لا تزال الانتقادات الموجهة لاستضافة الإمارات قمة المناخ COP28 نهاية هذا العام مستمرة، خاصة مع تمسك دولة الإمارات بسلطان الجابر كرئيس للمؤتمر بغض النظر عن دوره كرئيس تنفيذي لشركة بترول أبو ظبي الوطنية الذي يمثل تعارضًا واضحًا مع أهداف القمة الأساسية والتي تهدف إلى الحد من استخدام الوقود الأحفوري والحفاظ على المناخ والبيئة.
على الجانب الآخر، لا يزال سلطان الجابر ومسؤولون آخرون من الإمارات متمسكون برأيهم بأن الدولة لديها خطة “تغيير اللعبة” لمكافحة تغير المناخ من خلال الترحيب بشركات النفط والغاز من جميع أنحاء العالم للمشاركة بشكل كامل في المحادثات كنوع من محاولة الوصول إلى حل وسط بين مصالح الجانبين.
الخبراء والمحللون يرون هذا الرأي الإماراتي بأنه درب من دروب الخيال: ادع منتجي الوقود الذي يتسبب في الاحتباس الحراري ليكونوا لاعبين رئيسيين في وضع خطة لإبطاء الاحتباس الحراري!
في حوار صحفي، قال ماجد السويدي، الدبلوماسي الإماراتي الذي سيلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في محادثات المناخ: “نحن بحاجة إلى إشراك الأشخاص الذين لديهم المعرفة التقنية والمهارات التكنولوجية والأشخاص الذين يوفرون الوظائف في محادثة حول إيجاد حلول”.
بالنسبة للنشطاء الذين حضروا هذه المؤتمرات لسنوات، فإن تحقيق هذا التوازن المزعوم بعيد المنال، قالت كاثرين أبرو، التي تترأس Destination Zero ، وهي شبكة من المنظمات غير الربحية التي تعمل في قضايا المناخ: “هل يمكن إشراك جماعات ضغط التبغ في المحادثات حول الوقاية من السرطان”.
سيعقد المؤتمر وسط خلفية تجدد الاستثمار في الوقود الأحفوري بعد تراجع وجيز في حقبة الوباء في وقت أصبح استخدام الطاقة المشتقة من الوقود الأحفوري يمثل أكثر من ثلثي الانبعاثات العالمية.
خلال العام الماضي، وافق أكبر منتجي النفط في العالم – مثل المملكة العربية السعودية والإمارات – على العشرات من مشاريع الحفر الضخمة الجديدة، وهذا الشهر، تلقت شركة أدنوك التابعة للإمارات إذنًا طال انتظاره من أوبك – تحالف الدول المنتجة للنفط الذي ينسق بشأن الإنتاج والأسعار – لضخ المزيد من النفط اعتبارًا من العام المقبل.
في خطاب ألقاه مؤخرًا، قال السيد الجابر، الذي يرأس أيضًا أكبر شركة للطاقة المتجددة في الإمارات، إنه يأمل أن يقدم COP28 تعهدًا جماعيًا بمضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، والذي اعتبره جزءًا من الانتقال نحو “طاقة نظام خالٍ من الوقود الأحفوري بلا هوادة “.
المخيب للآمال أن سلطان الجابر يتمتع بدعم شخصيات سياسية ودبلوماسية رفيعة المستوى حول العالم بالرغم من الضغوطات الحقوقية والبرلمانية المختلفة، أحد أبرز داعميه هو السناتور السابق جون كيري، مبعوث الولايات المتحدة للمناخ، الذي يعني دعمه أن القادة أمثاله يرون أن الأهداف المناخية واستمرار إنتاج الوقود الأحفوري متوافقة، طالما أن التكنولوجيا لالتقاط انبعاثاتهم منتشرة على نطاق واسع.
مؤتمر قمة المناخ التابع للأمم المتحدة بدأ يعاني من أزمة مصداقية قبل سنوات، أشدها كان العام الماضي حين سُمح لنظام السيسي بتنظيم المؤتمر في شرم الشيخ بالرغم من كافة التحذيرات حول السياسات القمعية التي يمارسها النظام ضد النشطاء مهما كانت توجهاتهم.
وعلى الرغم من تحذيرات كبار علماء المناخ كذلك، فإن العديد من أكبر إنجازات المؤتمرات على الورق – على سبيل المثال، الوعود من الدول الغنية بتقديم أموال كافية للدول الفقيرة للتعامل مع أزمة المناخ التي لعبت دورًا ضئيلًا في خلقها لم تدخل حيز التنفيذ بعد.
وقد انضم المفاوضون من الدول الجزرية الصغيرة وأمريكا اللاتينية وأفريقيا إلى مفاوضين من الاتحاد الأوروبي في الدعوة إلى المؤتمر للتوصل إلى اتفاق بشأن “التخلص التدريجي” من الوقود الأحفوري، لكنهم واجهوا مقاومة شديدة من ممثلي الدول المنتجة مثل روسيا والمملكة العربية السعودية.
سيعقد مؤتمر الأطراف هذا العام في الإمارات لأن هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة تنظم المؤتمر عادة بين خمس مناطق في العالم، وأيد ممثلو الدول في تلك الهيئة اختيار منطقة آسيا والمحيط الهادئ للإمارات بالإجماع، سيكون التجاور المتوقع لشركات الوقود الأحفوري جنبًا إلى جنب مع المفاوضين والنشطاء الداعين إلى القضاء عليها أقوى من أي وقت مضى، والشكوك عميقة بين الجانبين.
في سياق متصل، كشفت تقارير صحفية رفيعة المستوى استخدام النظام الإماراتي وجماعات ضغط تابعة لسلطان الجابر جيوش من الذباب الإليكتروني وسائل التواصل الاجتماعي لنشر حملات تضليل وتأثير على الرأي العالم لخلق دعم مزيف للجابر ولاستضافة الإمارات للقمة في عملية سماها النشطاء بـ “الغسيل الأخضر”.
للاطلاع على النص الأصلي من المصدر اضغط هنا
اضف تعليقا