ألتقى الرئيس المصري ” عبد الفتاح السيسي” بالجنرال الليبي ” خليفة حفتر”، بالقاهرة، وذلك عقب زيارة “السيسي” لأمريكا ومباحثاته مع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”.

 

تعد هذه أول زيارة يقوم بها “حفتر” منذ شنت قواته هجوما على العاصمة الليبية “طرابلس”، والذي لاقى ردود فعل غاضبة دوليا ومحليا، وسط تهديدات بعقوبات قد توقع على “حفتر” إن لم يعد إلى ثكناته.

 

وتكتسب زيارة “حفتر” للقاهرة أهمية بالغة فالعمليات العسكرية بين “قوات حفتر” وقوات “حكومة الوفاق الوطني” على أشدها حول العاصمة الليبية طرابلس.

 

وتفسر زيارة “حفتر” للقاهرة على إصراره على استكمال الحرب، ويبحث عن دعم إقليمي، ويعد ذلك دليل على دعم ” السيسي” للهجوم البري الذي شنه “حفتر” باتجاه العاصمة طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني الليبي المعترف بها دوليا.

 

وخلال المباحثات، أكد “السيسي” على دعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة، لتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن الليبي في كافة الأراضي الليبية.

 

وجاء في بيان للرئاسة المصرية “أن القاهرة تدعم جهود مكافحة الإرهاب بما يسمح بإرساء قواعد الدولة المدنية المستقرة ذات السيادة، والبدء في إعمار ليبيا والنهوض بها في مختلف المجالات”.

 

وكانت الخارجية المصرية قد دعت الأطراف الليبية إلى ضبط النفس وإنجاح مهمة المبعوث الأممي إلى ليبيا والتي ترمي إلى إجراء الانتخابات العامة وإقناع الأطراف الليبية بقبول نتائجها، مشددة على أن الحل في ليبيا سياسي وليس عسكريا.

 

وكان “غسان سلامة” المبعوث الأممي لليبيا قد أعلن تأجيل المؤتمر الوطني الليبي بشأن الانتخابات والذي كان مقررا عقده منتصف الشهر الجاري بسبب التطورات الميدانية في طرابلس.

 

وعلى المستوى الدولى، اعربت كل من حكومات، فرنسا، وإيطاليا، والإمارات، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، “أنها تشعر بقلق بالغ بشأن القتال”.

 

وتعد هذه التطورات انتكاسة للأمم المتحدة والدول الغربية التي تحاول الوساطة بين “السراج” و”حفتر”، اللذين اجتمعا في أبوظبي الشهر الماضي لبحث اتفاق لتقاسم السلطة.

 

وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا أن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية وقائد الجيش الوطني الليبي، اتفقا على إنهاء المرحلة الانتقالية في ليبيا،من خلال انتخابات عامة.

 

وأكدت البعثة أن الاتفاق تناول أيضا سبل الحفاظ على استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه منظمة الصحة العالمية عن مقتل نحو 121 شخصا وإصابة 561 آخرين منذ بدء هجوم قوات “حفتر” على طرابلس.

 

وأدان مكتب المنظمة في ليبيا في تغريدة على “تويتر” الهجمات المتكررة على طواقم العلاج وسيارات الإسعاف في طرابلس.

 

كما أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن نزوح 13500 شخص، من بينهم 900 شخص استقبلهم في مراكز إيواء.

 

وقال المكتب في بيان أنه “قتل ثلاثة أفراد من الفريق الطبي كما طالت شظايا خمس سيارات إسعاف”.

 

وعلى جانب آخر، دعا وزير الداخلية الليبي “فتحي باشاغا” الدول المعنية بالشأن الليبي إلى أن يكون تدخلها إيجابيا، وأن تحترم إرادة الشعب الليبي

 

وأضاف “باشاغا” أن هناك وسائل إعلام تابعة لجهات خارجية تروج لوجود جماعات إرهابية، مؤكدا أن الجهاز الأمني لحكومة الوفاق يعمل على القضاء على التطرف في المنطقة.

 

وتابع أن لمصر الحرية الكاملة في نهج سياستها الخارجية، لكن دون فرض أية أوامر على الشعب الليبي.

 

علاقة العسكريان

يربط القائدان سياسة عسكرية واحدة لإدارة خططتهم السياسية، ويتشاركان في عدو واضح معلن لهم وهو التيار الإسلامي متمثل في جماعة الإخوان المسلمين.

 

ويذكر أن “السيسي” و”حفتر” ألتقى من قبل في 2017 بقاهرة من أجل مواصلة حوار الأطراف الليبية وسبل استقرار البلاد.

 

و في تصريح حول علاقته بالرئيس المصري قال “حفتر” في مقابلة مع المجلة الفرنسية “جون أفريك” “مواقفنا تقترب في الواقع، ووضع بلاده عندما وصل إلى السلطة مشابه لموقف ليبيا اليوم”.

 

وتابع “عدونا الكبير، الإخوان المسلمون، يهددون بلداننا وجيراننا الأفارقة والأوروبيين على حد سواء”.

 

والجدير بالذكر أن المجتمع الدولي يدعم منذ نهاية 2015 حكومة الوفاق الوطني برئاسة “فايز السراج” المنبثقة من اتفاق سياسي بين الليبيين برعاية الأمم المتحدة ومقرها في طرابلس.

 

وتشهد ليبيا اضطرابات وانفلاتا أمنيا، منذ سقوط “معمر القذافي” عام 2011 بدعم من حلف الناتو، على نحو أدى إلى تشكل عشرات الميليشيات المتناحرة.

 

وتدور معارك عنيفة منذ الرابع من نيسان/أبريل في الضاحية الجنوبية لطرابلس بين القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا وقوات “حفتر”.