يسعى بنيامين نتنياهو رئيس حكومة دولة الاحتلال بعد فوزه لإتمام صفقة التطبيع مع المملكة العربية السعودية، والتي يعتبرها الأعظم بعد تطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

نتنياهو في لقاء له مع شبكة “سي إن إن” قال “المملكة تتجه إلى التطبيع، أعتقد أن الأمر يسير في ذلك الاتجاه”، حتى أنه قبيل فوزه في الانتخابات تحدث عن إعلان قريب للتطبيع مع المملكة وأن ذلك يأتي على رأس أولوياته.

من جهة أخرى، تتكتم الأوساط في المملكة على أي خبر يخص التطبيع ولا سيما وزير الخارجية فيصل بن فرحان الذي تتغير تصريحاته باستمرار، فتارة يصرح أن المملكة ترفض التطبيع إلا بعد إعلان دولة فلسطين، وتارة أخرى يصف المقاومة الفلسطينية بالإرهاب.

أما عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان فهو يكتفي باللقاءات السرية والاتصالات التي تتم خلف الكواليس مع مسؤولين بدولة الاحتلال، ولا يصدر منه أي تعقيب على تصريحات نتنياهو المستمرة حول تطبيع العلاقات مع المملكة.

 

لقاء سري 

أُعلنت اتفاقية التطبيع “أبراهام” في سبتمبر عام 2020 بين دولة الاحتلال والإمارات والبحرين، وأكد نتنياهو في ذلك الوقت أن المملكة العربية السعودية قريبة من نفس المسار الذي اتخذته مثيلتها.

بعد ذلك التوقيت بأقل من شهرين وبالتحديد في نوفمبر 2020، تم تسريب أخبار عن لقاء سري جمع بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة نيوم الساحلية.

أكد وزير التعليم بدولة الاحتلال يوآف غالانت على انعقاد تلك الجلسة التي استمرت لمدة ساعتين من الزمان، والتي كان يصحب نتنياهو فيها رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين.

تحرك نتنياهو من الأراضي المحتلة بصحبة كوهين على متن طائرة خاصة مملوكة لأحد رجال الأعمال في دولة الاحتلال، وتوجه إلى قصر الأمير محمد بن سلمان بمدينة نيوم، وانعقدت الجلسة التي تمت مناقشة فيها موضوعا التطبيع والتصدي لإيران.

بعد رجوع رئيس الوزراء للأراضي المحتلة تسربت معلومات عن اللقاء السري والذي قام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بنفيه، معتبراً أن نشر تلك الأخبار الكاذبة  يثير القلق، لكن الإعلام العبري كان يحتفي بتلك الزيارةـ والتي أكد خبراء أن من قام بتسريبها هو نتنياهو نفسه لإحراج ولي العهد.

مصالح متبادلة

بعد مرور عامين استطاع بنيامين نتنياهو العودة لرئاسة الحكومة، والتي شهدت وصول أشد المسؤولين الإسرائيليين تطرفاً وأكثرهم كراهيةً للعرب إلى سدة الحكم، لكن ذلك لم يمنع رئيس الحكومة الإسرائيلية من الإشارة إلى أن التطبيع مع السعودية بات قريباً.

بالعودة للقاء السري الماضي، تحدثت تقارير على أن هناك مصالح متبادلة بين نتنياهو وبن سلمان، فالأول يسعى لضم دولة كبيرة بحجم المملكة العربية السعودية إلى قطار التطبيع ليبقى ذلك في سجل إنجازاته في دولة الاحتلال، أما الثاني فقد طلب من نتنياهو التوسط له عند رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن الذي توعد من قبل بمحاسبة ولي العهد بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.

كما أكدت بعض المصادر أنه عقب هذا الاتفاق قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بإجراء اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي، ليتحدث عن محمد بن سلمان ويصفه بـ “الحليف الموثوق” ليؤكد ذلك على صدق الرواية الأولى بطلب بن سلمان التوسط له عند بايدن.

أما عن نتنياهو ومن ورائه حكومة دولة الاحتلال المزعومة فهم يريدون التطبيع مع السعودية في ظل وجود بن سلمان لا الملك سلمان نفسه، لأن العاهل السعودي اشترط حل إقامة دولة فلسطينية من أجل التطبيع وهو ما يرفضه نتنياهو أما ابن الملك فهو يهتم بالعلاقات الاقتصادية والتصدي لإيران فقط من أجل التطبيع.

علاوة عن ذلك فقد أكد نتنياهو أن شروط التطبيع تغيرت مع الوقت وأصبحت أكثر مرونة من ذي قبل، وهي دلالة عن تنازل الجانب السعودي عن شرط إقامة دولة فلسطينية.

الخلاصة أن نتنياهو يريد أن يضيف لرصيده داخل دولة الاحتلال باستقطاب دولة كبيرة بحجم السعودية لقطار التطبيع مستغلاً الأمير الشاب الذي يسعى لأن ينول رضا الولايات المتحدة الأمريكية، حتى وإن تظاهر أمام الكاميرات بأنه ذو قرار ونفوذ لكنه يبقى في اللقاءات السرية رهنًا لقرارات الولايات المتحدة ودولة الاحتلال من ورائها.

اقرأ أيضاً : نظمي النصر.. مدير فاشل لمشروع من وحي الخيال