العدسة – إبراهيم سمعان
ولي عهد المملكة العربية السعودية يمتع نفسه، حيث يملك يختا، ومنزلا باهظ الثمن، وأيضا لوحات.. رغم أن الأمير محمد بن سلمان لا يتهاون أبدا في الطرق والأساليب التي يسعى من خلالها لتوفير بضعة عشرات الملايين من اليورو.
تحت هذه الكلمات نشر موقع “مسلم بوست” الناطق بالفرنسية، تقريرا عن نزوات ولي العهد محمد بن سلمان الذي كان وراء إجراءات التقشف، وفرض الضرائب، وزيادة الأسعار، وما يطلق عليه “حملة مكافحة الفساد” التي أدت إلى اعتقال أمراء ومسئولين ووزراء سابقين بالسعودية.
إذا كان ولي العهد يريد أن يَظهر للعالم كمصلح، من خلال قرارات رمزية – حق المرأة في القيادة، والسماح بعودة دور السينما في المملكة – لم ينجح محمد بن سلمان حتى الآن في التخلص من حبه الواضح للمال.
ففي حين أن والده الملك، سلمان بن عبد العزيز آل سعود، لديه ثروة تقدر بنحو 16.5 مليار يورو، أراد محمد بن سلمان خلال السنوات الأخيرة، أن يمتع نفسه قبل توليه مقاليد السلطة، وذلك من خلال بعض المشتريات التي ظهرت أخبارها للعلن، ولكن ليس بشكل قانوني دائما.
ولي العهد أو ملك الشمس
أغلى مبنى في العالم، الذي تم الانتهاء من تشييده عام 2011، بيع خلال 2015 بمبلغ مجهول للشخص الذي كان أيضا مجهولا.
في مقالة نُشرت يوليو 2017، كشفت صحيفة “ميديابارت” الفرنسية، أن صاحب المبنى هو محمد بن سلمان، الذي كان في ذلك الوقت لا يزال نائبا لولي العهد، وبناء على معلومات نشرتها “بلومبرج”، فإن قيمة الصفقة بلغت 275 مليون يورو.
وأشيع خلال هذه الفترة أن قلعة لويس الرابع عشر، لرجل في 47 من عمره، يدعى عماد خاشقجي، سعودي- فرنسي، حفيد الطبيب الشخصي للملك عبد العزيز آل سعود.
بُنى هذا المنزل الفخم المستوحى من التراث الفرنسي، ليتناسب مع أذواق العملاء الأجانب الأثرياء، الروس والصينيين، أو في كثير من الأحيان بالشرق الأوسط، حيث أوردت “مجلة باري مانش” تفاصيل كثيرة عن هذا المبنى البالغ مساحته من 5000 متر مربع، والذي عمل فيه 120 شخصا لمدة عامين ونصف.
وخلال ديسمبر 2017، عادت صحيفة “نيويورك تايمز” هذا المبنى إلى صفحات وسائل الإعلام من جديد، وذلك من خلال الكشف عن الجانب المخفي من عملية الاستحواذ، وربطها بسلسلة من عمليات الشراء الأخرى التي حدثت في نفس الوقت تقريبا (يخت بـ 500 مليون يورو، ولوحة ليوناردودا فينشي بقيمة 382 مليون يورو).
تم إخفاء الهوية الحقيقية للمالك، وراء شركات مسجلة في فرنسا ولوكسمبورج، حيث يعود المبنى لشركة “ثماني للاستثمار”، وهي شركة سعودية يديرها ولي العهد نفسه، ووفقا لمستشارين من العائلة المالكة، فالأمير محمد بن سلمان هو المالك الفعلي لقلعة لويس الرابع.
يخت القطب الروسي
“سيرين” الذي اشتراه ابن سلمان، وهو يخت فاخر، بني بواسطة شركة فينكانتيري الإيطالية، طوله 133 مترا، وتم شراء اليخت مقابل 500 مليون يورو (حوالي 560 مليون دولار) في عام 2015، من قبل محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية، من قطب الفودكا الروسي.
وبحسب “ويست فرانس”، فإن هذا اليخت واحد من أغلى 11 يختا في العالم، ولكن خلال عملية الشراء هذه، استفاد ولي العهد بخصم صغير يقدر بـ 84 مليون يورو، وذلك بفضل رحلة تنقله الاقتصادية، فخلال تسريبات “أوراق الجنة”، تخبرنا “لوموند” بأن عقد البيع وُقع بعد نقل اليخت من ميناء “لا سيوتات” إلى موقع سري في “المياه الدولية غرب البحر الأبيض المتوسط”، ما جنب الأمير دفع الضريبة.
ولي العهد و”منقذ العالم”
في مزاد لدار مزادات كريستيز في نيويورك، بيعت لوحة بأكثر من 450 مليون دولار، محطمة المبلغ القياسي للوحة “نساء الجزائر” للرسام بيكاسو، التي بيعت مقابل 179.4 مليون دولار، في مايو 2015، هذه اللوحة “سلفاتور مندي” (منقذ العالم)، للرسام ليوناردو دافنشي، وتمثل المسيح عليه السلام وهو رافع يده اليمنى، وفي يده اليسرى كرة زجاجية.
واعتمادا على مصدر مقرب من المخابرات الأمريكية وآخر قريب من الصفقة، قالت صحيفتا “نيويورك تايمز” و”وول ستريت جورنال”، إن المشتري أمير من الدرجة الثانية، هو بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود، في اتصال هاتفي خلال المزاد، ولكن بالنيابة عن ولي العهد القريب منه.
الحكومة السعودية، التي أصدرت وثيقة تُعرف الأمير “بدر” على أنه وسيط لشراء اللوحة بتكليف من وزارة الثقافة والسياحة في أبو ظبي، جاءت بعد إعلان فرع اللوفر، الذي افتتح في مطلع نوفمبر في العاصمة الإماراتية، أن اللوحة التي تبلغ قيمتها نصف مليار دولار ستزين جدرانه، الأمر الذي لم يكن مقنعا على الإطلاق، وبنفس الوقت وردا على سؤال من رويترز، رفضت المتحدثة باسم مؤسسة الإمارات العربية المتحدة، تأكيد شراء التحفة الإيطالية.
اضف تعليقا