إبراهيم سمعان

أجبر سكان منطقة “دكوك” على الهرب وترك بيوتهم ليلة 13 أبريل الماضي، بعد أن تعرضوا للهجوم والتهديد من قبل مجموعة لقبوها بـ”الأعلام البيضاء” التي لم يعرف بعدُ انتماؤها، وهل هي امتداد لـ”داعش”؟

ونقلت صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية عن أحد سكان قرية “فاريك”، الواقعة على بُعد 20 كيلومترًا من دكوك، أنّ سكان هذه المدينة الواقعة بين “كركوك” و”طوزخرماتو” فرّوا إلى منطقتي طوق وجمجمال في كردستان.

وتضيف الصحيفة أنّ هذه المدينة كانت أحد المسارح التي شهدت هجومًا عنيفًا للجيش العراقي في 16 أكتوبر عام 2017، ففي ذلك اليوم طاردت القوات العراقية الأكراد في “المناطق المتنازع عليها” التي تسيطر عليها البشمركة بعد طرد داعش.

وأكدت أنه منذ ذلك الحين، وفّر عدم الاستقرار والتفكك أرضية خصبة مثالية لعودة الجماعات المتشددة أو الإرهابية.

وعقب المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، محمد فياق: تلقيت تهديدات بالقتل من فرقة الأعلام البيضاء”، مضيفًا “قدم إلى المسجد لأول مرة 6 رجال لم أرهم من قبل مرتدين عمائم سوداء، في اليوم التالي عادوا مع سبع سيارات، وتجولوا في القرية وسيطروا على مواقع البشمركة المهجورة، لكن لم يتدخل الجيش العراقي أو الحشد الشعبي”.

وتشير “لوفيجارو” إلى أنّ هناك العديد من الأقاويل حول هذه المجموعات فبينما وصفهم البعض بأنهم مقاتلون سريون أو ميليشيات لا تنتمي إلى جهة معينة، قال الأكراد إنهم أداة جديدة للجيش العراقي أو الأمريكيين، فيما يعتقد آخرون من سكان المنطقة أنهم قوات منشقة عن الأكراد.

سيطرت هذه الجماعة على ثلاث قرى في 11 أبريل، حول دكوك ومنذ ذلك الحين أصبحت أقوى من أي قوات مسلحة موجودة “إنهم هناك لإضعاف المنطقة” يؤكد مسؤول استخبارات كردي بارز.

وأشار إلى أنّ الجغرافيا الجبلية للمنطقة تساعد هذه المجموعات على الاستقرار وتعزيز وضعهم، مبينًا أنهم ينشطون بشكل رئيسي في سهل دكوك.

رجل الدين الشيعي البارز في المنطقة محمد البياتي قال للصحيفة: من وجهة نظري أصحاب الأعلام البيضاء إما تابعون لداعش، أو جماعات المافيا التي انضمت للمنظمة أو الأكراد”، وأكد أنهم جماعة لا يمكن فهم تصرفاتها ينشطون في الليل وينتقلون من مكان إلى آخر.

وتوضح الصحيفة أن القوات العراقية الموجودة في المنطقة تمتلك خريطة عليها سهام حمراء لجماعة الأعلام البيضاء، حيث تتواجد في 3 مناطق، ونقلت عن مسؤول بهذه القوات أنهم تابعون لداعش، ويتواجدون في الجبال، وهناك خطط للقضاء عليهم في هذه الأماكن الوعرة.
الخبير شالالو كركوكي الذي أكّد على ضرورة الانتباه لهذه الجماعات، قائلًا إنها قوة مسلحة بأفضل ما يمكن، ويجب أن يكون هناك من يمولها ويديرها. لديهم أسلحة ثقيلة ويستخدمون تكنولوجيا الأقمار الصناعية الجديدة، إنها منظمة تشبه داعش.

هذا الرأي وافقه فيه المحلل السياسي العراقي هشام الهاشمي، حيث بيّن أن أغلب هؤلاء المسلحين جاءوا من سوريا بعد سقوط داعش واتحدوا مع الناجين من جيوب هذه المنظمة في كركوك، والحويجة، وتل الواد، والموصل، وتلعفر.

وألفت إلى أنهم يملكون أسلحة الآلية وصواريخ وقذائف آر بي جي، “من وجهة نظري ليس هناك شكّ أنهم امتداد لداعش”.

وتقول لوفيجارو سواء أكانوا ناجين من داعش أو راديكاليين أكراد أو حتى إسلاميين، فإنّ جماعة “الأعلام البيضاء” التي تنشر الزعر في كركوك  المثيرة، ستلفت انتباه العالم بلا أدنى شك عنها خلال الأيام القادمة.