يستغرق البحث عن كلمة “فلسطيني” وقتاً طويلاً في بيان الإعلان عن التقارب الإسرائيلي العربي الجديد، الذي أعلنته الدولة العبرية والإمارات العربية المتحدة يوم الخميس 13 أغسطس.
تم ذكرها مرة واحدة فقط، في الفقرة قبل الأخيرة، وكأن رام الله غير معنية بهذا التطبيع الموعود للعلاقات الدبلوماسية بين المحتل الإسرائيلي والحليف العربي.
هذه الإشارة هي التزام، أجوف قدر الإمكان، بمواصلة الجهود “للتوصل إلى حل عادل وكامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”، تليها إشارة إلى الأماكن المقدسة في القدس، والتي “يجب أن تظل مفتوحة أمام أتباع جميع الأديان”، كما قالت الإمارات إنها تعمل جاهدة لمنع ضم جزء من الضفة الغربية، الذي توعدت به إسرائيل، بينما تظل غير واضحة بشأن شروط التقارب بينهما.
بدت السلطة الفلسطينية مندهشة من تلك الصفقة، والتزمت الصمت قرابة ثلاث ساعات، في حين وصفتها حماس “طعنة في الظهر” من الإمارات، وانتهى الأمر برام الله بإدانة ما أسمته “خيانة للقدس والقضية الفلسطينية”، وقامت باستدعاء سفيرها في أبو ظبي، وحث المفاوض الفلسطيني الرئيسي، “صائب عريقات”، مساء الخميس، في التلفزيون الأمين العام لجامعة الدول العربية على إدانة الاتفاق أو الاستقالة.
وفي مواجهة خطر الضم، نددت رام الله في مايو بالاتفاقيات القائمة مع إسرائيل، الأمنية والمالية، مخاطرة بتنظيم إفلاسها، ولكن بالنسبة للفلسطينيين، فهي مسألة تهجير في العلن.
في وقت مبكر من شهر يونيو، عبرت السلطة الفلسطينية عن قلقها من تصريحات السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة، “يوسف العتيبة”، وهو يعد إسرائيل بإحراز تقدم في التطبيع إذا تخلت الدولة اليهودية عن خطط الضم، خاصة وأن الخطوات في سبيل لذلك كانت قد بدأت بالفعل، حيث قامت الإمارات بإرسال مساعدات صحية للفلسطينيين عن طريق رحلة جوية هبطت في مطار إسرائيلي، لتكون بهذا الرحلة الأولى من نوعها، في المقابل، رفض الفلسطينيون تسلم الشحنة.
تعليقاً على هذا قالت “حنان عشراوي”، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “يتم مكافئة إسرائيل لعدم التصريح علناً بما تفعله بفلسطين بشكل غير قانوني وبإصرار مستمر منذ بداية الاحتلال”.
بالنسبة للفلسطينيين، لا يغير تراجع إسرائيل عن الضم أي شيء في نظرتهم إليها كنظام احتلال عسكري، حافظت عليه إسرائيل منذ احتلال عام 1967، بل على العكس من ذلك، فهو يساعد على إضفاء الشرعية على ذلك الاحتلال، بحسب “عشراوي”، عضو اللجنة التنفيذية.
واختتمت “عشراوي” حوارها موجهة رسالة لمحمد بن زايد، قائلة له ” أنت لا تعلم ألم العيش في الأسر تحت الاحتلال، وربما لن تشعر بهذا أبداً، مع ذلك، أتمنى ألا تعرف عذاب رؤية بلدك يُسرق، وألا تشهد هدم منزلك غصباً، وألا ترى أحبائك يقتلون أمام عينيك”.
ترجمة العدسة عن صحيفة لوموند الفرنسية.. للاطلاع على المقال الأصلي اضغط هنا
اقرأ أيضًا: نتنياهو خدع بن زايد.. الإمارات تروج للوهم ولم تأخذ أي ضمانات إسرائيلية بشأن الضم
اضف تعليقا