كتب– باسم الشجاعي:
فِي ثاني تعاون بين “تركي آل الشيخ” رئيس هيئة الرياضة السعودية ، والفنان المصري “عمرو دياب”، طرح الأخير ألبومه “كل حياتي”، منتصف أغسطس الجاري وقبل أيام من حلول عيد الأضحى المبارك.
من بين الأغاني التي برزت في الألبوم الجديد هي أغنية “هدد” واعتبرها الكثير من المتابعين والناشطين أنها ليست مجرد “أغنية” في ألبوم، خاصة وأن مؤلفها هو “تركي آل الشيخ” الذي تسبب في جدل واسع خلال الفترة الأخيرة بسبب تدخلاته في الشأن الرياضي المصري ودفعه عشرات الملايين كهدايا للنادي الأهلي ودعم رئيسه الحالي محمود الخطيب بأكثر من 5 ملايين جنيه خلال حملته الانتخابية.
الكلمات التي كتبها تركي آل الشيخ عدها البعض رسالة واضحة للنادي الأهلي الذي كان يشغل فيه منصب الرئيس الشرفي للنادي الأهلي قبل أن تقرر إدارة النادي سحب هذا اللقب منه بسبب تدخله في شؤون النادي بشكل كبير وكأنه أصبح في منصب رسمي وليس شرفي.
يقول “آل الشيخ” في مطلع أغنية “هدد” التي غناها عمرو دياب:
هدد ببعادك طب وانا هبعد
ولا هسأل فيك أنا
خليك عندك مش عندي
ضيع حبنا
يعني لو كنت هتقدر
هقدر وهتخسر أكتر
ده أنا ياما اتحملت عشانك
وانت ولا هنا
**
خلاص اعتبره وعد
محناش نافعين لبعض
ولا الكلام يطلع اوام وبيتنسى
لو سهل عليك تقول كلام ملهوش حلول
انا سهل اسيب اللي يسيب قلبي بقساه
**
اسمع للناس وهسيبك
بُكره الأيام هتجيبك
لكن يا خساره ساعتها مين هيحس بيك
هو اللي يبيع بالساهل ينفع وياه نتساهل
فعلا لا أنا اللي استاهل
لما آمنت ليك
**
على إيه أجرح كرامتي
علشان تصحى غيرتي
بس النهارده لا يمكن ارضى أعيش كده
ليه فاكر مهما تعمل انا اتحمل واكمل
انا مش ملاك اصبر معاك
بالشكل ده
لم يستطع “تركي آل الشيخ” إخفاء الأسباب الحقيقية التي دفعته لكتابة هذه الأغنية، وقام بالتغريد على حسابه بموقع تويتر قائلا: “أغنية هدد. إهداء للنادي اللي في بالي”، في إشارة منه للنادي الأهلي المصري، بعد الأزمة الأخيرة التي نشبت بين الطرفين.
لكنه أدرك بعد وقت قصير أن التغريدة فيها مكايدة وإهانة لنفسه أكثر وأكثر فقرر حذف التغريدة بعد نشرها بوقت لا يزيد عن 15 دقيقة.
وبعيدا عن ما أثاره “آل الشيخ” حول الأغنية بسبب تغريدته، فقد عمد “الهضبة” خلال العامين الأخيرين إلى طرح ألبومه منتصف شهر أغسطس بالتزامن مع ذكرى فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة.
الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول ما إذا كان طرح الألبوم في هذا التوقيت للعام الثاني على التوالي مجرد صدفة، أم أن الأجهزة الأمنية تحدد لشركات الإنتاج مواعيد طرح الألبومات للمشاهير.
ذكرى الفض
هذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها “دياب” بطرح ألبومه أو أغنية في مثل هذه الأوقات؛ حيث سبق وأن طرح ألبوم “معدي الناس”، في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، وهو ما يؤكد أن الأجهزة الأمنية في مصر هي من تحدد للشركات المنتجة مواعيد طرح الألبوم وتستغل الأمر سياسيا.
وما يؤكد صحة ذلك الطرح، ما قاله الإعلامي الموالي للنظام المصري “نشأت الديهي“، تعليقا على ألبوم “معدي الناس”، خلال برنامجه “بالورقة والقلم” على قناة “ten” الفضائية إن ” عمرو دياب، هزم جماعة الإخوان ووجه صفعات قوية لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بطرحه ألبومه الجديد في هذا التوقيت”.
الديهي قال أيضا: “ألبوم عمرو دياب عامل أعلى ترند على موقع “تويتر”، وأغنية معدي الناس عدت الإخوان.. “الهضبة” اختيار توقيت نزول ألبومه بعناية وفي وقت موفق – في إشارة لذكرى فض رابعة-“.
تصريح “الديهي”، ربما جاء بناء على استنتاج وليس معلومة، ولكنه يؤكد صحة ما طرحه الفنان المصري “يوسف شعبان”.
“شعبان”، قال في حوار حديث مع “إرم نيوز“، إن “صلاح نصر”، رئيس جهاز المخابرات في عهد “عبدالناصر”، أشرف على تجنيد العديد من الممثلات بدعوى خدمة الوطن، حتى اضطرت الممثلة الراحلة “فاتن حمامة” للهرب إلى باريس، لتغييب عن مصر مدة طويلة.
واعتبر الممثل المصري، ما جرى للفنانات مثالا على أخطاء العهد الناصري، قائلا: “عبدالناصر أساء إلى مصر، ونحن ندفع ثمن أخطاء تلك المرحلة حتى هذه اللحظة بكل أسف”.
“تيران وصنافير“
وبفرضية أن طرح ألبوم “معدي الناس”، و”كل حياتي”، تزامن صدفة مع ذكرى فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر على مدار العاميين الماضيين.
يأتي طرح “دياب” لألبومه “أحلى وأحلى” في أبريل من العام 2016، وذلك بالتزامن مع أزمة جزيرتي “تيران وصنافير” التي شهدتها مصر.
ورغم اختلاف جمهور “دياب” فى التعبير وقتها عن إعجابه بالألبوم الجديد إلا أنهم اتفقوا على أمر واحد أن طرح الألبوم جعل النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي والشارع ينشغلون عن الكلام فى السياسة وعن أزمة جزيرتي “تيران وصنافير”، وذلك فق تقرير أعده موقع “اليوم السابع“ الموالي للنظام.
وكانت مصر وقتها وقعت مع السعودية، اتفاقية تنازلت بموجبها القاهرة للرياض على جزيرتي “تيران وصنافير”.
وأثارت الاتفاقية التي وقعها رئيس الوزراء المصري “شريف إسماعيل” وولي عهد السعودية الأمير “محمد بن سلمان” في أبريل 2016 (كان وقتها ولي ولي العهد) جدلا واسعا واحتجاجات وسجالات قضائية في مصر.
تأييد الانقلاب
مواقف “دياب” المثيرة للجدل لا تتوقف عند هذا الحد وحسب، بل سبق وأن أعلن تأييده للإطاحة بالرئيس “محمد مرسي”، بطريقة “غير مباشرة”، في سلسلة تغريدات “غامضة”.
في البداية كتب “الهضبة”، في أول تعليق سياسى له منذ قيام ثورة 25 يناير، تغريدة على موقع “تويتر”، قائلا: “كل حي وله قيامة. زى ما قال الكتاب”.
وهو ما فُهم وقتها أن “دياب” يؤيد تظاهرات 30 يونيو، التي مهدت للانقلاب العسكري الذي قاده “عبد الفتاح السيسي”، على الرئيس “مرسي”.
أما الثانية بعد إعلان “السيسي” الانقلاب على الرئيس “مرسي”، بساعات كتب “دياب” تغريدة مختصرة قال فيها: “تحيا مصر”.
تأييد دستور “السيسي“
استمرارا لدعم “دياب” للنظام الحالي، فوجئ عدد كبير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن “الهضبة” يدعو للتصويت لدستور2014، الذي أعقب الانقلاب العسكري في صيف 2013.
وبعد الهجوم الذي تعرض له “دياب”، أصدر مكتبه بيانا رسميا، قال فيه إن “الحساب تم إختراقه وأن كل ما يكتب عليه غير منسوب للفنان”.
وربما يؤكد صحة ذلك أن هذه التغريدات كانت تحمل طابع سياسي صريح، إلا أن البعض شكك في ذلك، وأكدوا أن الأمر مجرد “فيلم هابط”.
ضد ثورة 25 يناير
مواقف “دياب” السابقة، تعتبر امتدادا لموقفه الرافض لثورة 25 يناير التي انطلقت في مصر 2011؛ حيث دعا “الهضبة” المصريين للوقوف خلف الرئيس الأسبق “محمد حسني مبارك”.
وقال “دياب” -في بيان على صفحة الرسمية على “فيس بوك”-:”على كل مصري أصيل أن يخاف على بلده بصدق في تلك اللحظات الحرجة من تاريخ الأمة. ينبغي علينا أن نصدق النجاح وألا نجعل الشكوك والقيل والقال وبذور الفساد الخارجية والداخلية أن تضرب جذور النجاح الذي روي بدماء شهداء مصر الأبرار”.
ربما تكون هذه المواقف هي التي ظهرت فقط للعلن، ومن المؤكد أن هناك الكثير والكثير مازال مخبئا.
اضف تعليقا