إسرائيل تحظى بعلاقات أوثق مع إدارة الرئيس ترامب أكثر من أي إدارة سابقة، بما فى ذلك الإدارات التي كانت تحظى بشعبية في إسرائيل مثل الرئيس “جورج بوش” .