يدّعي أمير الحرب المدعوم من الإمارات وفرنسا ومصر، أنه يفرض سلطته على السلطة في ليبيا على الرغم من خسارته للأرض في ضواحي طرابلس.
في الزي العسكري، وبعد اقتباس آيات من القرآن الكريم، وقف خليفة حفتر منتصبًا ليعلن، في 27 أبريل بمناسبة بداية شهر رمضان، أنه حصل على “تفويض من الناس ” لقيادة ليبيا وحده، وهو نفس الوقت الذي بدأ فيه هجومه على طرابلس بالتعثر، والذي كان قد بدأه في أبريل 2019.
لكن الواقع أن خطابه لا قيمة له، ولن تتجاوز عواقبه المناطق الواقعة في يد ما يعرف بـ”الجيش الليبي”، وكل الذي أعلنه هو أنه حاول هذه المرة صياغة “انقلاب” حقيقي.
في بنغازي، المدينة الليبية الثانية، التي يسيطر عليها حفتر منذ عام 2017، تحدى عدة مئات من الأشخاص الحجر الصحي المرتبط بـ Covid-19 للتعبير عن دعمهم لهذا الإعلان، في الجنوب، والذي يقع تحت نفوذ حفتر إلى حد كبير منذ عام 2019، كررت البلديات دعمها، وبالتالي الاستجابة لدعوته كانت طبيعية.
لكن في طرابلس، العاصمة حيث تجلس حكومة الوحدة الوطنية، التي يعترف بها المجتمع الدولي، كان لخطاب الجيش تأثير ضئيل.
أحد كبار المسؤولين في طرابلس “معز” صرح للصحيفة عن انقلاب حفتر: “لم نعد نستمع إليه بعد الآن… الشيء الوحيد الذي ننتظره اليوم هو هزيمة جيشه المزعوم.. سنلاحقهم ببنغازي “.
من جانبه استنكر رئيس الوزراء فايز السراج ما وصفه بالـ “مهزلة والانقلاب الجديد (…) والذي يضيف إلى سلسلة انتهاكات حفتر الطويلة “.
في عام 2017، دعا خليفة حفتر بالفعل إلى إهمال حكومة الوفاق الوطني والتي نتجت عن اتفاق الصخيرات، الذي تم إبرامه عام 2015، وكرر هذا الموقف يوم الاثنين الماضي.
في 14 فبراير 2014، قال الرجل الذي كان حينذاك مجرد جنرال متقاعد عاد إلى البلاد بعد نفي طويل في الولايات المتحدة، إنه تولى السلطة في بيان تلفزيوني لم يتبعه أي حركة، والتي تم تذكره بسخرية باسم “فشل انقلاب عيد الحب“.
مستنقع عسكري
على أي حال في برقة (المنطقة الشرقية) وعاصمتها بنغازي يجب أن يكون لإعلان المارشال أكبر العواقب.
بالنسبة لجليل حرشاوي، باحث في معهد “كلينجندايل” في لاهاي، فإن الانقلاب يستهدف السلطتين المدنيتين الموجودتين في شرق ليبيا: الحكومة الموازية لعبد الله الثني ومجلس النواب، والذي تم انتخابه في 2014 قبل الانقسام مباشرة، وبالتالي فإن “تصريح خليفة حفتر يستهدف الضغط على المجتمع الدولي لمخاطبته هو بدلاً عن تلك السلطات، وهكذا يضعف هاتين المؤسستين، تاركا [رئيس البرلمان]، سلطة شرفية صورية فقط، مثل ملكة إنجلترا”، وهذا سيسمح لحفتر بضمان منصبه حتى النهاية في القتال.
قبل وقت قصير من إعلان الانقلاب، أدلى عقيلة صالح رئيس البرلمان ببيان بدا وكأنه محاولة لوضع الجندي في مكانه، اقترح صالح إجراء إصلاح شامل لمجلس الرئاسة – وهو شكل من أشكال الحكومة الصغيرة لحكومة الاتحاد الوطني في طرابلس – وإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وهي طريقة للتذكير أن “خليفة حفتر تحت سلطته رسمياً”، حسب جليل الحرشاوي.
محاولة لالتقاط الأنفاس
بالنسبة لحكومة الوفاق الوطني، فقد سعى حفتر، في هذا الإعلان، إلى “إخفاء هزيمة ميليشياته ومرتزقته”. في الواقع، كان عليه التراجع في منتصف أبريل، وفقد السيطرة على مدن مهمة في غرب ليبيا، مثل صبراتة، على بعد 80 كم من طرابلس.
كما يواجه رجال المارشال حفتر صعوبة في القاعدة الجوية في الوطية (حوالي ثلاثين كيلومترا من تونس)، حيث تقلع الطائرات بدون طيار والطائرات التي تهاجم طرابلس، وقد يضطر الآلاف من الرجال المتبقين هناك إلى الفرار في الأيام القادمة، الأمر الذي سيعقد الأمور بالنسبة لحفتر.
لكن اللعبة لم تنته بعد، وأكد مصدر أمني أن ” قوات حفتر أصيبت بشدة بسبب الطائرات بدون طيار التركية والتي وُضعت في خدمة حكومة الوفاق الوطني، لكنه سيحصل قريباً على تعزيزات من الإمارات العربية المتحدة، إنها مجرد مسألة وقت.”
كان “وقف إطلاق النار الإنساني” بمناسبة شهر رمضان، والذي أعلنه المتحدث باسم حفتر أحمد مسماري، يوم الأربعاء هدفه السماح لجيش حفتر ومرتزقته باستعادة بعض الأكسجين، لكن طرابلس رفضته على الفور وقالت إنها تواصل “دفاعها المشروع“ عن الأراضي الليبية.
للاطلاع على المقال الأصلي باللغة الفرنسية اضغط (هنا)
اقرأ أيضاً: حفتر يواصل تخبطه في ليبيا .. هل أوشك جنرال الهزائم على الاحتضار؟
اضف تعليقا