طالبت والدة الناشط في مجال حقوق الإنسان “علاء عبد الفتاح” وشقيقتاه بالإفراج عن السجناء السياسيين لمنع انتشار فايروس كورونا داخل السجون.
الأم: هي “ليلى سويف”، أكاديمية تبلغ من العمر 63 عامًا، وابنتيها، “منى” و”سناء سيف”، 34 و26 عاماً، ناشطات في مجال حقوق الإنسان.
منذ وصول فيروس كوفيد-١٩ إلى ضفاف النيل، في بداية شهر مارس، وأسرة الناشط “علاء عبد الفتاح” يطرقون أبواب مصلحة السجون المصرية، مطالبين بالإفراج عن عشرات الآلاف من السجناء السياسيين في جميع أنحاء البلاد، لمنع انتشار المرض داخل الزنازين المكتظة التي يعاني فيها المعتقلين بالفعل.
هذا الإلحاح -غير الضار- الذي تم التعبير عنه في شكل اعتصام سلمي خارج سجن طرة، حيث يُحتجز الناشط علاء عبد الفتاح، كان مبرراً كافياً لإغضاب الحكومة، فتم الاعتداء على أسرته من قبل مجموعة من النساء على مرأى ومسمع من رجال الأمن، كما تم ضربهم بالعصي وسرقة متعلقاتهم، حيث كانت الأسرة تطمح للحصول على رسالة من “علاء” يوم الاثنين 22 يونيو.
ازداد ضغط السلطة يوم الثلاثاء، اليوم التالي من الاعتداء حيث تم اعتقال السلطات المصرية لشقيقته “سناء سيف” بتهمة نشر شائعات حول تردي الأوضاع الصحية في البلاد وتفشي فيروس كورونا في السجون، وذلك أثناء تواجدها عند مكتب النائب العام في القاهرة لتقديم شكوى ضد المعتدين عليها.
بعد ساعة ونصف من اعتقالها، ظهرت سناء في مبنى أمن الدولة، الذي أحالها للمحاكمة، لنشرها شائعات كاذبة والتحريض على الإرهاب.
معظم الصحافة المصرية، الموالية للنظام، صمتت صمتا تاما تجاه هذا الانتهاك المؤلم الذي طال الناشطة سناء سيف.
بالإضافة إلى ذلك، قُبض على الصحفية “لينا عطا الله”، رئيسة تحرير موقع مدى مصر، آخر وسائل الإعلام المستقلة في البلاد، لفترة وجيزة أثناء مقابلة “ليلى سويف” خارج السجن، وصرحت عطا الله بأن هذه الأسرة ]أسرة علاء[، تقلق السلطات المصرية بشكل واضح لإصرارهم على النزول والمطالبة بالحقوق، حيث أن “طعم الحرية يجري في عروقهم “، ومع ذلك، ليس لديهم سبب للخوف.
من جانبه، أفاد “خالد علي”، محامي “سناء سيف”، أن أخت “علاء عبد الفتاح” أرسلت رسالة مكونة من كلمات صادقة ومؤلمة، قالت فيها: “إن مقاومتي لا تنبع من الأمل في التغيير لقد فقدت كل أمل في التغيير، مقاومتي مفروضة عليّ، لدي التزام بدعم أخي الذي يواجه الظلم، بعد اعتقالي الأول في 2014، كنت أتمنى أن أذهب في رحلة وأنسى كل هذه القصص، ولكن يمكنك تجاهل كل شيء، باستثناء عائلتك”.
كما احتجت المفكرة “أهداف سويف”، وهي روائية وكاتبة مقالات ومحللة سياسية، وهي أيضا خالة الناشط “علاء عبد الفتاح” على “اعتقال الناشطة الحقوقية “سناء سيف” واعتبرت ذلك انتهاكا لحقوق الإنسان وترديا واضحا في المنظومة القضائية في مصر”.
إضراب عن الطعام
قرر “علاء عبد الفتاح” الإضراب عن الطعام في منتصف أبريل احتجاجا على استمرار حبسه غير القانوني ومنعه من التواصل مع أسرته بالإضافة إلى ظروف حبسه غير الإنسانية داخل السجن والتي وصفتها عائلته بأنها الأسوأ على الإطلاق مقارنة باعتقالاته السابقة منذ عام 2006.
الناشط البالغ من العمر38 عامًا، وهو ناشط ومتظاهر رئيسي في ميدان التحرير عام 2011، عارض الحركة الإسلامية لجماعة الإخوان المسلمين والجيش، قضى معظم السنوات التسع الماضية خلف القضبان، ثم أفرج عنه بكفالة في مارس 2019، بعد خمس سنوات في السجن بسبب معارضته لقانون يقيد الحق في التظاهر، ولكن في سبتمبر من ذلك العام تم اعتقاله في أعقاب رفضه لدكتاتورية حكم السيسي.
قراره بالإضراب عن الطعام كان بمثابة ناقوس الخطر لأمه، وهي زوجة المحامي “أحمد سيف الإسلام”، رائد النضال من أجل حقوق الإنسان في الثمانينيات، والتي كانت- بعد فترة وجيزة من قرار الإضراب- على باب سجن طرة جاءت ومعها محاليل معالجة الجفاف وأكياس الشاي والمطهرات، ومتطلبات تكفي لمقاومة الجوع والفيروس، ولكن لم تقبل إدارة السجن بهذا الطرد ]محتويات الزيارة[، لكن ذلك لم يمنعها وبناتها من تجربة أخري بعد بضعة أيام، وفشلوا أيضا في الوصول إليه، أعقبته محاولة جديدة وهكذا حتى علَق “علاء عبد الفتاح” إضرابه في 18 مايو.
في ذلك اليوم، تلقت والدته رسالة قصيرة موقعة من يده، ثم وصل إليها أخرى في 6 يونيو، ولا شيء منذ ذلك الحين، ومن الواضح أن السلطات قد طغت على نحو متزايد بسبب الوباء مما زاد من مخاوف الأسرة.
منذ 10 مارس، تم إغلاق جميع غرف الزيارة في السجون في مصر، ولم تعد العائلات أو المحامين يزورون ذويهم من المعتقلين، بزعم أن هذا الإجراء يهدف لمنع الوباء من الاندفاع إلى مقار الاحتجاز، وهذا يزيد من قلق أسر السجناء، خاصة وأن السلطات حظرت أيضاً الخطابات والمكالمات الهاتفية، كما توقفت الجلسات القضائية، ولم يعد بمقدور من هم رهن الاحتجاز الاعتراض على تجديد حبسهم أمام القاضي.
في غضون أسبوعين، ارتفع عدد الوفيات اليومية بسبب فيروس كورونا المستجد إلى ثلاثة أضعاف، أي من حوالي ثلاثين إلى أكثر من تسعين، وبحسب معهد القاهرة لحقوق الإنسان، فقد توفي أحد العاملين بسجن طرة بسبب الفيروس، وفي 28 يونيو أعلنت مصر رسمياً تأكيد إصابة 65188 شخصًا ووفاة 2789 شخصاً، وهي أرقام يعتبرها العديد من المراقبين أقل من الواقع بكثير.
للاطلاع على المقال الأصلي من المصدر اضغط هنا
اقرأ أيضاً: التنكيل بوالدة علاء عبد الفتاح .. سحل ليلى سويف وضربها أمام سجن طرة
اضف تعليقا