العدسة_ ربى الطاهر
مهما زادت ثروته أو عزوته أو طال بنيانه فالإنسان لا شىء دون صحته، ولهذا يزداد الاهتمام الطبي يوماً بعد يوم بهذا التخصص المتفرد المسمى حديثاً بـ “التوعية الطبية” وهو الفرع المستحدث من تخصص آخر هو “الطب الوقائي” في محاولة من العالم لمحاصرة المرض الذي تصبح تكلفته صحياً ونفسياً ومادياً أعلى بأضعاف المرات بعد الإصابة به، لذا قد يكون الحل الأمثل هو محاولة قتله رغم تخفيه بالظلام.
ولقد اكتسبت محاضرات “التوعية الطبية” شهرة واسعة مع تزايد أعداد البرامج بل القنوات التليفزيونية المتخصصة بالصحة والبيئة، فأصبحت فرعا رئيسيا من الثقافة العامة التي عبرها يُقاس مدى تقدمية أى مجتمع وملاءمته للحياة الكريمة.
وفي ضوء ذلك يبدع المتخصصون في الوصول لصياغات قريبة تساعد المواطنين على تبنيها والعمل عليها، ومن ضمن تلك الصياغات هو وضع خريطة أو تحديد ملامح للصحة الجيدة للإنسان عبر عوامل بامتلاكها أو افتقادها يمكنك تحديد مستوى صحتك العامة التي هى بالضرورة درعك الأول، وقد يكون الوحيد في مواجهة أى هجوم مرضي عبر مناعة قوية وبنيان جسدي سليم .
وهكذا حصل “تاج الصحة” على ملامح محددة تم تسميتها بـ “النجوم الخمسة” وهي الوزن السليم ـ التغذية الصحية ـ البعد عن التدخين ـ القسط الكافي من النوم ـ البعد عن التوتر .
نبدأ بالوزن السليم و يتم تقييم الوزن من خلال استخدام مؤشر كتلة الجسم الذي يفحص العلاقة بين طول ووزن الجسم والسن، فعلى سبيل المثال يكون الوزن المثالي لمن يبلغ من العمر 35 عاماً، و بالطول 170 ـ 160 سم هو ما بين 60 ـ 75 كيلوجرام وهو ما يراعي الفارق في الطول وحجم العضلات بين الرجل والأنثى.
ويتم الحساب كالتالي (مؤشر كتلة الجسم = الطول بالمتر X الطول بالمتر / وزن الجسم بالكيلوغرام
https://www.sehaonline.com/bmi
ويذهب أطباء الحمية إلى أساليب أكثر دقة وتخصصاً بحساب توزيع الدهون والمياه والعضلات داخل الجسم للحصول على التوازن المطلوب بينها.
“التغذية الصحية” هذه الكلمة الفضفاضة، التي يسعى خلفها الجميع، يضع الأطباء لها محددات أولى لا يمكن تجاهلها وهي الكم المطلوب من السعرات الحرارية للجسك حسب السن والوزن والنوع على يما يساعده على الحركة والنشاط ومقاومة الأمراض بشكل طبيعي، ومن الضروري أن تشمل تلك السعرات تنوعاً ما بين البروتينات والفيتامينات والكربوهيدرات وهو ما يعني ضرورة الاعتماد على اللحوم والأسماك والبقوليات والخضروات والفواكه والأملاح المعدنية بالطعام، إضافة إلى ما يوصي به الأطباء من ضرورة الحفاظ على توقيتات الطعام أي ثلاث وجبات يومية تشمل إفطارا صحيا وعشاء خفيفا و كمية أكبر من البروتين والكربوهيدرات فى منتصف اليوم بالغذاء
“النوم الكافي” أو النجمة الثالثة، فهي ما تساعد على الاسترخاء وحفظ التركيز والمساعدة على الهضم وانتظام النبض، ويتحدد النوم الكافي حسب الفئة العمرية فيتدرج من 12 ساعة فى السن من 1 ـ 12 سنة ثم 8 ساعات من 12 ـ 50 عاماً وتقل تدريجياً لتكو ن 4 ـ 5 ساعات فوق سن الستين.
النجمتان الرابعة والخامسة تتعلقان بحالة النفي والابتعاد عن ما يفسد كل ما سبق، وعلى رأس تلك الأمور التي يجب استبعادها بالتأكيد التدخين والتوتر، فالأول الذي يذهب إليه الكثيرون هرباً من الضغوط والتوتر يزيدها عبر تأثيره على حركة ضغط الدم وانتظام النبض، علاوة على تأثيراته المباشرة على أغلب وظائف الجسم الحيوية، وبشكل رئيسي الجهاز التنفسي، أما التوتر فهو داء العصر كما يطلق عليه الأطباء، وحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، فإن صحة الإنسان لا تكتمل دون سلامة صحته النفسية عند حد أدنى من سلامة الذهن وعدم الاستجابة للتوتر، فأى إنجاز على المستوى البدني عرضة للتدمير السريع، ويحدد هذا الدستور الدولي ثلاثة محددات هى الأكثر تأثيراً على الصحة النفسية وتحتاج جهدا جمعيا ومؤسسيا لمقاومته؛ وهى “الفقر ـ التمييز ـ العنف”
http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs220/ar/
لا يملك الانسان بشكل كامل التحكم في مسار صحته البدنية والنفسية نتيجة عوامل اجتماعية واقتصادية عدة، ولكنه بكل تأكيد يملك المعرفة بضرورة هذا التحكم، ومن ثم أن يسعى حثيثاً لتحقيقه.
اضف تعليقا