قامت المملكة العربية السعودية بالعملية العسكرية عاصفة الحزم ضد جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن عام 2015 بدعوى أنها تشكل تهديد أمني على حدود المملكة التي يحكمها ابن الملك الطامح محمد بن سلمان.

لكن بعد سنوات من إطلاق تلك العملية والتي خلفت آلاف القتلى من المدنيين اليمنيين رجع محمد بن سلمان بخفي حُنين وجر ذيول الهزيمة حيث تحول المهاجم المندفع إلى مدافع مأزوم أمام جماعة الحوثي.

قامت جماعة الحوثي باستهداف مناطق حيوية في السعودية منها مطار الملك الخالد وشركة أرامكو ولم يجد ولي العهد بداً من الجلوس على طاولة المفاوضات والعودة للتفاوض.

والآن يسعى ولي العهد ويتوسل للولايات المتحدة الأمريكية من أجل بيعه أسلحة هجومية على الرغم من كونه بات يفاوض جماعة الحوثي ويسعى لإبرام اتفاق معها.. فلماذا يفعل ذلك في هذا الوقت بالتحديد؟

حظر الأسلحة الهجومية

البداية كانت عندما حظر الرئيس السابق باراك أوباما، بيع التكنولوجيا العسكرية الأمريكية الموجهة بدقة إلى السعودية في عام 2016 بعد غارة سعودية على قاعة عزاء في اليمن أسفرت عن مقتل 155 شخصا.

لكن مع مجيء الرئيس، دونالد ترامب، قام بإلغاء الحظر في مارس 2017، إلى أن أعاده مرة أخرى الرئيس بايدن الذي وعد بأن يجعل السعودية دولة منبوذة بسبب قتل المدنيين في اليمن وكذلك بسبب جريمة خاشقجي المروعة.

لكن بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية تراجع الرئيس بايدن عن وعوده بسبب أزمة الطاقة لكن ملف الأسلحة الهجومية ظل يشهد مفاوضات بين الجانبين السعودي والأمريكي.

مكافأة ابن سلمان 

وافقت الإدارة الأمريكية بشكل جزئي على بيع الأسلحة الهجومية للمملكة العربية السعودية وخففت من وتيرة القيود المفروضة عليها خاصة بعد تقدم عملية المفاوضات بينها وبين جماعة أنصار الله الحوثي.

وهنا يكمن سؤال لماذا يصر محمد بن سلمان على تلك الأسلحة في الوقت الذي تتقدم فيه عملية مفاوضات السلام مع الحوثي وكذلك عودة العلاقات مع الجمهورية الإيرانية ولماذا وافقت أمريكا؟

الإجابة تكمن في أن تلك الأسلحة كانت مكافأة سعي محمد بن سلمان الحثيث إلى إتمام عملية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي حيث يحاول ولي العهد إثبات مبدأ الشراكة التاريخية بين بلاده والولايات المتحدة كونه أول الملوك انصياعاً لفكرة التطبيع مع الاحتلال باعتبار ما سيكون.

الخلاصة أن ملف الأسلحة الهجومية جاء كمكافأة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعد سعيه لإتمام صفقة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والتي تعطلت بسبب عملية طوفان الأقصى لكن ابن الملك يبدو أنه يصر عليها إرضاءً لأمريكا.

اقرأ أيضًا : رغم ادّعاء محمد بن سلمان إجراء إصلاحات.. 2023 عام حقوقي أسود للسعودية