بعد حوالي شهر من إعلان الإمارات تطبيع علاقاتها بصورة رسمية مع إسرائيل، أعلنت البحرين عن تطبيع علاقاتها أيضاً، وهي الخطوة التي استنكرتها السلطة الفلسطينية بشدة، واعتبرتها “خيانة عظمى” لمبادرة السلام العربية المعلن عنها عام 2002، والتي جعلت التطبيع مشروطا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

هذا التطبيع “المزدوج” بين الإمارات والبحرين وبين إسرائيل، قد يثقل كفة ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمقرر إقامتها بعد حوالي سبعة أسابيع في 03 نوفمبر القادم، حيث أصبح ]ترامب[ أكثر تفاؤلاً في خطاباته وتصريحاته، والذي أكد خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”: “لدينا ما لا يقل عن خمس أو ست دول عربية ستنضم إلينا قريبًا جدًا، ونحن نتحدث معهم بالفعل”.

مراسم توقيع اتفاقيات التطبيع بين الإمارات والبحرين وبين الدولة العبرية في 15 سبتمبر داخل البيت الأبيض، لم يكن لها ذات القوة الرمزية التي حظيت بها اتفاقات أوسلو عام 1993، أو معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل عام 1994، ومع ذلك، حقق “دونالد ترامب” نصراً دبلوماسياً ثميناً.

هذه الاتفاقيات يرى الفلسطينيون أنها وسيلة جديدة للقضاء على حقوقهم وقضيتهم، على الرغم من ذلك، صرح ترامب بكل تبجح بأنه “واثق من أن الفلسطينيين أنفسهم سيذهبون في نهاية المطاف إلى اتفاق سلام مع إسرائيل، في ظل مُضي داعميهم الماليين والسياسيين في الخليج”.

كما توقع ترامب أنه في حال فوزه في الانتخابات المقبلة، ستحاول إيران التفاوض مع الولايات المتحدة.

الاحتجاجات الجماهيرية لم تتوقف في مدن نابلس وجنين وطولكرم والخليل بالضفة الغربية، حيث تجمع مئات الفلسطينيين ليلة الثلاثاء في مدينة رام الله المحتلة بالضفة الغربية منددين بتوقيع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، ومؤكدين دعمهم للسلطج الفلسطينية التي يقودها الرئيس محمود عباس في دفاعهم عن الحقوق الفلسطينية.

من ناحية أخرى، أعلنت المعارضة البحرينية عن رفضها للتطبيع مع إسرائيل، داعية إلى مقاومة هذه الاتفاقية، وأكدت على دعمها للقضية الفلسطينية وكافة حقوق الشعب الفلسطيني،

يهدف خطاب “ترامب” الاستباقي حول “فجر شرق أوسط جديد” إلى تقديم البيت الأبيض على أنه راعي “السلام والاستقرار” في هذه المنطقة، مشيراً إلى أن نتيجته ستكون انسحاب القوات الأمريكية، وفقا لرغبات رئيس ينتقد بانتظام الانتشار الأمريكي خارج حدود الولايات المتحدة.

يرى الخبراء والمحللون أن هذه الرعاية الأمريكية لاتفاقيات تطبيع عربية مع إسرائيل جاءت في الوقت المناسب بعد الانتكاسات التي تراكمت على إدارة “ترامب” في سلسلة من الملفات الدولية، حيث ألقى التطبيع بين الإمارات وإسرائيل في أغسطس بظلاله على الإذلال الذي عانت منه واشنطن في الأمم المتحدة بشأن إيران بعد رغبتها في إعادة عقوبات الأمم المتحدة من خلال آلية نصت عليها الاتفاقية الدولية للطاقة النووية الإيرانية، والتي انسحبت منها في 2018، وقامت باتباع سياسة “الضغط الأقصى” على طهران، أدت إلى إغراق إيران في أزمة اقتصادية عميقة يرافقها تشنج للنظام، لم تسفر عن النتائج المرجوة حتى الآن، بل على العكس تماماً، بعد أن استأنفت الجمهورية الإسلامية أنشطة تخصيب اليورانيوم ردًا على التغيير الأمريكي، أصبحت اليوم أقرب إلى القدرة النووية العسكرية مما كانت عليه قبل تولي “دونالد ترامب” منصبه.

كانت استراتيجية الضغط الأقصى هذه غير ناجحة بنفس القدر في مواجهة نظام “نيكولاس مادورو” في فنزويلا، على الرغم من الدعم الهائل المقدم للخصم “خوان غوايدو”، المعترف به كرئيس مؤقت للبلاد في يناير 2019.

لم يحصل الريس على المزيد من النتائج بشأن الملف الذي خصص من أجله معظم رأس ماله السياسي، من نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، وثلاثة لقاءات تاريخية مع زعيم “بيونغ يانغ”، “كيم جونغ أون”، وخطوات قليلة اتخذت على الأراضي الكورية الشمالية، بمناسبة لم الشمل في المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين، في يوليو 2019، لم تسمح بأدنى اختراق.

ترافقت هذه النكسات مع تدهور وحشي لصورة الولايات المتحدة في العالم، تبلورت بشدة عام 2020، بسبب سوء الإدارة لوباء Covid-19، وفقاً أحدث مقياس لمركز بيو للأبحاث نُشر في 15 سبتمبر.

أظهر البحث أن تقييمات ترامب في إسبانيا، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا كانت مشابهة إلى درجة كبيرة بالتقييمات التي حصل عليها جورج دبليو بوش قبل انتهاء فترة رئاسته، عندما ساءت سمعته عقب الغزو الأمريكي للعراق، واستخدام العنف ضد العراقيين، وبالتزامن مع حدوث الأزمة المالية العالمية.

ترجمة العدسة عن صحيفة لوموند الفرنسية.. للاطلاع على المقال الأصلي اضغط هنا