أعلنت ليبيا، “الإثنين” 14 يناير، انسحابها من القمة العربية الاقتصادية، والتي تستضيفها العاصمة اللبنانية بيروت، يومي 19 و 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

وقال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الليبية بحكومة الوفاق الوطني “أحمد عمر الأربد” إن “وزارة الخارجية الليبية لحكومة الوفاق قررت رسميا عدم المشاركة على أي مستوى في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية المزمع إقامتها بالعاصمة بيروت وسيكون مقعد دولة ليبيا شاغرا”، بحسب “سبوتنيك”.

وتأتي تلك الخطوة الليبية، بعد ساعات قليلة من إقدام عدد من أنصار حركة “أمل” الشيعية في لبنان، والتي بتزعمها رئيس مجلس النواب اللبناني “نبيه بري”، على نزع العلم الليبي من مكانه بموقع انعقاد القمة المزمعة.

وانتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي وثق إزالة مجموعة من الشبان أعلاما ليبية بالقرب من مكان انعقاد القمة، ورفع مكانها رايات حركة “أمل”، فيما رفع آخرون صورا للإمام موسى الصدر.

وأثارت مشاركة ليبيا في القمة العربية الاقتصادية ببيروت جدلا واسعا، حيث أعلن رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان، “عبد الأمير قبلان”، الأحد، احتجاجه على توجيه الدعوة إلى ليبيا للمشاركة في القمة.

ودعا إلى اجتماع طارئ لبحث ما قال بأنه تداعيات تلك الدعوة، مؤكدا على “الثوابت الوطنية في متابعة قضية اختطاف الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والإعلامي عباس بدر الدين”.

بدوره، اعترض رئيس مجلس النواب وزعيم حركة “أمل”، “نبيه بري” على دعوة ليبيا إلى القمة، معتبرا أن السلطات الليبية غير متعاونة بمستوى مناسب في إطار قضية اختفاء “موسى الصدر” ورفاقه.

وهدد “بري” بتنفيذ “أعمال سياسية وغير سياسية”، في حال حضور ليبيا أعمال القمة، واعتبر مراقبون أن التهديد ينطوي على إمكانية تنفيذ حركة “أمل” ومسلحين شيعة عمليات مسلحة في العاصمة بيروت.

وتحمّل الطائفة الشيعية في لبنان، الزعيم الليبي الراحل “معمر القذافي” مسؤولية اختفاء رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى السابق، مؤسس حركة “أمل”، “موسى الصدر”، الذي شوهد للمرة الأخيرة في ليبيا في 31 أغسطس 1978، بعدما وصلها بدعوة رسمية مع رفيقيه، لكن النظام الليبي السابق دأب على نفي هذه التهمة، مؤكدا أن الثلاثة غادروا طرابلس متوجهين إلى إيطاليا.