صدمة غير مسبوقة أصابت مواقع التواصل الاجتماعي ليلة أمس بعدما تداول نشطاء سعوديون أنباء عن اعتقال عدد من القيادات النسائية الإسلامية في المملكة.
في بلد مثل السعودية، يصعب الوصول إلى مصادر مؤكِدة حيال الأحداث، فالإعلام كله ضمن “حاشية المليك”، لا ينطق أحد هنا سوى بالرواية الرسمية.
مواقع التواصل الاجتماعي كسرت احتكارية العمل الإعلامي الرسمي في المملكة، وكشف النشطاء عن عملية الاعتقال الليلية، التي جاءت قبل أسابيع من حراك سبتمبر المرتقب.
وفي ظل حملة اعتقالات مسعورة طالت العشرات من رموز المجتمع السعودي الدينية، بقى مثلث اعتقال النساء خطا أحمرا في خاطر كافة أطراف الصراع، عدا السلطة الرسمية.
الاعتقالات شملت بحسب الناشطين، كلا من الدكتورة رقية المحارب، الأستاذة الجامعية، ونظيرتها الدكتورة نورة السعد الأكاديمية والكاتبة السعودية المعروفة.
أكاديميات في الجامعة
المعتقلة الأولى هي الدكتورة رقية المحارب، أستاذة الحديث في جامعة الأميرة نورة، والمشرف العام على موقع “لها أون لاين” النسائي، ومدير معهد النجاح للسنة النبوية، ورئيس تحرير مجلة العلوم الشرعية واللغة العربية.
أما الدكتورة نورة خالد السعد، فتشغل منصب رئيس “وقف مركز تمكين المرأة”، وسبق وأن عملت كعضو في مجلس كلية التربية للبنات مدة 10 سنوات، واختيرت عضوة في اللجنة العليا في جدة خلال حرب الخليج ورئيسة اللجنة الثقافية فيها.
تحذيرات حقوقية
بدوره، حمّل حساب “معتقلي الرأي” الحقوقي السعودي، في بيان، النظام السعودي المسؤولية عن سلامة المعتقلتين.
وقال الحساب في بيان مقتضب: “نحيط المنظمات الدولية علما بأن رقية المحارب ونورة السعد يعانين من عدة أمراض، وهن بحاجة إلى رعاية وعلاج، ونخشى على حياتهن من التعسف”.
وتابع: “جميع الممارسات وعمليات الاعتقال التي شنتها الحكومة السعودية هي من دون أحكام وأوامر قضائية وهي ممارسات لا تقوم بها الدول التي تحترم القوانين”.
صدمة وذهول
ومنذ تداول أنباء اعتقال الأستاذتين الجامعتين، توالت ردود الأفعال المتباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، تصدرتها تغريدات الصدمة من وقع التطورات التي تشهدها المملكة.
“لم يفعلها أبو جهل”، هكذا خلص نشطاء التواصل بعد عشرات الآلاف من التغريدات التي صعدت بالهاشتاج #اعتقال_رقيه_المحارب_و_نورة_السعد إلى صدارة التريند في نسخة الموقع الأزرق في الشرق الأوسط.
وقال الشمري نجم: هناك من ينفخ في السعودية حتى تنفجر. تعتقل النساء؟! إذن لا رجال”.
وقال حساب أبو عزام: “أكاديميات وأصحاب شهادات ومؤلفات يفعل بهم هذا”، وتابع: “بصماتهم في الإصلاح واضحة ويشهد بها القاصي والداني”.
وقال حساب الريما: “اعتقال النساء ضعف حيلة وتخبط يسبق السقوط”، وأيدتها صاحبة حساب سحر: “مدام وصلو إلى النساء فقل على آل سعود سلاما، دعوة المظلوم ستقضي عليكم”.
الحملة مستمرة
يشار إلى أن المملكة تشهد حاليا واحدة من أعنف حملات الاعتقال التي شملت عشرات من الدعاة آخرهم وقت كتابة تلك السطور، الشيخ إدريس أبكر، وسبقه الشيخ سلمان العودة وأخيه خالد والشيخ عبد الله السويلم، والشيخ خالد العجيمي، والدكتور مصطفى الحسن، والدكتور عصام الزامل، والشيخ محمد الشنار، والشيخ علي بادحدح، والشيخ عادل باناعمة، والشيخ الدكتور عبد الله المالكي، والدكتور عبد المحسن الأحمد، والدكتور حمود بن علي العمري، والدكتور وليد الهويريني، والدكتور خالد المهاوش.. وسط أنباء أخرى عن اعتقال الشيخ الدكتور ناصر العمر.
وحذر حساب معتقلي الرأي في بيان مقتضب من استمرار حملة الاعتقالات، مؤكدا أن الساعات القادمة ستشمل عددا أكبر من المعتقلين، مضيفا: “أبلغتنا عدة مصادر بأن قائمة المعتقلين قد تتجاوز رقم 40 بأكثر من ضعف خلال اليومين القادمين”.
اضف تعليقا