نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية مقالا للكاتب المؤرخ وأستاذ العلوم السياسية جان بيير فيلو، أكد فيه أن إمارة دبي أصبحت، مع وجود عشرات الآلاف من البغايا، الوجهة الرئيسية للسياحة الجنسية بالخليج.
وأوضح الكاتب أنه بينما يدير ولي العهد محمد بن زايد آل نهيان اتحاد الإمارات العربية المتحدة من أبوظبي، فإن دبي تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، بقيادة محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء منذ عام 2006 .
وأشار إلى أن إمارة دبي تضم ثلاثة ملايين من سكان الاتحاد البالغ عددهم 10 ملايين نسمة تقريبا، ولكن نسبة المواطنين فيها لا تتجاوز الـ 5٪، بل هي أقل من النسبة الموجودة بباقي الإمارات العربية المتحدة.
وقال فيليو: إن دبي تستقبل عددا كبيرا من الوافدين، من جميع الطبقات، حيث جذبت 19 مليون زائر في عام 2019، خاصة أن الإقامات فيها تتنوع من الأسعار المعقولة إلى حد ما إلى الراقية جدا.
الوجه الخفي للعولمة
ووفقا للكاتب الفرنسي، فإن رهان دبي على اندماجها المذهل في العولمة، كان ناجحًا بشكل خاص، حتى بعد الأزمة المالية لعام 2008 التي أجبرت الإمارة على تطوير أنشطتها الخدمية وفي مقدمتها السياحة.
وبين أنه في دبي يُسمح بتناول الكحول في الفنادق والحانات والمطاعم والملاهي الليلية التي لديها ترخيص، حتى لو ظل هذا الأمر محظوراً في الأماكن العامة.
وذكر أنه عادة في مثل هذه الأماكن تقوم العاملات في مجال الجنس بالبحث عن الزبون المحتمل، والاتفاق معه على مقدار، ومدة وطبيعة الخدمة، وبالتالي من السهل والممكن مرافقة فتاة أثناء إقامتك كلها أو جزء منها في الإمارة.
وأكد جان بيير فيلو على أن التسلسل الهرمي، غير المعلن، يعتبر البغايا الصينيات أو الفلبينيات أو الهنديات أقل قيمة من نظرائهن في آسيا الوسطى، حيث إنهن أقل طلبا من الأوروبيات كالروسية أو الأوكرانية أو الغربية، فيما لا يزال البغايا العرب هن الأكثر ندرة، وبالتالي الأكثر طلباً، ويعملن في كثير من الأحيان في السر.
وحول عدد البغايا النشطات في دبي، نوه الكاتب بأنه عام 2010 قدر بنحو 30000، وفي بعض الأحيان بنحو 45000، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه من المستحيل بطبيعة الحال معرفة الرقم الدقيق.
وأرجع الكاتب ذلك إلى قانون الكفالة، الذي يستند إلى نظام معقد حيث يتنازل المواطنون الإماراتيون المسؤولون عن دخول عدد معين من الأجانب من خلال تأشيرات الإقامة، عن حقوق الكفالة هذه للوسطاء، دون أن يعرفوا بالضرورة حقيقة نشاط “المهاجرات” في المستقبل.
ولا يزال نظام تأشيرات الإقامة، على الرغم من إدخال تعديلات عليه عام 2016، يسمح بهذا النوع من التلاعب، فأغلب الشبكات التي تم تفكيكها كانت تتعلق في النهاية بالبغاء، وغالباً ما يتم عقد الصفقة دون وسيط لإبعاد الشبهة عن القوادة، حتى لو كان من غير المتصور تقديم مثل هذه الخدمات في دبي دون حماية قوية.
شهادات
ونشرت الأمم المتحدة في عام 2017 شهادة إحدى النساء من أوزبكستان التي أجبرت على العمل في قطاع الجنس، حيث فضلت، بعد 18 شهرًا من عيشها في كابوس بدبي، أن تعتقلها الشرطة الإماراتية ليتم ترحيلها.
كما أنه في الآونة الأخيرة، ببنجلاديش، تم الكشف عن عدد من ضحايا هذا النوع من الاتجار، واللاتي تم إغراءهن للسفر إلى دبي بوعود عمل كاذبة في التوظيف المنزلي.
ويؤكد المؤرخ الفرنسي على أن معاهدة السلام الموقعة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي رافقها فتح خطوط جوية مباشرة بين البلدي، إذ زار دبي بالفعل أكثر من مائة ألف سائح إسرائيلي، حيث كرم الضيافة الذي يتلقونه يتناقض مع “السلام البارد” الذي كان مخصصاً سابقاً للزوار الإسرائيليين إلى الأردن ومصر.
وبين أن الصحافة الإسرائيلية خصصت أيضا العديد من التقارير الفاضحة لأشكال السياحة الجنسية بدبي، حيث نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” تحقيقا ذكرت فيه أن الإعلانات والملصقات السياحية المصممة عن دبي، تخفي خلفها حقيقة مظلمة، تتمثل في عصابات من الرجال الإسرائيليين المنطلقين إلى الوجهة الجديدة، من أجل العمل في الدعارة.
كما ذكر موقع “ماكو” الإلكتروني شهادات جاء فيها أن العاملين في مجال البغاء يتجولون في الشوارع ويعرضون على الزبائن معارض صور على أجهزة الآيباد أو الهواتف الذكية، فيما نشرت صحيفة “هآرتس” اليومية مقالاً بعنوان “زيارة دبي أشبه بالوقوف مكتوف الأيدي أمام جريمة اغتصابٍ جماعي”.
لكن المدافعون عن التطبيع الإسرائيلي-الإماراتي احتجوا على مثل هذه الادعاءات، وقللوا من أهمية الشهادات المبلغ عنها.
وفي نهاية مقاله رأى الكاتب أنه على أية حال، يبدو أن السياحة الجنسية من المقرر أن تستمر في التطور داخل دبي بشكل عام، موضحا أنه منذ عدة سنوات أكد التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية عن الاتجار بالبشر، أنه على الرغم من الملاحظات المشجعة “حكومة الإمارات العربية المتحدة لا تفي تماماً بالمعايير الأدنى للقضاء على الاتجار بالبشر”.
وشدد على أن وباء الفيروس التاجي كوفيد- 19 لم يؤثر على هذا الواقع، بل على العكس تماما، تم استخدام الحملة الاستباقية في الإمارات التي قامت بالفعل بتطعيم أكثر من ثلث السكان ضد الفيروس، كحجة إضافية للمواقع المتخصصة التي تروج على الإنترنت لـ”الأعمال الصغيرة القذرة” بدبي وسحر “الحفلات الجنسية” الموجودة في هذه الإمارة.
للإطلاع على النص الأصلي اضغط هنا
اقرأ أيضًا: “الصمت في حالات العنف الجنسي ليس خيارا”… بريطانية تطالب بمعاقبة أمير إماراتي اعتدى عليه
اضف تعليقا