بعد أن قررت التضحية بأمنها وسلامتها والسفر شخصيًا إلى مملكة البحرين -وطنها الأم- في محاولة لإنقاذها والدها المريض الذي يواجه الموت كل يوم خلف القضبان، منعت السلطات البحرينية الناشطة مريم الخواجة من السفر للبلاد في تصرف صادم وتعسفي دلل على الاستبدادية والديكتاتورية التي يحكم بها نظام آل خلفية المملكة الخليجية.
وكانت مريم الخواجة في طريقها للبحرين الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2023 مع عدد من النشطاء العالميين بينهم أننيس كالامارد، لكنهم فوجئوا بحرمانهم من الصعود إلى الطائرة بناء على تعليمات واضحة من السلطات البحرينية.
في تصريح خاص، قالت الخواجة “على الرغم من كوني مواطنة بحرينية، فقد قيل لي إن علي أن أتحدث إلى إدارة الهجرة البحرينية… فعلياً، تمنعنا الخطوط الجوية البريطانية من الصعود على متن الطائرة نيابة عن الحكومة البحرينية”.
وتابعت في فيديو نُشر على منصة X “إنه أمر مخيب للآمال بشكل لا يصدق… ربما كانت هذه فرصتي الأخيرة لرؤية والدي”.
والدها، المدافع عن حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة، مسجون في سجن جو البحريني منذ أكثر من 12 عامًا، وتخشى عائلته من أنه قد يموت قريباً خلف القضبان، بعد حرمانه لفترة طويلة من العلاج الطبي لمرض في القلب، ويقولون أيضًا إنه معرض لخطر الإصابة بالعمى بعد حرمانه من الأدوية الحيوية هذا الأسبوع.
وقالت الخواجة إن الرحلة كانت محاولة أخيرة لإنقاذ حياة والدها، وتحمل خطر اعتقالها لدى وصولها إلى المنامة بسبب عدة إدانات غيابية، بما في ذلك تهم تصل عقوبتها إلى السجن مدى الحياة.
وأوضحت “أعلم أن العودة تعني أنه قد ينتهي بي الأمر بقضاء بقية حياتي في السجن، لكنني أفعل ذلك لأنني أشعر أنه لم يعد لدي أي خيارات أخرى… لم يعد بإمكاني الجلوس وانتظار المكالمة التي تخبرني بأن والدي قد مات في السجن”.
تمتلك البحرين واحدًا من أعلى معدلات السجن للفرد في الشرق الأوسط، وتضم سجونها الآن نحو 1200 سجين رأي، وفقا لمعهد البحرين للحقوق والديمقراطية (بيرد)، واعتقل العديد منهم، بمن فيهم عبد الهادي الخواجة، لدورهم في الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية التي اجتاحت المملكة في عام 2011.
من جانبه قال سيد الوداعي، مدير المناصرة في منظمة بيرد: “إن هذا الانتهاك الصارخ لحق العودة إلى البلاد هو انتهاك حدث على مرأى ومسمع من المراقبين الدوليين والصحافة الدولية… ولا يمكن للمرء إلا أن يتخيل ما يحدث لأولئك خلف القضبان الذين تمر انتهاكاتهم دون أن يلاحظها أحد”.
على الجانب الآخر، قال متحدث باسم الحكومة البحرينية: “مملكة البحرين ترحب بجميع الزوار، بشرط استيفائهم لمتطلبات الدخول اللازمة… ومع ذلك، كما هو الحال مع الدول الأخرى، تحتفظ البحرين بالحق في رفض الدخول، إذا رأت ذلك ضروريا.
عبد الهادي الخواجة مضرب عن الطعام بعد أن أوقف أكثر من 800 سجين آخر داخل سجن جو جهودهم المستمرة منذ أسابيع لرفض الطعام بسبب مطالبهم بما في ذلك الحصول على العلاج الطبي المناسب.
يُذكر أن زيارة مريم الخواجة جاءت في وقت زيارة ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة واشنطن هذا الأسبوع لتوقيع اتفاق بشأن الدفاع والتكنولوجيا مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وهي اتفاقية تعرضت لموجة انتقادات واسعة النطاق بسبب تغافل نظام بايدن عن انتهاكات النظام البحريني ضد حقوق الإنسان والتي تحدث على مرأى ومسمع من الجميع.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا