إبراهيم سمعان

يبدو أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مصمّم على “الثأر” في ظل الاتهامات التي يواجهها بشأن تورطه في مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي، وذلك عن طريق الحرب الدائرة باليمن.

 

تحت هذه الكلمات قال الكاتب جان بيير فيليو في مقال بصحيفة “لوموند” الفرنسية: كان العديد من الدبلوماسيين وصانعي السياسة يأملون أن يهتز محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة السعودية و”الرجل القوي” الحقيقي بالبلاد ، من خلال قضية خاشقجي بما يكفي لتبني موقف أكثر اعتدالا تجاه الأزمة اليمنية.

وأشار إلى أن هذه الشخص الذي يطلق عليه MBS أرتبط صعوده إلى السلطة، بالحرب المندلعة في اليمن منذ مارس 2015، لاستعادة سلطة الرئيس هادي، المنتخب في 2012 والمنفي بالرياض منذ 2015، حيث إن الحرب على الحملة الجوية التي تقودها الإمارات والسعودية، تتحالف مع ميلشيات خارجية ومحلية، بما في ذلك جهاديون.

وتابع رئيس الولايات المتحدة ، في بيانه الهزلي حول السعودية يوم 20 نوفمبر، لم يدل بملاحظاته حول قضية خاشقجي، بل اليمن ، إذ أنه يؤيد بدون تحفظ فكرة MBS عن حرب اليمن ، حيث أشار إلى أن إيران مسؤولة عن حرب دموية بالوكالة ضد السعودية.

 

ترامب قال أيضا إن السعودية مستعدة للانسحاب من اليمن إذا وافقت إيران على الرحيل، دون التطرق إلى مأساة الشعب اليمني ومعاناته ولو لمرة واحدة، رافضا في الوقت ذاته اتخاذ قرار بشأن مسؤولية محمد بن سلمان في اغتيال خاشقجي، وهي قضية عرضها كأنها ثانوية مقابل أهمية العلاقات الاستراتيجية الأمريكية- السعودية، يبين الكاتب.

 

وأوضح جان بيير فيليو أن محمد بن سلمان، باعتباره مستبدا، مقتنع بأن الصدى العالمي المعطى لقضية خاشقجي هو مجرد ثمرة لمؤامرة واسعة ذات تداعيات مظلمة، حيث إنه مصمم فقط على الحصول على نجاح طال انتظاره في السجل اليمني.

فقد طالب ولي العهد السعودي نفسه رئيس الدبلوماسية البريطانية، جيرمي هانت، بمراجعة مشروع قرار بلاده الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار على الأرض، ودعم لندن المطلب السعودي بجعل القرار 2216 أساسًا لحل سياسي في اليمن.

ولفت الكاتب الفرنسي إلى أن جهود بريطانيا شهدت أيضا تراجعا بعد حكم إماراتي في 21 نوفمبر، بالسجن مدى الحياة على ماثيو هيدجز ، وهو أكاديمي بريطاني شاب، ويستند الحكم الذي صدر في خمس دقائق إلى اتهامات “بالتجسس” نفاها الشخص المعني والسلطات البريطانية رفضتها رفضا قاطعا.

 

وتابع إذا افترضنا أن هذه القضية لا علاقة لها بالحرب اليمنية، فإنها في أي حال من الأحوال وسيلة ضغط لدولة الإمارات على المملكة المتحدة.

 

وقال الكاتب في نفس اليوم الذي تم فيه إصدار الحكم ضد هيدجز ، أعلن وزير الدفاع الأمريكي عن بدء محادثات السلام حول اليمن في السويد بداية ديسمبر، لكن بريطانيا امتنعت حتى الآن عن تقديم مشروعها بشأن اليمن إلى مجلس الأمن للتصويت عليه.

 

وخلص إلى أن قضية اليمن يتحكم فيها محمد بن سلمان، فهذا البلد الذي دمر بالفعل على مدار ثلاث سنوات ونصف من الحرب ، من المرجح أن يدفع ثمنا باهظا لقضية خاشقجي.