استطاع محمد بن سلمان نجل العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الوصول إلى الحكم في عام 2017 وتربع على عرش المملكة من خلال السيطرة على المؤسسات الإعلامية والاقتصادية وكذلك العسكرية والأمنية.
في البداية فرض محمد بن سلمان قبضة أمنية على المملكة وقمع المعارضين والناشطين ومن ثم استولى على المؤسسات الاقتصادية وعلى رأسها صندوق الثروة السيادي الذي يمتلك ما يقدر بـ 600 مليار دولار.
امتلك ابن الملك الشاب الذي لم يتخط الأربعين ربيعاً من عمره كل مقومات القوة وبالتالي بات يحلم ويحاول تحقيق مشاريع وهمية على حساب الشعب السعودي وقد ظهر ذلك جلياً في مشاريع فاشلة دشنها ثم تراجع عنها.
وكما اعتاد محمد بن سلمان أن يشتري كل ما يريد وينفذ كل ما تتوق له نفسه حاول رفع تصنيف المملكة الدولي من خلال محاولة شراءه أكاديميين بشكل احتيالي لكن لعبته كالعادة كشفت وفشل مرة أخرى في ذلك.. فكيف حاول بن سلمان فعل ذلك وما اضطره لذلك؟!.
احتيال بن سلمان
كشفت مجلة نيتشر الإسبانية أن المملكة العربية السعودية تقوم بمحاولة رفع تصنيفها الدولي للجامعات عبر تشجيع الباحثين على تغيير انتمائتهم الرئيسية وتحويلها للمملكة مقابل المال.
واستشهدت المجلة بتقرير صادر عن مؤسسة SIRIS المتخصصة في استشارات التعليم العالي في إسبانيا والتي لاحظت نمطاً غريباً تجاه تحويل الباحثين انتماءاتهم إلى المملكة العربية السعودية على الرغم من أن أغلب هؤلاء لا يملكون توظيفاً أكاديمياً فهم باحثون زائرون أو لديهم زمالة بحثية.
ومن إسبانيا إلى هولندا حيث كشفت صحيفة هولندا تايمز عن واقعة مماثلة في مقاطعة فاخينينجن والتي أكدت أن سلطات بن سلمان قدمت لبعضهم راتب يصل إلى 70 ألف دولار في بعض الأحيان أو 50 ألف يورو سنوياً.
لماذا يقوم بذلك؟!
تمتلك المملكة العربية السعودية ما يقرب 30 جامعة حكومية بالإضافة إلى 13 جامعة أهلية وخاصة ليصل مجموعها إلى 43 جامعة ومع وجود ذلك الكم فإن المملكة تمتلك عدد لا يستهان به من العلماء وأساتذة الجامعات.
والسؤال أين هؤلاء العلماء الذين يرفعون من قيمة المملكة العربية السعودية؟ الإجابة إنهم في السجون فالدعاة والعلماء والناشطين وأساتذة الجامعات والحقوقيين جميعهم في سجون بن سلمان بل وينكل بهم ويصدر في حقهم أحكام الإعدام.
أصحاب العقول والعلم في المملكة انتقدوا نهج ولي العهد المتهور وووحشيته وحبه لإراقة الدماء كما فعل مع الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي الذي اهتز لموته العالم لكن محمد بن سلمان لا يعرف النقد ويعرف فقط القتل والتنكيل والقمع.
والآن.. يحاول أن يحتال ويغري الباحثين بالمال كي يرفع تصنيف المملكة العربية السعودية ولكن لن يحدث ذلك طالما يقبع في السجون أصحاب العلم والدعاة والمفكرين.
اقرأ أيضًا : كيف يحارب بن سلمان الصحافة المستقلة؟
اضف تعليقا