ترجمة – إبراهيم سمعان:

سلط موقع “لوب لوج” الأمريكي، الضوء على الفشل الذريع الذي منيت به التحالفات السعودية التي شكلتها الرياض لمواجهة ما تراه خطرًا إيرانيًّا.

أشار الموقع في تحليل لـ “جواد هيران نيا” إلى أن السعودية ومصر دعتا إلى تشكيل “ناتو عربي”، “لمحو الإرهاب من على وجه الأرض”.

وأوضح أن هذا التحالف المقترح يواجه بالفعل العديد من التحديات الداخلية والخارجية، على سبيل المثال، حول مستقبل حكومة الأسد في سوريا، وكيفية التعامل مع النزاعات في ليبيا واليمن، لافتًا إلى أن هذا يمكن أن يجعل بقاء مثل هذه الترتيبات على المدى الطويل أمرًا بالغ الصعوبة في البيئات التي تتغير بسرعة وترزح تحت ضغط هائل.

ومضى الكاتب يقول: “تتطلب التحالفات من الدول الأضعف قبول قيادة الدول الأقوى، ومع ذلك، لم تتمكن الثروة السعودية من شراء الأمن وحماية مصالحها”.

وأضاف: “على سبيل المثال، صوت برلمان باكستان على عدم الانضمام إلى حرب اليمن، على الرغم من الضغوط السعودية، وأعلنت إسلام آباد أنها لن تنضم إلى الحرب، إلا إذا هاجم الحوثيون الرياض مباشرة، وفي حالة أخرى، رفض الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي يتمتع بمساعدات مالية من الرياض، تزويد السعوديين بهجمات جوية في خليج عدن، ولم يوافق على إرسال قوات برية إلى اليمن، وكنتيجة لقدرات المملكة المحدودة في الإقناع، فإن تحالف المملكة العربية السعودية بشكل عام غير رسمي وتكتيكي وليس إستراتيجيًّا”.

وتابع الكاتب: “حاولت السعودية إنشاء تحالفات متعددة الأطراف مع العرب والمسلمين وبعض الدول الأخرى، أولها، كان التحالف العربي في اليمن، في مارس 2015، في وقت لاحق تم إنشاء التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب في ديسمبر 2015، وكان آخرها في يونيو 2017، عندما تم تشكيل تحالف لإجبار قطر على إبرام صفقة إستراتيجية مع السعوديين المهيمنين في دول مجلس التعاون الخليجي.

وأكد على أن التحالفات الثلاثة تحت قيادة السعودية آخذة في الضعف، ولا تتوقع الدول المشاركة أن تتحسن الروابط.

وأضاف: “لا تعمل هذه التحالفات يومًا بعد يوم، ولا يتفق جميع الأعضاء بشكل متساوٍ مع المقاصد، لا توجد قيود على مدة هذه التحالفات، ولكن إلغاءها دائمًا أمر محتمل، ويضم تحالف اليمن كلًّا من المغرب والسنغال والولايات المتحدة، وجميعهم على بعد آلاف الأميال من ساحة المعركة، بينما يقع عدد من أعضاء التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، والمؤلف من 40 عضوًا، بعيدًا جدًّا عن مركز القيادة في الرياض”.

وأوضح أن منع إيران من الانتشار غربًا أحد الأهداف الأساسية للسياسة الخارجية الحالية للسعودية، حيث يخشى السعوديون من توسع إيران وتأثيرها الإقليمي.

وأضاف: “أنشأت السعودية تحالفًا غير رسمي لمنع توغل إيران وقطر في إفريقيا، وتحقيقًا لهذه الغاية، وصلت السعودية إلى موريتانيا والسنغال من ناحية، وليبيا وتشاد من ناحية أخرى. وسافر رئيسا السنغال وموريتانيا إلى الرياض لمناقشة هذه المسألة، في أبريل 2015، وقد التزما بإرسال الآلاف من قواتهما للانضمام إلى القتال ضد اليمن تحت قيادة السعودية”.

ومضى الكاتب قائلًا: “على الرغم من أن الدول تتقاسم هوية إسلامية مشتركة، إلا أنه ليس كل الأعضاء الـ 41 في التحالف الإسلامي ضد الإرهاب هم في الواقع مسلمين، فعلى سبيل المثال، معظم المواطنين في الجابون هم من المسيحيين، لا أحد من الدول الأعضاء في التحالف لديه حكومة يسيطر عليها الشيعة، مثل إيران أو العراق أو سوريا”.

وأردف: “أيضًا، لا أحد من أعضاء هذه التحالفات على استعداد لقبول هيمنة السعودية، بعد كل شيء، المال السعودي غير قادر على منع التهديدات المباشرة ضد مصالحهم، وفي النهاية، هذه التحالفات مشروطة بالدعم المالي والطاعة العمياء للرياض”.

وأضاف: “لقد حاولت الرياض تغيير دول مجلس التعاون الخليجي إلى تحالف للأمن الجماعي منذ إنشائه في الثمانينيات، رفض حلفاء الرياض (الكويت وعمان وقطر، وحتى الإمارات العربية المتحدة) هذه المحاولات”.

وتابع: “كما حاولت السعودية الارتقاء بمستوى التعاون العسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة وتصنيف المنظمة إلى نظام دفاع مشترك مثل حلف الناتو، لكن العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وواشنطن لم تكن دائمًا وردية، فعلى سبيل المثال، أضرت الولايات المتحدة بمصداقيتها بين أعضاء مجلس التعاون الخليجي عندما أبلغ باراك أوباما الزعيم المصري حسني مبارك بالتنحي بعد الاحتجاجات العامة في عام 2011، كذلك عندما كان أعضاء مجلس التعاون الخليجي يحاولون التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن أنظمة دفاع صاروخي جديدة، طالب أوباما بأن يحافظ مجلس التعاون الخليجي على سلام بارد مع إيران”.

ونوه الكاتب بأنه من خلال الذهاب إلى الحرب في اليمن، أبدت السعودية اهتمامًا ضئيلًا بمثل هذا السلام البارد.

وتابع: “لقد انخرطت القوات السعودية في اليمن لفترة طويلة دون نجاح يذكر، على الرغم من امتلاكها لأحدث التقنيات والأسلحة، وذلك بفضل الولايات المتحدة، من غير المرجح أن تواجه الرياض طهران بشكل مباشر بدون ضوء أخضر من واشنطن”، موضحًا أنه حتى الآن، تقوم سياسة الولايات المتحدة في المنطقة على منع الحرب المباشرة ضد إيران.

وأوضح أن المحاولات السعودية لتحدي قوة إيران الإقليمية واجهت عقبات عديدة، وهي: أولًا، توسّع النفوذ الإيراني ليشمل العراق وسوريا والبحرين واليمن وبعض أجزاء لبنان، ثانيًا، تمتلك إيران صواريخ ذات قوة ردع كبيرة.

وأشار إلى أنه ردًّا على ذلك، حاولت السعودية توسيع نفوذها في دول مثل العراق وسوريا لاستهداف العمق الإستراتيجي لإيران، من خلال دعم جماعات المعارضة في سوريا، ومهاجمة الحوثيين في اليمن.

وأضاف: “على الرغم من المحاولات السعودية، إلا أن طهران رسخت نفسها في المستقبل السياسي لكل من العراق وسوريا، وعلى الرغم من تدخلات دول مجلس التعاون الخليجي، فلم يتم القضاء على الحركات الشعبية في البحرين، وفي اليمن يبدو أن السعودية قد تعثرت في حرب مكلفة، ولم تحصد سوى القليل من المكاسب.

وأضاف: “لذا، تبقى إيران اللاعب الرئيسي في المنطقة، على الرغم من التحالفات المختلفة ضد طهران، والصداقة بين السعودية وإسرائيل مسألة محرجة في العالم الإسلامي، وقد تكون محاولة غير مجدية من قبل الرياض لتدعيم قوتها المنحسرة إقليميًّا، وإذا قرر ولي العهد محمد بن سلمان الاستمرار في سياسته الشاذة و”الصداقة” مع الإسرائيليين، فستكون النتيجة رفض السعوديين من قبل العديد من المسلمين”.