ما زالت دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل نهج مؤامراتها التي لا تنتهي تجاه كل دول العالم في توجه معاد لكل من يعارض الاستراتيجية التوسعية للكيان الصهيوني، فتحولت بذلك إلى كيان عميل لا يمتلك أي حدود أو ضوابط مبدأية تردعه عن مسلك الخيانة الذي اختاره.
والجديد هذه المرة يتمثل في انكشاف الحقيقة المظلمة من وراء الاعتداء السافر على اليمن السعيد الذي ألحقت به دمارا فظيعا في الأرواح البشرية، وفي المنشآت الحيوية وأحالته إلى خراب، فرغم التعلل بأنها تحارب الانفصاليين الشيعة من الحوثيين الذين تدعمهم إيران فإن المتابع للأهداف التي تركز عليها الإمارات يلاحظ أنها تنصبّ بالتحديد على القوى السنية وبالتحديد أنصار حزب الإصلاح فتقصف قواعدهم بالطائرات الأمريكية الحديثة التي يقودها في الغالب مرتزقة يحملون الجنسية الإسرائيلية في تناغم كامل مع الأهداف الصهيونية التي تركز على العدو الاستراتيجي لها المتمثل في كل من يحمل نفسا إسلاميا بسبب معرفتها أن هؤلاء وحدهم الثابتون على مبادئهم والقادرون على التصدي لمؤامراتهم كلفهم ذلك ما كلفهم.
وتشير كثير من المعطيات التي بدأت تتسرب بشكل متطابق أن الإمارات شرعت في بناء معسكرين بمحافظة سقطرى وهي كبرى جزر أرخبيل يحمل الاسم ذاته، مكون من ست جزر، ويحتل موقعا استراتيجيا في المحيط الهندي، قبالة سواحل القرن الإفريقي، قرب خليج عدن. كما قامت الإمارات بتسيير رحلات لأشخاص من جنسيات مختلفة بينهم ضباط عسكريون، وكشف موقع “ساوث فرونت” الأمريكي المتخصص في الأبحاث العسكرية، في نهاية شهر أغسطس الماضي عن عزم الإمارات وإسرائيل، إنشاء مرافق عسكرية واستخبارية في جزيرة سقطرى، جنوب شرقي اليمن. ونقل عن مصادر عربية وفرنسية أن “وفدا ضم ضباطا إماراتيين وإسرائيليين، قاموا بزيارة الجزيرة مؤخرا، وفحصوا عدة مواقع بهدف إنشاء مرافق استخبارية”.
ولا يخفى على أحد أن الهدف الأساسي للإمارات في جزيرة سقطرى هو موقعها الاستراتيجي الذي يتلاءم تماماً مع تصورها لنفسها كإمبراطورية بحرية، تسيطر على خطوط إمدادات الطاقة عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والسيطرة على ميناء عدن الاستراتيجي.
فمن يهيمن على سقطرى لاسيما ببناء قاعدة عسكرية برية وبحرية بالجزيرة يمكنه أن يسيطر على الملاحة قرب مجموعة أهم المضائق المائية في العالم، فهي ليست بعيدة عن مضيق هرمز وقريبة لمضيق باب المندب ومنه إلى قناة السويس. وتاريخياً دفعت الأهمية الاستراتيجية لأرخبيل سقطرى الطامعين الأجانب إلى محاولة احتلالها والسيطرة عليها.
وفي بيان صدر خلال الأسبوع الماضي ، اتهم شيخ مشايخ قبائل محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية عيسى سالم بن ياقوت الرياض وأبوظبي بـ”تدمير المعالم البيئية الساحرة والنادرة في جزيرة سقطرى، وإنشاء معسكرات دون رقيب وسط صمت دولي رهيب“. وقال إن السعودية والإمارات أدخلتا إسرائيل إلى سقطرى ضمن عملية تهدف لفصل الجزيرة عن اليمن، واتهم البلدين بإحداث تغييرات ديموغرافية واستقدام سكان من خارج سقطرى.
وبعد أن أعلنت إسرائيل والإمارات يوم 13 أغسطس الماضي عن اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما بعد سنوات شهدت تقاربا بين البلدين، بدأت الصورة تتضح وتنجلي الأهداف الحقيقية من وراء هذا الانخراط المحموم في حرب لا ناقة للإمارات فيها ولا جمل وهو انتزاع المواقع الاستراتيجية التي تهم أمن إسرائيل في التصدي لمخاوفها من القدرات الإيرانية المتنامية في الخليج العربي ، علاوة على الرغبة الصهيونية في التوسع واستعمار ما أمكنها وخاصة في خاصرة الدول العربية حيث تستطيع تهديد انسياب ثرواتها النفطية وتتحول إلى قرصان بحري يهدد كل العابرين قريبا من المنافذ الجنوبية للجزيرة العربية وفي مدخل البحر الأحمر .
الهدف إذا لم يكن يوما فرض السلام في اليمن ولا التصدي للتوسع الشيعي كما تزعم الإمارات على الدوام بقدر ما هو خدمة أسيادها من الصهاينة وتمهيد الطريق لهم حتى يتحولوا إلى قوة بحرية كبرى تهدد الأمن القومي العربي وتقلب القوى لصالحها وهو ما دأبت الإمارات على الاشتغال عليه بكل عزم يقيم الدليل على خيانتها الواضحة وانخراطها العلني في الحرب على العرب والمسلمين.
اضف تعليقا