إبراهيم سمعان

بدأت قوات التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، يوم الأربعاء، 13 يونيو، عملية عسكرية للسيطرة على الحديدة، أهم موانئ البلاد، التي تقع تحت أيدي الحوثيين، لكن هذه المعركة بالنسبة لأبو ظبي تختلف بشكل كبير عن السعودية؛ حيث إنها تعدّ اختبارًا لطموحاتها المستقبلية.

صحيفة ” لوموند” الفرنسية سلطت الضوء في تقرير لها حول ما تسعى إليه الإمارات من خلال إصرارها على شنّ معركة الحديدة، رغم التحذيرات الدولية والمحلية من مصير وُصِف بالكارثي لقرابة 600 ألف نسمة، إضافة إلى الخوف من زيادة تدهور الأوضاع في هذا البلد نتيجة الحرب المستمرة منذ نحو 3 سنوات.

وقالت الصحيفة: بعد أيام من تقدم بطيء ومُرْتَبِك، تحاول قوات الإمارات والقوات اليمنية بتنسيق ودعم من الجو استكمال المرحلة الأولى من معركة الحديدة.

وأضافت: “يوم الأربعاء، 20 يونيو، أعلن مسؤول إماراتي رفيع المستوى أنه تَمَّ استعادة السيطرة على مطار المدينة من المتمردين الحوثيين، المدعومين من قبل إيران، دون التأكد في المساء من أن المتمردين طردوا من المبنى الرئيسي.

وأشارت إلى أنه رغم ذلك لا يزال الحوثيون يحتفظون بالسيطرة على هذه البلدة ومينائها الاستراتيجي في اليمن، والواقع على ساحل البحر الأحمر.

وأوضحت أنه بالنسبة للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، والذي تدخل عسكريًا في اليمن في مارس 2015، السيطرة على مطار الحديدة شيء رمزي؛ فهذا المهبط الضخم والمحصن، والذي يقع على بعد كيلومترين من أول حي سكني، كان معطلًا لفترة طويلة.

وقالت: لكن رغم ذلك فإن تقدّم قواتهم نحو الهدف الرئيسي “الميناء”، الواقع على بعد 8 كيلومترات، من المتوقع أن يكون أكثر صعوبة؛ لأنهم سيضطرون عبور المدينة التي يسكنها 600 ألف نسمة؛ حيث ستكون طائرات الهليكوبتر من طراز أباتشي أقل استخدامًا من قبل الإمارات، وحيث يمتلك الحوثيون الكثير من الوقت لتنظيم دفاعهم، ما لم يتم مهاجمة المدينة من الشرق، وقطع الطريق إلى صنعاء، العاصمة التي تقع تحت سيطرة المتمردين.

وأكّدت “لوموند” أنَّ معركة “الحديدة”تعد اختبارًا لطموحات الإمارات؛ لأنهم يعلمون جيدًا أن مصداقيتهم على المحك في اليمن؛ حيث إن الحرب والمعارك الدائرة منذ سنوات وأيضًا المساعي الدبلوماسية فشلت حتى الآن بإعادة الحوثيين إلى طاولة المفاوضات.

وبيّنت أن أبو ظبي تطمح لأن تكون رأس الحربة لدول الخليج بالنسبة للقدرات العسكرية، ولفتت إلى أن مشاركة قواتها الخاصة بفعالية في محاربة عناصر القاعدة في جنوب اليمن إلى جانب القوات المنتشرة للولايات المتحدة الأمريكية.

ويأتِي هذا بينما كشفت شهادات سجناء معتقلين بسجن يمني خاضع لسيطرة الإمارات، تعرُّضهم لعمليات تعذيب بشعة وممنهجة وفق جدول زمني محدد، بالإضافة إلى استخدام العنف الجنسي كأداة أساسية لإلحاق العقوبة بهم لاستخلاص “الاعترافات”.

هذه الشهادات التي رصدتها وكالة “الأسوشييتد برس” على لسان المعتقلين، تؤكد أن “القائمين على عمليات التعذيب كانوا يتبعون جدولًا زمنيًا محددًا: الضرب يوم السبت، التعذيب يوم الأحد، والاثنين استراحة، في الأيام الثلاثة الأخرى تعاد الكرة ذاتها، أما يوم الجمعة فهو للحبس الانفرادي”.

وروى بعض السجناء للوكالة أن العنف الجنسي هو الأداة الأساسية في إلحاق العقوبة بالمعتقلين لاستخلاص “الاعترافات”.

ويؤكد مسؤول أمني كبير في سجن ريان في المكلا، طلب عدم نشر اسمه، أن الأمريكيين يستخدمون الإماراتيين كقفازات للقيام بعملهم “القذر”، ففي هذه السجون ترتكب أكثر الجرائم وحشية.